11
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج6

«إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» ۱ .
ولا ريب أنّ المراد من «أهل البيت» في هذه الآية هم الذين نزلت فيهم آية التطهير، لكن المهمّ في المقام هو أن نري المراد من هؤلاء؟

القرائن الدالّة علي تفسير أهل البيت عليهم السلام

بالتأمّل في دلالة سياق الآية ومضمونها، وبالتأمّل في إجراءات النبيّ صلى الله عليه و آله في مجال تفسير الآية والتعريف بأهل البيت ، مضافاً للقرائن الاُخرى التي ستأتي الإشارة إليها ، لا يبقي شكّ في أنّ المقصود من «أهل البيت» في الآية المذكورة ليسوا أهل بيت شخص النبيّ ، وإنّما المراد بهم أهل بيت عنوان النبيّ صلى الله عليه و آله ؛ أي عدد خاصّ من أهل بيت النبيّ ، وهم الذين اُلقيت على عاتقهم هداية الاُمّة بعد النبيّ صلى الله عليه و آله .
وبعبارة اُخرى : المراد من أهل البيت هم أهل بيت الرسالة ، وهم الذين حمّلهم الباري سبحانه أعباء تبليغ رسالة النبيّ صلى الله عليه و آله بعده بشكل خاصّ .
وإليك فيما يلي بعض القرائن الدالّة على تفسير الآية:

أوّلاً: سياق آية التطهير

مقتضي التأمّل في دلالة سياق آية التطهير هو أنّ المراد من أهل البيت فيها ليس هو مطلق أقرباء النبيّ صلى الله عليه و آله ؛ وذلك أنّ الضمائر الواردة في الآيات السابقة عليها جاءت جميعاً بصيغة جمع المؤنّث ، بينما وردت الضمائر في هذا المقطع من الآية بصيغة جمع المذكر «إِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» ، وهذا ما يكشف عن أنّ المراد منهم ليس هو مطلق قرابة النبيّ الشاملة لنسائه، وإنّما المراد منهم هو عدد خاصّ من قرابته صلى الله عليه و آله . ۲

1.الأحزاب : ۳۳.

2.هذه الآية بلحاظ السياق نظير الآيات ۲۸ و ۲۹ من سورة يوسف : «إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظيمٌ * يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا وَ اسْتَغْفِري لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخاطِئينَ» .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج6
10

وأمّا كلمة «البيت» فإنّها إذا اُضيفت إلى الأفراد بما لهم من شخصية كانت بمعنى البيت المسكون، أو العشيرة والقبيلة، وأمّا إذا اُضيفت إلى الشخص بما له من مقام ومنزلة أو نظير ذلك ـ كقولنا : «بيت الرئاسة» ، و «بيت القضاء»، و «بيت المرجعية»، و «بيت العلم»، و «بيت النبوّة» ـ كانت بمعنى الاُسرة الذين تشدّهم صلة قريبة بالمعنى المذكور . ۱

«أهل البيت عليهم السلام » في القرآن والحديث :

استعمل القرآن الكريم كلمة «أهل» بمعناها اللغوي ، حيث أطلقها على من تشدّه نوع آصرة ورابطة، نظير : «أهل القرى» ۲ ، «أهل المدينة» ۳ ، «أهل الإنجيل» ۴ ، «أهل التقوى» ۵ .
وقد جاء استعمال التركيب «أهل البيت» في ثلاثة مواطن:
1. في قصّة النبيّ موسى عليه السلام عندما كان طفلاً وقالت اُخته للفراعنة: «هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَ هُمْ لَهُ ناصِحُونَ» . ۶
2. في قصّة النبيّ إبراهيم عليه السلام عندما تعجّبت زوجته من بشارة الملائكة لها، فقالت لها الملائكة : «رَحْمَتُ اللهِ وَ بَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ» . ۷
3. في سورة الأحزاب وفي عداد وصايا الله سبحانه لنساء النبيّ صلى الله عليه و آله ، وبضمير النسوة يتغيّر الخطاب من النسوة إلى النبيّ صلى الله عليه و آله ، وبصيغة الجمع المذكر ، حيث يقول :

1.لمزيد الاطّلاع راجع : دائرة المعارف قرآن كريم (بالفارسية) : ج ۵ ص ۷۷ ـ ۱۲۸ .

2.الأعراف : ۹۶ .

3.التوبة : ۱۰۱ .

4.المائدة : ۴۷ .

5.المدّثر : ۵۶ .

6.القصص : ۱۲ ، الأحزاب : ۳۳ .

7.هود : ۷۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج6
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 152112
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي