103
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج6

الإسلام والمسلمين والمجتمع الإسلامي ، إضافة إلى أنّ روايات عديدةً قد صدرت في ذمّهم . ۱
4 . نفي الحكم بن أبي العاص وابنه مروان بن الحكم بأمر النبيّ صلى الله عليه و آله من المدينة بتهمة النفاق ، أفلا يبدو من العجيب أن يعتبر من أصحاب النبيّ صلى الله عليه و آله وتُعدّ حكومته مثل حكومة عهد النبيّ صلى الله عليه و آله ؟

الرأي الخامس : إمارة اثني عشر أميرا في زمانٍ واحد

قال المهلّب :
الّذي يغلب على الظنّ أنّه ـ عليه الصّلاة والسّلام ـ أخبر بأعاجيب تكون بعده من الفتن حتّى يفترق الناس في وقتٍ واحد على اثني عشر أميرا ، ولو أراد غير هذا لقال : يكون اثنا عشر أميرا يفعلون كذا . ۲

نقد الرأي الخامس

يبدو أنّ المهلّب كان في صدد إيضاح النصّ المنقول من صحيح البخاري ولم يكن ملتفتا إلى سائر الروايات الاُخرى لجابر بن سمرة ، والّتي هي أكثر دقّة وتفصيلاً ، والنصّ الموجود في صحيح البخاري مختصر ومبهم ، وبالتالي فإنّ هناك احتمالات اُخرى كثيرة يمكن أن نتصوّرها حوله .
وقد نبّه ابنُ حجر العسقلاني في نقد رأيه إلى هذه الملاحظة مشيراً إلى أنّ النصوص الموجودة في صحيح مسلم أوضحت أنّ الإسلام سيكون عزيزا منيعا في زمان هؤلاء الأشخاص الاثني عشر ، فهل يمكن أن نتصوّر أن يحدث اثنا عشر

1.راجع : الغدير : ج ۸ ص ۲۴۸ ومسائل خلافيّة لعليّ آل محسن : ص ۳۱ ـ ۳۵ .

2.فتح الباري : ج ۱۳ ص ۲۱۱ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج6
102

كانوا (15) شخصا ، وقد بدأ عهد حكمهم بعد 13 سنة من وفاة النبيّ صلى الله عليه و آله (تولّى عثمان الخلافة في أواخر عام 23 للهجرة) ، وقد ألحق هذان الشخصان صحابة النبيّ صلى الله عليه و آله به ، ولم يعتبروهم مستحقّين لعنوان خلافة النبيّ صلى الله عليه و آله ، وذلك من أجل حلّ إشكال عدد أفراد بني اُميّة وزمان حكمهم ، وبالتالي فإنّ عهد الخلفاء الأربعة ومعاوية ومروان بن الحكم سوف يخرج من هذا الحكم ليبقى الأشخاص الاثني عشر التالين لهم !
وممّا يجدر ذكره هو أنّ ابن الجوزي قد صرّح في بداية كلامه :
بأنّ فهم المدلول الأصلي لكلام رسول اللّه غير ممكن! ۱

نقد الرأي الرابع

1 . اُخرج الخلفاء الأربعة من عنوان الخلفاء الاثني عشر ، ولم يُقَدَّم أي استدلال على ذلك .
2 . اعتُبِر عهد خلافة النبيّ صلى الله عليه و آله في نصوص أهل السنّة بأنّه يمتدّ إلى أكثر من 30 سنة من بعده ، فقد صرّح صلى الله عليه و آله بذلك قائلاً :
الخِلافَةُ في اُمَّتي ثَلاثونَ سَنَةً ، ثُمَّ مُلكٌ بَعدَ ذلِكَ . ۲
في حين أنّ هذا الرأي صوّر الخلافة بعد عام 60 للهجرة (موت معاوية) .
3 . إنّ المراد من رواية الخلفاء الاثني عشر هو الثناء على هؤلاء الأشخاص ، ومن الطبيعي أنّ هذا الثناء لا يمكن أن يشمل بني اُميّة الّذين ارتكبوا جرائم عديدة ضدّ

1.راجع : فتح الباري : ج ۱۳ ص ۲۱۲ .

2.سنن الترمذي : ج ۴ ص ۵۰۳ ح ۲۲۲۶ ، سنن أبي داود : ج ۴ ص ۲۱۱ ح ۴۶۴۶ و۴۶۴۷ ، مسند ابن حنبل : ج ۸ ص ۲۱۳ ح ۲۱۹۷۸ ، السنن الكبرى للنسائي : ج ۵ ص ۴۷ ح ۸۱۵۵ ، صحيح ابن حبّان : ج ۹ ص ۳۵ ح ۶۶۵۷ ، سلسلة الأحاديث الصحيحة : ج ۱ ص ۷۴۲ ح ۴۵۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج6
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 150490
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي