367
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج6

أميرِالمُؤمِنينَ عليه السلام وهِيَ :
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
هذا ما أوصى بِهِ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ، أوصى أنَّهُ يَشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وأنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ ، أَرْسَلَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ، صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ ، ثُمَّ إنَّ صَلاتي ونُسُكي ومَحيايَ ومَماتي للّهِِ رَبِّ العالَمينَ لا شَريكَ لَهُ وبِذلِكَ اُمِرتُ وأنَا مِنَ المُسلِمينَ .
ثُمَّ إنّي اُوصيكَ يا حَسَنُ وجَميعَ أهلِ بَيتي ووُلدي ومَن بَلَغَهُ كِتابي بِتَقوَى اللّهِ رَبِّكُم ، ولا تَموتُنَّ إلّا وأنتُم مُسلِمونَ ، وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللّهِ جَميعا ولا تَفَرَّقوا ، فَإِنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : صَلاحُ ذاتِ البَينِ أفضَلُ مِن عامَّةِ الصَّلاةِ وَالصِّيامِ ، و إنَّ المُبيرَةَ ۱ الحالِقَةَ ۲ لِلدّينِ فَسادُ ذاتِ البَينِ ، ولاقُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ ، اُنظُروا ذَوي أرحامِكُم فَصِلوهُم يُهَوِّنِ اللّهُ عَلَيكُمُ الحِسابَ .
اللّهَ اللّهَ فِي الأَيتامِ ، فَلا تُغِبّوا أفواهَهُم ولا يَضيعوا بِحَضرَتِكُم ، فَقَد سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : مَن عالَ يَتيًما حَتّى يَستَغنِيَ أوجَبَ اللّهُ عز و جل لَهُ بِذلِكَ الجَنَّةَ ، كَما أوجَبَ لِاكِلِ مالِ اليَتيمِ النّارَ .
اللّهَ اللّهَ فِي القُرآنِ ، فَلا يَسبِقكُم إلَى العَمَلِ بِهِ أحَدٌ غَيرُكُم .
اللّهَ اللّهَ في جيرانِكُم ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله أوصى بِهِم ، وما زالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يوصي بِهِم حَتّى ظَنَنّا أنَّهُ سَيُوَرِّثُهُم .
اللّهَ اللّهَ في بَيتِ رَبِّكُم ، فَلا يَخلُ مِنكُم ما بَقيتُم ، فَإِنَّهُ إن تُرِكَ لَم تُناظَروا ، وأدنى ما يَرجِعُ بِهِ مَن أمَّهُ أن يُغفَرَ لَهُ ما سَلَفَ .

1.مُبيرة : مُهلكة (لسان العرب : ج ۴ ص ۸۶ «بور») .

2.الحالقة : الخصلة التي من شأنها أن تحلِق ، أي تُهلك وتستأصل الدين كما يستأصل الموس الشَّعر ، وقيل : هي قطيعة الرحم والتظالم (النهاية : ج ۱ ص ۴۲۸ «حلق») .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج6
366

الاُخرى ، يَقولونَ ما كانَ النّاسُ يَعرِفونَ هذا ولا يَدرونَ ما هُوَ ، وصَدَقوا ، تَرَكَهُم رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلَى البَيضاءِ ۱ لَيلُها مِن نَهارِها ، لَم يَظهَر فيهِم بِدعَةٌ ولَم يُبَدَّل فيهِم سُنَّةٌ ، لا خِلافَ عِندَهُم ولَا اختِلافَ ، فَلَمّا غَشِيَ النّاسَ ظُلمَةُ خَطاياهُم صاروا إمامَينِ : داعٍ إلَى اللّهِ تَبارَكَ وتَعالى وداعٍ إلَى النّارِ ، فَعِندَ ذلِكَ نَطَقَ الشَّيطانُ ، فَعَلا صَوتُهُ عَلى لِسانِ أولِيائِهِ ، وكَثُرَ خَيلُهُ ورَجِلُهُ ۲ ، وشارَكَ فِي المالِ وَالوَلَدِ مَن أشرَكَهُ ، فَعَمِلَ بِالبِدعَةِ وتَرَكَ الِكتابَ وَالسُّنَّةَ . ونَطَقَ أولِياءُ اللّهِ بِالحُجَّةِ وأخَذوا بِالكِتابِ وَالحِكمَةِ ، فَتَفَرَّقَ مِن ذلِكَ اليَومِ أهلُ الحَقِّ وأهلُ الباطِلِ ، وتَخاذَلَ ۳ وتَهادَنَ أهلُ الهُدى ، وتَعاوَنَ أهلُ الضَّلالَةِ ، حَتّى كانَتِ الجَماعَةُ مَعَ فُلانٍ وأشباهِهِ ، فَاعرِف هذَا الصِّنفَ .
وصِنفٌ آخَرُ ، فَأَبصِرهُم رَأيَ العَينِ نُجَباءَ ۴ ، وَالزَمهُم حَتّى تَرِدَ أهلَكَ ، فَ «إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَ أَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ»۵ . ۶

7 / 4

جَوامِعُ وَصاياهُم

۶۹۲۱.الكافي عن عبد الرّحمن بن الحجّاج :بَعثَ إلَيَّ أبُو الحَسَنِ موسى عليه السلام بِوَصِيَّةِ

1.يعني الشريعة ، الواضح مجهولها عن معلومها ، وعالمها عن جاهلها (الوافي : ج ۲۶ ص ۹۴) .

2.خيله وَرَجلُه : أي فرسانَه ورجّالته ، قوله تعالى : «وَ أَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَ رَجِلِكَ» أي بفرسانِكَ ورجّالتك (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۶۸۱ «رجل») .

3.أي تركوا نصرة الحقّ . وفي بعض النسخ «تخادن» من الخِدْن وهو الصديق . وتهادن من المهادنة بمعنى المصالحة ، وفي بعض النسخ «تهاون» أي عن نصرة الحقّ ، وهذا أنسب للتخاذل ، كما أنّ التهادن أنسب للتخادن (مرآة العقول : ج ۲۵ ص ۱۲۱) .

4.بالنون والجيم والباء الموحّدة ، وفي بعض النسخ «تحيا» من الحياة (الوافي : ج ۲۶ ص ۹۴) .

5.الزمر : ۱۵ .

6.الكافي : ج ۸ ص ۵۲ ح ۱۶ ، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۳۵۹ ح ۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج6
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 152149
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي