161
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج6

في الآية المذكورة . ۱
ويؤيّد مضمون آية التطهير وسياقها ، الأحاديث الّتي فسّرت أهل البيت بمجموعة خاصّة من المقرّبين إلى النبيّ صلى الله عليه و آله .
كما أنّ السيرة العمليّة لرسول اللّه صلى الله عليه و آله في تبيين هذه الآية الكريمة ـ منذ أن منع دخول زوجته الكريمة اُمّ سلمة تحت الكساء ؛ لدفع احتمال دخول زوجاته تحت عنوان «أهل البيت» وحتّى وفاته صلى الله عليه و آله ۲ ـ كانت بشكل بحيث لم يكن في زمان حياته أيّ اختلاف في مفهوم أهل البيت ومصداقهم ، فلم يكن أحد يدّعي هذا العنوان سوى فئة خاصّة من المقرّبين إلى النبيّ صلى الله عليه و آله والّذين كانوا يتمتّعون بالكفاءة لهداية الاُمّة الإسلاميّة وقيادتها . ۳
بناءً على ذلك فإنّ أيّ شبهة حول مفهوم أهل البيت ومصداقهم في آية التطهير وحديث الثّقلين ، فاقدة للقيمة العلميّة ، خصوصاً بعد ورود الأحاديث الصريحة والواضحة عن النبيّ صلى الله عليه و آله في تفسير هذا العنوان ، وسيرته العمليّة في هذا المجال .
والملاحظة الملفتة للنظر ، أنّ مضمون حديث الثّقلين ، وتأكيد رسول اللّه صلى الله عليه و آله على أنّ القرآن وأهل البيت لا يفترقان إلى يوم القيامة وأنّ من الواجب على الاُمّة الإسلاميّة اتّباعهما ، يدلّان بوضوح على أنّ مصاديق أهل البيت لا تنحصر في أصحاب الكساء الّذين استشهد آخرهم ـ وهو الإمام الحسين عليه السلام ـ بعد خمسين عاما من رحيل النبيّ صلى الله عليه و آله ، بل اُضيف إليهم تسعة من أبناء الإمام الحسين عليه السلام ، كما

1.تبدو هذه الملاحظة بديهية ، وهي أنّ «أهل البيت» في آية التطهير تشمل النبيّ الأعظم صلى الله عليه و آله = أيضا ، ولكنّه سيخرج من هذه المجموعة في حديث الثّقلين الّذي طرح فيه أهل البيت باعتبارهم خلفاء رسول اللّه صلى الله عليه و آله .

2.راجع : ص ۶۰ (الفصل الأوّل / تسليم النبيّ صلى الله عليه و آله على أهل البيت عليهم السلام وتخصيصهم بالأمر بالصلاة) .

3.لمزيد الاطّلاع راجع : ص ۲۱ (الفصل الأوّل : معنى أهل البيت عليهم السلام ) .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج6
160

فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله :
إنَّكِ أهلي خَيرٌ ، وهؤلاءِ أهلُ بَيتي ، اللّهُمَّ أهلي أحَقُّ . ۱
وفي رواية اُخرى أنّه قال :
إنَّكِ مِن أزواجِ النَّبِيِّ . ۲
وجاء في رواية اُخرى أنّه قال :
إنَّكِ إلى خَيرٍ ، أنتِ مِن أزواجِ النَّبِيَّ . ۳
وجاء في رواية اُخرى أنّ اُمّ سلمة قالت : رفعت الكساء لأدخل معهم ، فجذبه من يدي وقال :
إنَّكِ عَلى خَيرٍ . ۴
والمتحصّل ممّا روته اُمّ سلمة وعائشة من أزواج النبيّ صلى الله عليه و آله في معنى «أهل البيت» عنه صلى الله عليه و آله ۵ ، وما رواه سبعة عشر صحابيا من أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و آله في هذا المجال ۶ ، وما روي عن أهل البيت أنفسهم في تفسير «أهل البيت» ۷ ، هو اعتبار هذه الفئة الخاصّة أهل بيت النبيّ صلى الله عليه و آله ، واعتبار أزواج النبيّ صلى الله عليه و آله خارج هذه الفئة ، وعلى هذا فإنّه لا يبقى أدنى مجال للشكّ عند الباحث المنصف في المقصود من أهل البيت

1.المستدرك على الصحيحين : ج ۲ ص ۴۵۱ ح ۳۵۵۸ .

2.تاريخ دمشق : ج ۱۳ ص ۲۰۷ ح ۳۱۸۸ .

3.تفسير الطبري : ج ۱۲ الجزء ۲۲ ص ۷ ، تفسير ابن كثير : ج ۶ ص ۴۰۹ .

4.مسند ابن حنبل : ج ۱۰ ص ۲۲۸ ح ۲۶۸۰۸ ، المعجم الكبير : ج ۳ ص ۵۳ ح ۲۶۶۴ و ج ۲۳ ص ۳۳۶ ح ۷۷۹ ، مسند أبي يعلى : ج ۶ ص ۲۴۹ ح ۶۸۷۶ .

5.راجع : ص ۲۱ (الفصل الأوّل / أزواج النبيّ صلى الله عليه و آله ومعنى أهل البيت) .

6.راجع : ص ۴۰ (الفصل الأوّل / أصحاب النبيّ صلى الله عليه و آله ومعنى أهل البيت) .

7.راجع : ص ۵۳ (الفصل الأوّل / أهل البيت عليهم السلام ومعنى أهل البيت).

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج6
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 150609
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي