295
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج6

كانَت بِبَعضِ الطَّريقِ ذَكَرَتهُ بِما لا يَجوزُ أن يُذكَرَ بِهِ ، وتَأَفَّفَت وقالَت : هَتَكَ سِتري بِرِجالِهِ وجُندِهِ الَّذينَ وَكَّلَهُم بي . فَلَمّا وَصَلَتِ المَدينَةَ ألقَى النِّساءُ عَمائِمَهُنَّ ، وقُلنَ لَها : إنَّما نَحنُ نِسوَةٌ .
وحارَبَهُ أهلُ البَصرَةِ ، وضَرَبوا وَجهَهُ ووُجوهَ أولادِهِ بِالسُّيوفِ ، وشَتَموهُ ولَعَنوهُ ، فَلَمّا ظَفِرَ بِهِم رَفَعَ السَّيفَ عَنهُم ، ونادى مُناديهِ في أقطارِ العَسكَرِ : ألا لا يُتبَعُ مُوَلٍّ ، ولا يُجهَزُ عَلى جَريحٍ ، ولا يُقتَلُ مُستَأسَرٌ ، ومَن ألقى سِلاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ ، ومَن تَحَيَّزَ إلى عَسكَرِ الإِمامِ فَهُوَ آمِنٌ . ولَم يَأخُذ أثقالَهُم ، ولا سَبى ذَرارِيَهُم ، ولا غَنِمَ شَيئا مِن أموالِهِم ، ولَو شاءَ أن يَفعَلَ كُلَّ ذلِكَ لَفَعَلَ ، ولكِنَّهُ أبى إلَا الصَّفحَ وَالعَفوَ ، وتَقَيَّلَ سُنَّةَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَومَ فَتحِ مَكَّةَ ، فَإِنَّهُ عَفا وَالأَحقادُ لم تَبرُد ، وَالإِساءَةُ لَم تُنسَ . ۱

۶۷۳۰.الإمام الحسن عليه السلام :اُخِذَ ابنُ مُلجَمٍ فَاُدخِلَ عَلى عَلِيٍّ عليه السلام ، فَقالَ : أطيبوا طَعامَهُ وألينوا فِراشَهُ ، فَإِن أعِش فَأَنَا وَلِيُّ دَمي ؛ عَفوٌ أو قِصاصٌ ، وإن مِتُّ فَأَلحِقوهُ بي اُخاصِمهُ عِندَ رَبِّ العالَمينَ . ۲

۶۷۳۱.الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ عَلِيّا عليه السلام قالَ فِي ابنِ مُلجَمٍ بَعدَما ضَرَبَهُ : أطعِموهُ وَاسقوهُ ، أحسِنوا إسارَهُ ، فَإِن عِشتُ فَأَنَا وَلِيُّ دَمي ، أعفو إن شِئتُ وإن شِئتُ استَقَدتُ ، وإن مِتُّ فَقَتَلتُموهُ فَلا تُمَثِّلوا . ۳

1.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۱ ص ۲۲ ؛ بحار الأنوار : ج ۴۱ ص ۱۴۴ ذيل ح ۴۵ ، وراجع : الصراط المستقيم : ج ۱ ص ۱۶۲ .

2.اُسد الغابة : ج ۴ ص ۱۱۳ الرقم ۳۷۸۹ ، الطبقات الكبرى : ج ۳ ص ۳۷ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۲۵۶ كلاهما نحوه ، تاريخ دمشق : ج ۴۲ ص ۵۵۹ ؛ تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۲۱۲ نحوه .

3.السنن الكبرى : ج ۸ ص ۳۱۷ ح ۱۶۷۵۹ عن إبراهيم بن محمّد عن الإمام الصادق عليه السلام ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۳ ص ۶۴۹ عن الإمام الصادق عنه عليهماالسلام نحوه ، تاريخ دمشق : ج ۴۲ ص ۵۵۷ عن أنس عن الإمام الصادق عنه عليهماالسلام وليس فيه ذيله من «وإن متّ» ، كنز العمّال : ج ۱۳ ص ۱۹۷ ح ۳۶۴۸۸ ؛ قرب الإسناد : ص ۱۴۳ ح ۵۱۵ عن أبي البختري عن الإمام الصادق عنه عليهماالسلام ، الجعفريّات : ص ۵۳ عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم السلام وليس فيه ذيله من «وإن متُّ» وكلاهما نحوه .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج6
294

ثُمَّ جَلَسَ لِلنّاسِ فَبايَعوهُ . ۱

۶۷۲۸.الإمام زين العابدين عليه السلام :دَخَلتُ عَلى مَروانَ بنِ الحَكَمِ فَقالَ : ما رَأَيتُ أحَدا أكرَمَ غَلَبَةً مِن أبيكَ ، ما هُوَ إلّا أن وَلِيَنا يَومَ الجَمَلِ ، فَنادى مُناديهِ : لا يُقتَلُ مُدبِرٌ ، ولا يُذَفَّفُ ۲ عَلى جَريحٍ . ۳

۶۷۲۹.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديدـ في صِفَةِ عَلِيٍّ عليه السلام ـ :وأمَّا الحِلمُ وَالصَّفحُ فَكانَ أحلَمَ النّاسِ عَن ذَنبٍ ، وأصفَحَهُم عَن مُسيءٍ . وقَد ظَهَرَ صِحَّةُ ما قُلناهُ يَومَ الجَمَلِ ، حَيثُ ظَفِرَ بِمَروانَ بنِ الحَكَمِ ـ وكانَ أعدَى النّاسِ لَهُ ، وأشَدَّهُم بُغضا ـ فَصَفَحَ عَنهُ .
وكانَ عَبدُ اللّهِ بنُ الزُّبَيرِ يَشتِمُهُ عَلى رُؤوسِ الأَشهادِ ، وخَطَبَ يَومَ البَصرَةِ فَقالَ : قَد أتاكُمُ الوَغدُ اللَّئيمُ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ . وكانَ عَلِيٌّ عليه السلام يَقولُ : ما زالَ الزُّبَيرُ رَجُلاً مِنّا أهلَ البَيتِ حَتّى شَبَّ عَبدُاللّهِ . فَظَفِرَ بِهِ يَومَ الجَمَلِ ، فَأَخَذَهُ أسيرا ، فَصَفَحَ عَنهُ ، وقالَ : «اِذهَب فَلا أرَيَنَّكَ» ، لَم يَزِدهُ عَلى ذلِكَ .
وظَفِرَ بِسَعيدِ بنِ العاصِ بَعدَ وَقعَةِ الجَمَلِ بِمَكَّةَ ـ وكانَ لَهُ عَدُوّا ـ فَأَعرَضَ عَنهُ ، ولَم يَقُل لَهُ شَيئا .
وقَد عَلِمتُم ما كانَ مِن عائِشَةَ في أمرِهِ ، فَلَمّا ظَفِرَ بِها أكرَمَها ، وبَعَثَ مَعَها إلَى المَدينَةِ عِشرينَ امرَأَةً مِن نِساءِ عَبدِالقَيسِ عَمَّمَهُنَّ بِالعَمائِمِ وقَلَّدَهُنَّ بِالسُّيوفِ ، فَلَمّا

1.الإرشاد : ج ۱ ص ۲۵۷ ، الجمل : ص ۴۰۷ عن الحارث بن سريع نحوه ، بحار الأنوار : ج ۳۲ ص ۲۳۰ ح ۱۸۲ .

2.الذَّفُّ : الإجهاز على الجريح ، وكذلك الذفاف . وقد ذفّفت على الجريح تذفيفا : إذا أسرعتَ في قتله (الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۶۲ «ذفف») .

3.السنن الكبرى : ج ۸ ص ۳۱۴ ح ۱۶۷۴۶ عن إبراهيم بن محمّد عن الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلام ، معرفة السنن : ج ۶ ص ۲۸۲ ح ۵۰۰۰ عن الإمام الصادق عن أبيه عنه عليهم السلام ، فتح الباري : ج ۱۳ ص ۵۷ ذيل ح ۷۱۰۵ ؛ المبسوط للطوسي : ج ۷ ص ۲۶۴ عن الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلام وفيه «يدنف» بدل «يذفف» .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج6
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 150562
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي