171
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج6

وهكذا فإنّ الموالين الحقيقيّين والمتمسّكين بأهل البيت في عصر الغيبة لهم ثواب ألف شهيد كشهداء بدر واُحد ۱ . ۲

ثامنا : دراسة رواية اُخرى لحديث الثّقلين

في مقابل النصّ المتواتر لحديث الثّقلين الّذي أوصى فيه رسول اللّه صلى الله عليه و آله الاُمّة بالتمسّك بالقرآن والعترة ، جاء في بعض المصادر الحديثية لفظ «السنّة» بدلاً من «العترة» ، كما نقل ذلك مالك في الموطأ برواية مرسلة عن النبيّ صلى الله عليه و آله :
تَرَكتُ فيكُم أمرَينِ لَن تَضِلُّوا ما مَسَكتُم بِهِما ؛ كِتابَ اللّهِ وسُنَّةَ نَبِيِّهِ . ۳
وذكر الحاكم في مستدركه هذه الرواية كالتالي :
يا أيُّهَا النَّاسُ ، إنِّي قَد تَرَكتُ فيكُم ما إن اعتَصَمتُم بِهِ فَلَن تَضِلُّوا أبَدا ؛ كِتابَ اللّهِ وسُنَّةَ نَبِيِّهِ . ۴
نظرا إلى عدم التجانس بين هذين النصّين وبين الرواية المشهورة لحديث الثّقلين ، فإنّ من الضروري تقويم سنديهما .

تقويم سند الرواية

أ ـ يعتبر موطأ مالك أهم مصدر للنصّ «كِتابَ اللّهِ وسُنَّةَ نَبِيِّهِ» حيث نقل هذه الرواية

1.شبهة : على هذا الفرض يمكن القول بأنّ المراد من التمسّك ، اتّباع السنّة ونهج أهل البيت ، وعلى هذا فإنّنا سوف لا نكون محتاجين إلى حضور أهل البيت في المجتمع . جوابها : هذا الكلام يعني : التمسّك بالسنّة لا التمسّك بالعترة . في حين أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله أوصى صراحةً بالتمسّك بالعترة وذكّر به . إن التمسّك بالسنّة في عصر الغيبة واتّباع نواب الأئمّة عليهم السلام إنّما هو من جهة أنّ الارتباط بالإمام الغائب عليه السلام واتّباعه دون واسطة متعذّر في هذا العصر . وعلى هذا فليس هناك من سبيل سوى الأخذ بهذه الطريقة .

2.راجع : كمال الدين : ص ۳۲۳ ح ۷ وإعلام الورى : ج ۲ ص ۲۳۲ وكشف الغمّة : ج ۳ ص ۳۱۲ .

3.الموطأ : ج ۲ ص ۸۹۹ ح ۳ .

4.المستدرك على الصحيحين: ج۱ ص۱۷۱ ح۳۱۸ . وراجع : السنن الكبرى : ج۱۰ ص۱۹۴ ح۲۰۳۶.


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج6
170

2 . المُراد من التمسّك بأهل البيت عليهم السلام

أكّد رسول اللّه صلى الله عليه و آله في أحاديث كثيرة بالإضافة إلى حديث الثّقلين ۱ على التمسّك بأهل البيت من بعده . ولا شكّ في أنّ معنى التمسّك بالنبيّ ـ وهو على قيد الحياة ـ اتّباعه دينيّا وسياسيّا ، بناءً على ذلك فإنّ وجوب التمسّك بأهل بيت النبيّ صلى الله عليه و آله بعده يدلّ أيضا بوضوح على مرجعيّتهم الدينيّة والسياسيّة ، ووجوب اتّباعهم ، وبالطبع فإنّ التمسّك والتبعيّة الدينيّة والسياسيّة فيما يتعلّق بالإمام الحاضر والإمام الغائب مختلفتان كما سنوضّح ذلك .

3 . كيفية التمسّك بالإمام الغائب

اتّضح لنا حتّى الآن وبالاستناد إلى حديث الثّقلين أنّ أحد أهل بيت النبيّ صلى الله عليه و آله باقٍ حتّى القيامة ، وأنّ التمسّك بهم في الدين والسياسة واجب ، ولكنّ المسألة المهمّة هي كيف يمكن للمجتمع المسلم أن يتمسّك بإمامٍ غائب؟
يتّضح من خلال قليل من التأمّل أنّ التمسّك بالإمام الغائب يعني اتّباع نوّابه الخاصّين والعامّين ، والتبليغ لمذهب أهل البيت عليهم السلام ونشره ، ومحاربة موانع ظهوره ، والسعي من أجل الربط بين القرآن والعترة والدين والسياسة ، وأخيرا تهيئة الأرضيّات الثقافيّة والسياسيّة والاقتصاديّة لحكومة الإسلام العالمية بقيادة أهل البيت عليهم السلام ، وهي مهمّة بالغة الصعوبة ، حيث روي عن الإمام الصادق عليه السلام في هذا المجال :
إنَّ لِصاحِبِ هذا الأمرِ غَيبَةً ، المُتَمَسِّكُ فيها بِدينِهِ كَالخارِطِ لِلقَتادِ . ۲

1.راجع : ص ۳۸۸ (الفصل الثامن / عناوين حقوقهم / التمسّك).

2.الكافي : ج ۱ ص ۳۳۵ ح ۱ ، كمال الدين : ص ۳۴۶ ح ۳۴ ، الغيبة للطوسي : ص ۴۵۵ ح ۴۶۵ ، الغيبة للنعماني : ص ۱۶۹ ح ۱۱ ، بحارالأنوار : ج ۵۲ ص ۱۱۱ ح ۲۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج6
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 150447
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي