495
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج5

تحليلٌ حول حكمة خلق الإنسان

تقسم الآيات والروايات الواردة حول حكمة خلق الإنسان إلى ثلاث مجاميع :
المجموعة الاُولى : الآيات والروايات التي تؤكد على أن خلق الإنسان ليس باطلاً ولا عبثا ، بل هو بهدف وحكمة ، كقوله تعالى :
« أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ » . ۱
المجموعة الثانية : النصوص التي تدل على أن الخالق غني عن خلق الإنسان ، كالرواية التالية :
لَم تَخلُقِ الخَلقَ لِوَحشَةٍ ، ولَا استَعمَلتَهُم لِمَنفَعَةٍ . ۲
المجموعة الثالثة : الآيات والروايات التي بيّنت حكمة خلق الإنسان ، حيث يمكن القول من خلال التأمل فيها إن في خلق الإنسان خمس حِكَم هي :

1 . استخدام الفكر ومعرفة الخالق

يصرّح القرآن الكريم استمرارا في بيان مراحل خلق الإنسان قائلاً :
« هُوَ الَّذِى خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُواْ أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُواْ شُيُوخًا وَ مِنكُم مَّن يُتَوَفَّى مِن قَبْلُ وَ لِتَبْلُغُواْ أَجَلاً مُّسَمًّىوَ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ » . ۳
كما يقول حول الهدف والحكمة النهائية من خلق العالم :
«اللَّهُ الَّذِى خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَىْ ءٍ قَدِيرٌ وَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَىْ ءٍ عِلْمَا » . ۴
ويُظهر التأمل في هاتين الآيتين الكريمتين أن معرفة اللّه هي فلسفة خلق الإنسان والعالم من منظار القرآن كما يقول الإمام الحسين عليه السلام :
ما خلَقَ العِبادَ إلّا لِيَعرِفوهُ . ۵
ومن البديهي أن معرفة اللّه ـ تعالى ـ لا تتيسّر في المرحلة الاُولى ، إلّا عن طريق توظيف الفكر والعقل .
وقد أشار الحديث القدسي المعروف إلى هذه الحكمة كالتالي :
كُنتُ كَنزا مَخفِيّا ، فَأَحبَبتُ أن اُعرَفَ ، فَخَلَقتُ الخَلقَ لِكَي اُعرَفَ . ۶
ومما يجدر ذكره أن هذا الحديث لم يذكر في المصادر الروائية وكما قال البعض فإنه لا سند صحيح له ولا ضعيف ولذلك فقد اعتبره ابن تيمية من الأحاديث المجعولة . ۷
ولكن الكثير من المصادر العرفانية والأخلاقية المتأخرة نقلته ۸ مع أن مضمونه منسجم مع القرآن وبعض الأحاديث التي مرت .

1.المؤمنون : ۱۱۵ .

2.راجع : ص ۴۸۳ ح ۵۹۷۹.

3.غافر : ۶۷ وراجع : ص ۴۸۴ (خلق الإنسان للتعقّل ومعرفة اللّه عز و جل) .

4.الطلاق : ۱۲ .

5.راجع : ص ۴۸۹ ص ۶۰۰۰.

6.راجع : ص ۴۸۵ ح ۵۹۸۵.

7.تذكرة الموضوعات : ص ۱۱ .

8.راجع : أخلاق ناصري (بالفارسيّة) : ص ۳۴ ، الكامل للشيخ البهائي : ج ۱ ص ۵ و ص ۳۴ ، نفائس الفنون : ص ۱۷۱ ، مشارق أنوار اليقين : ص ۲۷ ، جامع الأسرار : ص۱۰۲ ، ۱۴۴ ، ۱۵۹ ، ۱۶۲ ، ۱۶۴ و ۶۰۱ ، نص النصوص : ص ۹۱ ، ۹۳ ، ۲۶۶ ، ۳۰۳ ، ۳۱۵ ، ۳۸۲ ، ۴۰۸، ۴۱۵ ، ۴۳۸ ، ۴۴۵ و ۴۵۱ ، نقد النقود : ص۶۳۹ ، ۶۶۲ ، ۶۶۵ و ۶۸۲ ، الاثنا عشرة مسألة : ص ۱۵۹ ح ۱۶۲ ، إحقاق الحق : ج ۱ ص ۴۳۱ ، مجالس المؤمنين : ج ۲ ص۱۵۹ ، شرح اُصول الكافي للملا صالح المازندراني : ص ۲۴۹، ۲۷۸ و ۳۶۵ ، مفاتيح الغيب : ص ۲۹۳ ، روضة المتقين : ج ۲ ص ۷۱۰ و ج ۸ ص ۱۶۲ ، زاد المسالك : ص ۱۹ ، الكلمات المكنونة : ۳۳ ، تعليقات على أثولوجيا : ص ۹۶ ، بحار الأنوار : ج ۸۷ ص ۳۴۴ و ص ۱۹۹ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج5
494

راجع : البقرة : 28 و 46 و 156 و 281 ، آل عمران : 55 ، المائدة : 48 و 105 ، الأنعام : 60 و 64 ، يونس 4 و 23 و 56 ، هود : 4 و 34 ، الأنبياء : 35 و 93 ، المؤمنون : 60 و 115 ، العنكبوت : 8 و 57 ، لقمان : 15 ، الزمر : 7 ، النجم : 42 ، العلق : 8

الحديث

۶۰۰۹.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :يَابنَ آدَمَ ، أتَدري لِما خُلِقتَ ؟ خُلِقتَ لِلحِسابِ ، وخُلِقتَ لِلنُّشورِ وَالوُقوفِ بَينَ يَدَيِ اللّه ِ عَزَّ وجَلَّ ، ولَيسَ ثَمَّ ثالِثَةً دارٌ إنَّما هِيَ الجَنَّةُ وَالنّارُ ، فَإِن عَمِلتَ بِما يُرضِي الرَّحمنَ عَزَّ وجَلَّ فَالجَنَّةُ دارُكُ ومَأواكَ ، وإن عَمِلتَ بِما يُسخِطُهُ فَالنّارُ . ۱

راجع : ص 476 (خلق ما في الأرض له) .

1.الفردوس : ج ۵ ص ۲۸۲ ح ۸۱۸۹ عن سمرة بن جندب .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج5
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 177309
الصفحه من 606
طباعه  ارسل الي