خاصّاً بهذا المورد في القرآن، فالقرآن مليء بالآيات التي جاءت إلى جانب بعضها البعض ، ومع ذلك فقد تعرّضت لاُمور مختلفة، بل نجد في كلام فصحاء العرب وشعرهم نظير ذلك بوفرة.
وقال العلّامة الطباطبائي في معرض الجواب عن هذا السؤال :
رويت سبعون رواية في شأن نزول آية التطهير، ولم يرد حتّى في رواية واحدة نزول هذه الآية ضمن آيات نساء النبيّ ، ولا ذكره أحد حتّى القائل باختصاص الآية بأزواج النبيّ ، كما ينسب إلى عكرمة وعروة.
وعلى هذا يلزم القول : بأنّ آية التطهير بحسب النزول ليست جزء من آيات نساء النبيّ ولا متّصلة بها ، وإنّما وضعت بينها ؛ إمّا بأمر من النبيّ صلى الله عليه و آله أو عند التأليف بعد الرحلة . ويؤيّده أنّنا لو حذفنا المقطع «وَقَرْنَ في بُيوتِكُنَّ» والذي هو جزء من الآية في الوقت الحاضر، فإنّ الآية المذكورة ستكون منسجمة تمام الانسجام مع الآيات التالية لها، ولا يبدو أنّ شيئا منها محذوف . ^۱
والآن سنستعرض لك نصوص الآيات والروايات التي تعيننا في معرفة «أهل البيت»، باُسلوب ونظم جديد، مفعمة بالتحليلات الضرورية والتي تمسّ لها الحاجة .

الناس منزلة، وهو إمام واُسوة للآخرين، وهذه الأوصاف والخصائص كانت في عدد قليل من أهل بيت الرسالة. وعليه فلا يصدق عنوان «أهل البيت» إلّا على المعنى المتقدّم .

آراء اُخرى في تفسير أهل البيت عليهم السلام

والملفت للنظر أنّ جميع المفسّرين من الشيعة وأهل السنّة يعتقدون أنّ آية التطهير نزلت في أصحاب الكساء ، وهم : النبيّ صلى الله عليه و آله وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، وأنّ المراد من أهل البيت هو أصحاب الكساء . ^۱ إلّا أنّه توجد آراء اُخرى لأهل السنّة في تفسير آية التطهير ، و هي عبارة عمّا يلي :
1. المراد من «أهل البيت» هو نساء النبيّ صلى الله عليه و آله .
2. المراد من «أهل البيت» هو نساء النبيّ صلى الله عليه و آله مضافاً لعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام .
3. المراد من «أهل البيت» هو جميع قرابة النبيّ صلى الله عليه و آله من نسائه وأولاده وأقربائه ، بل وخدّامه الذين كانوا في منزله.
4. المراد من «أهل البيت» هو من تحرم عليهم الصدقة. ^۲
وبالتأمّل فيما ذكرناه من النقاط حول معنى «أهل البيت» يتّضح أنّه لا يمكن قبول شيء من هذه المعاني. نعم ، السؤال الوحيد المطروح في المقام حول آية التطهير هو: لماذا ذكرت الآية أمراً لا يشمل نساء النبيّ أثناء بيانها لوظائف نساء النبيّ صلى الله عليه و آله ؟
وفي مقام الجواب على هذا السؤال ذكرت أجوبة عديدة، منها: ليس المذكور