493
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج6

مَسنونُ الوَجهِ قَد أثَّرَ السُّجودُ في جَبهَتِهِ ، عَلَيهِ جُبَّةُ صوفٍ ، يَستَقِي الماءَ عَلى جَمَلٍ ، وقَدِ انصَرَفَ يَسوقُ الجَمَلَ لا يَضَعُ قَدَما ولا يَرفَعُها إلّا ذَكَرَ اللّهَ عز و جل ودُموعُهُ تَنحَدِرُ ، فَقُم وسَلِّم عَلَيهِ وعانِقهُ فَإِنَّهُ سَيَذعَرُ مِنكَ كَما يَذعَرُ الوَحشُ ، فَعَرِّفهُ نَفسَكَ وَانتَسِب لَهُ فَإِنَّهُ يَسكُنُ إلَيكَ ويُحَدِّثُكَ طَويلاً ، ويَسأَلُكَ عَنّا جَميعا ، ويُخبِرُكَ بِشَأنِهِ ولا يَضجَرُ بِجُلوسِكَ مَعَهُ ، ولا تُطِل عَلَيهِ ووَدِّعهُ ، فَإِنَّهُ سَوفَ يَستَعفيكَ مِن العَودَةِ إلَيهِ ، فَافعَل ما يَأمُرُكَ بِهِ مِن ذلِكَ ، فَإِنَّكَ إن عُدتَ إلَيهِ تَوارى عَنكَ وَاستَوحَشَ مِنكَ وَانتَقَلَ عَن مَوضِعِهِ وعَلَيهِ في ذلِكَ مَشَقَّةٌ . فَقُلتُ : أفعَلُ كَما أمَرتَني .
ثُمَّ جَهَّزَني إلَى الكوفَةِ ووَدَّعتُهُ وخَرَجتُ . فَلَمّا وَرَدتُ الكوفَةَ قَصَدتُ سِكَّةَ بَني حَيٍّ بَعدَ العَصرِ ، فَجَلَستُ خارِجَها بَعدَ أن تَعَرَّفتُ البابَ الَّذي نَعَتَهُ لي ، فَلَمّا غَرَبَتِ الشَّمسُ إذا أنَا بِهِ قَد أقبَلَ يَسوقُ الجَمَلَ ، وهُوَ كَما وَصَفَ لي أبي لا يَرفَعُ قَدَما ولا يَضَعُها إلّا حَرَّكَ شَفَتَيهِ بِذِكرِ اللّهِ ، ودُموعُهُ تَرَقرَقُ في عَينَيهِ وتَذرِفُ أحيانا . فَقُمتُ فَعانَقتُهُ ، فَذَعِرَ مِنّي كَما يَذعَرُ الوَحشُ مِنَ الإِنسِ ، فَقُلتُ : يا عَمِّ ، أنَا يَحيَى بنُ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ ، اِبنُ أخيكَ .
فَضَمَّني إلَيهِ وبَكى حَتّى قُلتُ قَد جاءَت نَفسُهُ ، ثُمَّ أناخَ جَمَلَهُ وجَلَسَ مَعي فَجَعَلَ يَسأَلُني عَن أهلِهِ رَجُلاً رَجُلاً وَامرَأَةً اِمرَأَةً وصَبِيّا صَبِيّا ، وأنَا أشرَحُ لَهُ أخبارَهُم وهُوَ يَبكي .
ثُمَّ قالَ : يا بُنَيَّ ، أنَا أستَقي عَلى هذَا الجَمَلِ الماءَ ، فَأَصرِفُ ما أكتَسِبُ ـ يَعني مِن اُجرَةِ الجَمَلِ ـ إلى صاحِبِهِ وأتَقَوَّتُ باقِيَهُ ، ورُبَّما عاقَني عائِقٌ عَنِ استِقاءِ الماءِ فَأَخرُجُ إلَى البَرِيَّةِ ـ يَعني بِظَهرِ الكوفَةِ ـ فَأَلتَقِطُ ما يَرمِي النّاسُ بِهِ مِنَ البُقولِ فَأَتَقَوَّتُهُ . وقَد تَزَوَّجتُ إلى هذَا الرَّجُلِ ابنَتَهُ ، وهُوَ لا يَعلَمُ مَن أنَا إلى وَقتي هذا ، فَوَلَدَت مِنّي بِنتا فَنَشَأَت وبَلَغَت وهِيَ أيضا لا تَعرِفُني ولا تَدري مَن أنَا ، فَقالَت لي


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج6
492

أبو جَعفَرٍ ۱ ، فَنَظَرَ إلى مُحَمَّدِ بنِ إبراهيمَ بنِ حَسَنٍ فَقالَ : أنتَ الدّيباجُ الأَصفَرُ ؟ قالَ : نَعَم . قالَ : أما وَاللّهِ لَأَقتُلَنَّكَ قِتلَةً ما قَتَلتُها أحَدا مِن أهلِ بَيتِكَ . ثُمَّ أمَرَ بِاُسطُوانَةٍ مَبنِيَّةٍ فَفُرِقَت ، ثُمَّ اُدخِلَ فيها فَبَنى عَلَيهِ وهُوَ حَيٌّ . ۲

۷۳۰۷.مقاتل الطالبيّين عن موسى بن عبد اللّه :حُبِسنا فِي المُطبِقِ ، فَما كُنّا نَعرِفُ أوقاتَ الصَّلواتِ إلّا بِأَجزاءٍ يَقرَأُها عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ . ۳

۷۳۰۸.مقاتل الطالبيّين عن موسى بن عبد اللّه بن موسى :تُوُفِّيَ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ وهُوَ ساجِدٌ في حَبسِ أبي جَعفَرٍ ، فَقالَ عَبدُ اللّهِ : أيقِظُوا ابنَ أخي ، فَإِنّي أراهُ قَد نامَ في سُجودِهِ . قالَ : فَحَرَّكوهُ فَإِذا هُوَ قَد فارَقَ الدُّنيا . فَقالَ : رَضِيَ اللّهُ عَنكَ ، إنَّ عِلمي فيكَ أنَّكَ تَخافُ هذَا المَصرَعَ . ۴

۷۳۰۹.مقاتل الطالبيّين عن محمّد بن المنصور المراديّ :قالَ يَحيَى بنُ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ : قُلتُ لِأَبي : يا أبَه ، إنّي أشتَهي أن أرى عَمّي عيسَى بنَ زَيدٍ ، فَإِنَّهُ يَقبُحُ بِمِثلي أن لا يَلقى مِثلَهُ مِن أشياخِهِ . فَدَافَعَني عَن ذلِكَ مُدَّةً ، وقالَ : إنَّ هذا أمرٌ يَثقُلُ عَلَيهِ ، وأخشى أن يَنتَقِلَ عَن مَنزِلِهِ كَراهِيَةً لِلِقائِكَ إيّاهُ فَتَزعَجُهُ .
فَلَم أزَل بِهِ اُداريهِ وألطُفُ بِهِ حَتّى طابَت نَفسُهُ لي بِذلِكَ ، فَجَهَّزَني إلَى الكوفَةِ وقالَ لي : إذا صِرتَ إلَيها فَاسأَل عَن دورِ بَني حَيٍّ ، فَإِذا دُلِلتَ عَلَيها فَاقصُدها فِي السِّكَّةِ الفُلانِيَّةِ ، وسَتَرى في وَسَطِ السِّكَّةِ دارا لَها بابٌ صِفَتُهُ كَذا وكَذا ، فَاعرِفهُ وَاجلِس بَعيدا مِنها في أوَّلِ السِّكَّةِ ، فَإِنَّهُ سَيُقبِلُ عَلَيكَ عِندَ المَغرِبِ كَهلٌ طَويلٌ

1.هو المنصور الدوانيقيّ .

2.تاريخ الطبري : ج ۷ ص ۵۴۶ ، الكامل في التاريخ : ج ۳ ص ۵۶۲ ، تاريخ الإسلام : ج ۹ ص ۱۹ ، سير أعلام النبلاء : ج ۶ ص ۲۱۴ الرقم ۱۰۵ كلّها نحوه ، مقاتل الطالبيّين : ص ۱۸۱ الرقم ۲۳ .

3.مقاتل الطالبيّين : ص ۱۷۶ الرقم ۱۹ .

4.مقاتل الطالبيّين : ص ۱۷۶ الرقم ۱۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج6
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 152315
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي