بحث حول تناسل الطبقة الثانية من الإنسان

تناسل الطبقة الاُولى من الإنسان ـ وهي آدم وحواء ـ أثمر عن ولادة بنين وبنات إخوة وأخوات . القضية المطروحة هنا هي كيف ظهرت الطبقة الثانية من البشر ، أي كيف وجدت ذرية هؤلاء الإخوة والأخوات ، فهل تكاثروا عن طريق التزاوج مع بعضهم البعض ، أو عن طريق آخر ؟
هناك روايات مختلفة حول كيفية تكاثر الطبقة الثانية من البشر :
1 . تزوج أولاد آدم من حور الجنة ، وظهرت ذريتهم من خلال ذلك . ^۱
2 . تزوج قابيل من جنية خبيثة تدعى جهانة تقمصت صورة الإنسان فيما تزوج هابيل من حورية تدعى ترك وبذلك تكاثرت ذريتهما . ^۲
3 . من زواج الأخ بالأخت ، حيث لم يكن زواج الأخ بالاُخت محرما في تلك الطبقة ، وإنما حُرم ذلك في الطبقة الثالثة . ^۳
ظاهر إطلاق الآية : «وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَآءً» . ^۴ يؤيّد روايات المجموعة الثالثة بمعنى أن الذرية الحالية تنحدر من آدم وزوجه ولم يكن لأي امرأة ورجل أي دخل في هذا المجال ، وإلّا لقال : « وبث منهما غيرهما » أو أي تعبير مشابه ، ومن البديهي أن اقتصار مصدر الذرية على آدم وزوجه يستلزم التزاوج بين بناتهما وبنيهما . والحكم بحرمة هذا النوع من الزواج هو في الحقيقة قانون تشريعي بتبع المصالح والمفاسد ، وليس حكما تكوينيا لا يقبل التغيير . وبناء على ذلك ـ كما جاء في روايات المجموعة الثالثة ـ فإن من الممكن أن يُحل اللّه تعالى هذا العمل في الطبقة الثانية من البشر استنادا إلى الضرورة ويمنعه بعد زوال الضرورة من أجل الحيلولة دون شيوع الفساد الجنسي في المجتمع . ^۵