491
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج5

4 / 6

خُلِقَ الإِنسانُ لِلرَّحمَةِ

الكتاب

«وَ لَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَ لَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَ لِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ» ۱ . ۲

الحديث

۶۰۰۳.الإمام الباقر عليه السلامـ في تَفسيرِ الآيَةِ الشَّريفَةِ ـ :«لَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ» فِي الدّينِ «إِلَا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ» يَعني آلَ مُحَمَّدٍ وأتباعَهُم ، يَقولُ اللّه ُ : «وَ لِذَلِكَ خَلَقَهُمْ» يَعني أهلَ رَحمَةٍ لا يَختَلِفونَ فِي الدّينِ . ۳

1.قال العلّامة الطباطبائي قدس سره في تفسيره : «وَ لَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ» » أي الناس يخالف بعضهم بعضا في الحقّ أبدا إلّا الذين رحمهم اللّه ، فإنّهم لا يختلفون في الحقّ ولا يتفرقون عنه ، والرحمة هي الهداية الإلهية ... . «وَ لِذَلِكَ خَلَقَهُمْ» الى الرحمة المدلول عليه بقوله : «إِلَا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ» والتأنيث اللفظي في لفظ الرحمة لا ينافي تذكير اسم الإشارة ، لأنّ المصدر جائز الوجهين ، قال تعالى : «إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ» (الاعراف : ۵۶) ... وكون الرحمة ـ أعني الهداية ـ غاية مقصودة في الخلقة إنّما هو لاتّصالها بما هو الغاية الأخيرة ، وهو السعاده ، كما في قوله حكاية عن أهل الجنّة «وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى هَدَانَا لِهَـذَا» (الأعراف : ۴۳) وهذا نظير عدّ العباده غاية لها لاتّصالها بالسعاده في قوله : «وَ مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنسَ إِلَا لِيَعْبُدُونِ»(الذاريات : ۵۶) (الميزان في تفسير القرآن : ج ۱۱ ص ۶۲ ـ ۶۴) .

2.هود : ۱۱۸ و ۱۱۹ .

3.تفسير القمّي : ج ۱ ص ۳۳۸ عن أبي الجارود ، بحارالأنوار : ج ۲۴ ص ۲۰۴ ح ۱ وراجع : الإحتجاج : ج ۱ ص ۳۰۰ واليقين : ص ۴۵۰ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج5
490

۶۰۰۲.الإمام العسكري عليه السلامـ فِي التَّفسيرِ المَنسوبِ إلَيهِ ـ :قالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام في قَولِهِ تَعالى : «يَاأَيُّهَا النَّاسُ» يَعني سائِرَ النّاسِ المُكَلَّفينَ مِن وُلدِ آدَمَ عليه السلام .
«اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ» أي أطيعوا رَبَّكُم مِن حَيثُ أمَرَكُم مِن أن تَعتَقِدوا أن لا إلهَ إلَا اللّه ُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ولا شَبيهَ ، ولا مِثلَ لَهُ ، عَدلٌ لا يَجورُ ، جَوادٌ لا يَبخَلُ ، حَليمٌ لا يَعجَلُ ، حَكيمٌ لا يَخطَلُ ۱ ، وأنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ صلى الله عليه و آله ، وأنَّ آلَ مُحَمَّدٍ أفضَلُ آلِ النَّبِيّينَ ، وأنَّ عَلِيّا أفضَلُ آلِ مُحَمَّدٍ ، وأنَّ أصحابَ مُحَمَّدٍ المُؤمِنينَ مِنهُم أفضَلُ صَحابَةِ المُرسَلينَ ، وأنَّ اُمَّةَ مُحَمَّدٍ أفضَلُ اُمَمِ المُرسَلينَ ... .
«الَّذِى خَلَقَكُمْ» نَسَما ۲ وسَوّاكُم مِن بَعدِ ذلِكَ وصَوَّرَكُم فَأَحسَنَ صُوَرَكُم .
ثُمَّ قالَ عَزَّ وجَلَّ «وَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ» قالَ : وخَلَقَ الَّذينَ مِن قَبلِكُم مِن سائِرِ أصنافِ النّاسِ «لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» قالَ : لَها وَجهانِ ، أحَدُهُما خَلَقَكُم وخَلَقَ الَّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم كُلَّكُم تَتَّقونَ ، أي لِتَتَّقوا كَما قالَ اللّه ُ تَعالى : «وَ مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنسَ إِلَا لِيَعْبُدُونِ» وَالوَجهُ الآخَرُ : «اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِى خَلَقَكُمْ وَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ» ، أيِ اعبُدوهُ لَعَلَّكُم تَتَّقونَ النّارَ ، و«لَعَلَّ» مِنَ اللّه ِ واجِبٌ ، لِأَنَّهُ أكرَمُ مِن أن يُعَنِّيَ عَبدَهُ بِلا مَنفَعَةٍ ويُطعِمَهُ في فَضلِهِ ثُمَّ يُخَيِّبَهُ .
ألا تَراهُ كَيفَ قَبُحَ مِن عَبدٍ مِن عِبادِهِ إذا قالَ لِرَجُلٍ : أخدِمني لَعَلَّكَ تَنتَفِعُ بي وبِخِدمَتي ، ولَعَلّي أنفَعُكَ بِها ، فَيَخدِمُهُ ثُمَّ يُخَيِّبُهُ ولا يَنفَعُهُ ، فَإِنَّ اللّه َ عَزَّ وجَلَّ أكرَمُ في أفعالِهِ وأبعَدُ مِنَ القَبيحِ في أعمالِهِ مِن عِبادِهِ . ۳

1.خَطِلَ : أخطَأ (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۵۲۷ «خطل») .

2.النَّسَمُ : نَفسُ الرُّوح وقيل : جمع النَّسَمَة (تاج العروس : ج ۱۷ ص ۶۸۴ «نسم») .

3.التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص ۱۳۵ و ۱۳۹ ح ۶۸ و ۷۱ ، تأويل الآيات الظاهرة : ج ۱ ص ۴۰ ح ۱۳ وليس فيه ذيله من قوله تعالى «الذي خلقكم» الاولى ، بحارالأنوار : ج ۶۸ ص ۲۸۶ ح ۴۴ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج5
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 179309
الصفحه من 606
طباعه  ارسل الي