سابعا : دلالة الحديث على إمامة الإمام المهدي عليه السلام
من أوضح رسالات حديث الثّقلين هي بقاء أهل البيت حتّى يوم القيامة ، فلو لم يكن آل النبيّ صلى الله عليه و آله باقين حتّى القيامة ، لما كان هناك من معنى للوصيّة بالتمسّك بهم حتّى يوم الدين . ۱
ولإيضاح هذه الرسالة نرى من الضروري بيان ثلاث اُمور :
1 . غيبة الإمام المهدي عليه السلام
إنّ حديث الثّقلين هو في الحقيقة أحد أدلّة إمامة الإمام المهدي عليه السلام وغيبته ، ومن الممكن إثبات هذا الادّعاء بمقدّمتين :
المقدّمة الاُولى
استنادا إلى هذا الحديث فإنّه كما سيبقى نصّ القرآن حتّى يوم القيامة ، فإنّ أحد أئمّة أهل البيت عليهم السلام سيبقى على قيد الحياة حتّى القيامة ، وسيكون إلى جانب القرآن .
هناك في نصّ حديث الثّقلين ثلاث قرائن تدلّ بوضوح على هذا الادّعاء :
أ ـ جملة «إنِّي تارِكٌ فيكُم الثِّقلَينِ» ، فلا شكّ في أنّ هذا الخطاب لا يختصّ بأصحاب النبيّ صلى الله عليه و آله ، بل يشمل جميع الاُمّة الإسلامية حتّى يوم القيامة ؛ وإلّا ستكون عبارتا «لَن تَضِلُّوا» و «حَتَّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ» عديمتي المعنى .