وعبداللّه بن عمرو بن العاص ، وأنس بن مالك ، وعبداللّه بن أبي أوفى ، بالإضافة إلى رواية جابر بن سمرة لها ، ولكنّ المصادر الّتي نقلت هذه الروايات هي مصادر شيعية . ^۱
ه ـ الملاحظة الّتي تستحقّ الاهتمام هي لماذا لم يحظَ كلامٌ مصيريٌّ بتلك الأهمّية والّذي يحدّد القيادة في المجتمع الإسلامي ، بالاهتمام اللّازم من قبل الصحابة ، ولم يعمدوا إلى نقله إلّا نادرا حتّى عُرف حديث : «اثنا عشر خليفة» بحديث جابر بن سمرة؟!
ولا شكّ في أنّ المضمون السياسي للحديث كان له دور في عدم نقل أصحاب النبيّ صلى الله عليه و آله له ، ولذلك فإنّ عدم شهرة نقله من الطرق المختلفة لا يدلّ على عدم اهتمام الصحابة بهذا الموضوع الهامّ .

2 . زمان صدور الحديث ومكانه

يصرّح الحديث الوارد في صحيح مسلم بأنّ حديث رسول اللّه صلى الله عليه و آله حول الخلفاء من بعده مرتبطٌ بيوم الجمعة ، حيث رجم شخص بالحجارة يدعى الأسلمي ^۲ ، وكانت هذه الحادثة في المدينة ^۳ ، ولذلك يمكن القول : إنّ مكان حديث النبيّ صلى الله عليه و آله كان مسجد المدينة . ولكن مسند ابن حنبل ذكر أنّ زمان صدور هذا الحديث هو يوم عرفة ومكانه عرفات ^۴ . فيما ذكر في موضع آخر أنّ مكان صدوره منى . ^۵
ومن خلال التأمّل في نصوص الروايات المتعلّقة بهذه الواقعة ، يظهر لنا أنّ

أ ـ يرجع سند هذه الأحاديث في المصادر القديمة المعتبرة لأهل السنّة إلى جابر ابن سمرة ^۱ وأبي جحيفة ^۲ .
ب ـ إنّ رواية جابر بن سمرة ^۳ صحيحة معتبرة عند أهل السنّة . يقول البغوي في تقويم هذا الحديث :
هذا حديث متّفق على صحّته . ^۴
فضلاً عن ذلك فقد صحّح الألباني بعض طرق هذا الحديث ^۵ . كما روي هذا الحديث في صحيح مسلم ^۶ وصحيح البخاري ^۷ ، ويعدّ نقلهم معتبرا لدى أهل السنّة .
وإن كان نقل البخاري يتضمّن عبارة «اثنا عشر أميرا» بدلاً من «اثنا عشر خليفة» .
ج ـ ذُكرت رواية جابر بن سمرة في المصادر الحديثية للشيعة ^۸ بنفس الإسناد الّذي جاء في مصادر أهل السنّة .
د ـ رُويت الأحاديث المذكورة عن طريق عبداللّه بن عمر ، وعبداللّه بن مسعود ،