31
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج6

2. كيفيّة وقوع الحادثة

لو راجعنا الأحاديث الواردة في هذه الواقعة التاريخية لوجدنا أنّه لم يرد في واحد منها ذكر الواقعة بشكل كامل ، وإنّما تعرّض كلّ منها لجزء من هذه القضيّة ، ولهذا فإنّنا سنحاول أن نستعين بجميع هذه النصوص لاستعراض صورة كاملة نسبيّاً عن هذه الحادثة :
أتى النبيّ صلى الله عليه و آله ذات يوم إلى بيت زوجته المكرّمة اُمّ سلمة ، وكان من المقرّر أن ينزل عليه من اللّه أمر مهمّ فيما يخصّ عدداً من مقرّبيه ، ولهذا فإنّ النبيّ كان قد أوصى اُمّ سلمة بأن لا تسمح لأحد بالدخول إلى بيتها . من جهة اُخرى فإنّ السيّدة فاطمة الزهراء عليهاالسلام كانت قد صمّمت أن تصنع عصيدة لأبيها صلى الله عليه و آله ، فصنعتها في قدر من حجر ، ووضعته في طبق وجاءت به لأبيها .
تقول اُمّ سلمة : لم أتمكّن من منع فاطمة عن الدخول ، وكيف تتمكّن اُمّ سلمة من منع فاطمة عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله وهي بضعته وفلذة كبده؟ بل إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله إنّما أخلى بيته لفاطمة وبعلها وابنيها! فجاءت فاطمة بطبق الطعام للنبيّ صلى الله عليه و آله ، فقال لها النبيّ صلى الله عليه و آله : اذهبي وائتيني ببعلك وولديك. فما لبثت فاطمة أن رجعت إلى بيتها ، وبعد سويعة أقبلت مع بعلها وولديها ـ وكانا عندئذ طفلين صغيرين ـ فدخلت بيت النبيّ صلى الله عليه و آله .
وقامت اُمّ سلمة بإشارة من النبيّ صلى الله عليه و آله وتنحّت جانباً وأخذت تصلّي ، فصار المجلس مجلسا خاصّا ، وجلس النبيّ صلى الله عليه و آله إلى جانب عليّ عليه السلام ـ الذي كان يراه نفسه ـ وفاطمة ـ التي كان يقول : إنّها بضعة منّي ـ وولديه الحسن والحسين ـ اللذين كان يقول في حقّهما : «هما ريحانتيّ من الدنيا» ـ فاجتمع هولاء الخمسة عليهم السلام لوحدهم على الخوان، في حين أنّ النبي صلى الله عليه و آله كان من عادته أن لا يأكل بدون زوجته ، إلّا أنّ الوضع في هذا اليوم هو بنحو آخر ؛ فالجلوس على الخوان أفراد خاصّون ،


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج6
30

أضواء حول حديث الكساء

تعدّ حادثة الكساء من أهمّ الحوادث التي جرت في تأريخ النبيّ صلى الله عليه و آله والتي من شأنها التعريف بقادة الدين للاُمّة الإسلامية ، ومن النقاط الواضحة والبارزة في فضائل أهل البيت عليهم السلام ، ولأجل التعرّف على هذه الحادثة الهامّة بشكل أدقّ نرى من الضروري أن نلفت أنظار القرّاء الكرام إلى عدّة من نقاط :

1. سند حديث الكساء

هذه الحادثة ممّا لا تحتمل الخدشة والترديد فيها ، فقد رواها كبار المحدّثين في كتبهم المعتبرة ، ولهذا فإنّ حديث الكساء من الأحاديث المستفيضة بحسب الاصطلاح ، بل من خلال التتبّع الواسع والتحقيق يمكن دعوى تواتره . وعلى أيّ حال ، فإنّه توجد قرائن كثيرة على صحّته ، ومن كان له اطّلاع في التاريخ الإسلامي لا يمكنه إنكار هذه الواقعة التاريخية أو التشكيك فيها ، فقد اشتهرت في المجتمع الإسلامي بشكل بحيث اُطلق على يومها «يوم الكساء» ۱ ، وعرف الخمسة الأطهار الذين عمّهم الفضل الإلهي في ذلك اليوم بأصحاب الكساء . ۲

1.راجع : الخصال : ص ۵۵۰ ، الغدير : ج ۴ ص ۴۰ .

2.راجع : بحارالأنوار : ج ۲۲ ص ۲۴۵ و ۴۹۴ ، مجمع البيان : ج ۹ ص ۴۴ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج6
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 152154
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي