۵۹۵۹.الإمام عليّ عليه السلام :أيُّهَا المَخلوقُ السَّوِيُّ ۱ وَالمُنشَأُ ۲ المَرعِيُّ ۳ في ظُلُماتِ الأَرحامِ ومُضاعَفاتِ الأَستارِ ، بُدِئتَ مِن سُلالَةٍ مِن طينٍ ، ووُضعِتَ في قَرارٍ مَكينٍ ، إلى قَدَرٍ مَعلومٍ ، وأجَلٍ مَقسومٍ ، تَمورُ ۴ في بَطنِ اُمِّكَ جَنينا ، لا تُحيرُ ۵ دُعاءً ولا تَسمَعُ نِداءً ، ثُمَّ اُخرِجتَ مِن مَقَرِّكَ إلى دارٍ لَم تَشهَدها ولَم تَعرِف سُبُلَ مَنافِعِها . ۶
۵۹۶۰.عنه عليه السلامـ في صِفَةِ خَلقِ الإِنسانِ ـ :أم هذَا الَّذي أنشَأَهُ في ظُلُماتِ الأَرحامِ ، وشُغُفِ ۷ الأَستارِ ، نُطفَةً دِهاقا ۸ ، وعَلَقَةً مِحاقا ۹ ، وجَنينا وراضِعا ، ووَليدا و يافِعا . ثُمَّ مَنَحَهُ قَلبا حافِظا ، ولِسانا لافِظا ، وبَصَرا لاحِظا ، لِيَفهَمَ مُعتَبِرا ، ويُقَصِّرَ مُزدَجِرا . ۱۰
۵۹۶۱.الإمام الحسين عليه السلامـ في دُعاءِ يَومِ عَرَفَةَ ـ :اِبتَدَأتَني قَبلَ أن أكونَ شَيئا مَذكورا ، وخَلَقتَني مِنَ التُّرابِ ثُمَّ أسكَنتَنِي الأَصلابَ ، آمِنا لِرَيبِ المَنونِ وَاختِلافِ الدُّهورِ ، فَلَم أزَل ظاعِنا مِن صُلبٍ إلى رَحِمٍ في تَقادُمِ الأَيّامِ الماضِيَةِ وَالقُرونِ الخالِيَةِ ، لَم تُخرِجني لِرَأفَتِكَ بي ولُطفِكَ لي وإحسانِكَ إلَيَّ في دَولَةِ أيّامِ الكَفَرَةِ الَّذينَ نَقَضوا عَهدَكَ ، وكَذَّبوا رُسُلَكَ ، لكِنَّكَ أخرَجتَني رَأفَةً مِنكَ وتَحَنُّنا عَلَيَّ لِلَّذي سَبَقَ لي مِنَ الهُدَى الَّذي فيهِ يَسَّرتَني وفيهِ أنشَأتَني ، ومِن قَبلِ ذلِكَ رَؤُفتَ بي بِجَميلِ صُنعِكَ ، وسَوابِغِ نِعمَتِكَ ، فَابتَدَعتَ خَلقي ، مِن مَنِيٍّ يُمنى ، ثُمَّ أسكَنتَني في ظُلُماتٍ ثَلاثٍ بَينَ لَحمٍ وجِلدٍ ودَمٍ ، لَم تُشَهِّرني بِخَلقي ۱۱ ، ولَم تَجعَل إلَيَّ شَيئا مِن أمري ، ثُمَّ أخرَجتَني إلَى الدُّنيا تامّا سَوِيّا . ۱۲
1.السَويّ: أيمستوٍ وهو الذي قد بلغ الغاية فيشبابه وتمام خلقه وعقله (لسان العرب: ج۱۴ ص۴۱۵«سوا»).
2.المُنشأ : المُبتدَعُ (انظر : لسان العرب : ج ۱ ص ۱۷۲ «نشأ») .
3.رعى أمره : حفظه (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۳۳۵ «رعو») .
4.تمور : تتحرّك (المصباح المنير : ص ۵۸۵ «مار») .
5.ما أحار جوابا : ما ردّ (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۱۶ «حور») .
6.نهج البلاغة : الخطبة ۱۶۳ ، بحارالأنوار : ج ۶۰ ص ۳۴۷ ح ۳۴ .
7.الشُغُفُ : جمع شغاف القلب وهو حجابه ، فاستعاره لموضع الولد (النهاية : ج ۲ ص ۴۸۳ «شغف») .
8.نُطفَة دهاقا : أي نطفة قد اُفرغت إفراغا شديدا (النهاية : ج ۲ ص ۱۴۵ «دهق») .
9.المحاقُ : ذهاب الشيء كلّه حتّى لا يُرى له أثر (المصباح المنير : ص ۵۶۵ «محق») .
10.نهج البلاغة : الخطبة ۸۳ ، بحارالأنوار : ج ۶۰ ص ۳۴۹ ح ۳۵ .
11.قال العلامة المجلسي : لم تشهّرني بخلقي ؛ أي لم تجعل تلك الحالات الخسيسة ظاهرة للخلق في ابتداء خلقي لأصير محقّرا مهينا عندهم ، بل سترت تلك الأحوال عنهم ، وأخرجتني بعد اعتدال صورتي وخروجي عن تلك الأصول الدّنية (بحار الأنوار : ج ۶۰ ص ۳۷۳) . هذا وفي البلد الأمين : «لَم تُشهِدني خلقي» .
12.الإقبال : ج ۲ ص ۷۴ ، بحارالأنوار : ج ۶۰ ص ۳۷۲ ح ۸۱ .