205
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج7

ومخاطرها على المجتمع الإسلامي ، وأكّدت أنّ من الواجب على الجميع ـ وخاصّة الواعين وذوي السلطة في المجتمع ـ أن يحاربوا بحزم البدع التي سوف تتحقّق ۱ .
ومن خلال التأمّل في هذه المجموعة من الروايات ، يتّضح أنّ مفهوم البدعة كان واضحاً بالنسبة إلى المخاطبين فيها ولم يكن بحاجة إلى إيضاح .
المجموعة الثانية : الروايات التي وصفت البدع الدينية بأنّها أسوأ الاُمور ، وفسّرتها بالبدعة ۲ ، مثل هذه الرواية :
شَرُّ الاُمورِ مُحدَثاتُها ، وكُلُّ مُحدَثَةٍ بِدعَةٌ وكُلُّ بِدعَةٍ ضَلالَةٌ . ۳
وهناك ملاحظتان تسترعيان الاهتمام في هذا النوع من الروايات :
الملاحظة الأولى : هي الإشارة إلى المنع العقلي للبدعة ، وأنّ إدخال ما لا علاقة له بالدين ليس سيئاً من الناحية العقلية فحسب ، بل هو «شرّ الاُمور» وأسوأ الأعمال ، ولذلك فإنّ تحريم البدعة لا يحتاج إلى دليل خاصّ ، لأنّ العقل يحكم هو نفسه ـ بعد قبول المبدأ والمعاد والدين ـ أن ليس لأحد الحقّ في أن يضيف شيئاً إلى الدين ، أو ينقص منه شيئاً وينسبه إلى اللّه ، سوى اللّه تعالى ورسوله .
الملاحظة الثانية : هي أنّ تفسير المحدثات الممنوعة ب«البدعة» يظهر أنّ معنى كلمة «البدعة» كان واضحاً بالنسبة إلى مسلمي صدر الإسلام إلى درجة بحيث لم تكن بحاجة إلى تفسير وتبيان فحسب ، بل إنّ الكلمة المعادلة لها لغويّاً مثل «المُحْدَث» كانت تفسّر بواسطتها .
المجموعة الثالثة : تفسير البدعة بالإبداع في الدين ، بعد النبي صلى الله عليه و آله :

1.راجع : الفصل الثالث حتى الفصل السادس .

2.راجع : ص ۲۲۰ (تحذير النبي صلى الله عليه و آله من البدعة والمبتدع) .

3.راجع : ص ۲۲۰ ح ۸۰۷۶ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج7
204

«بديع» ۱ ، بمعنى المُبدع فيما يتعلّق باللّه تعالى ، ومرّة على شكل «بِدع» ۲ في شأن النبيّ صلى الله عليه و آله ، ومرّة على شكل «ابتداع» ۳ فيما يتعلّق بالنصارى .
وجدير ذكره أنّ المراد في المواضع الثلاثة الاُولى هو المعنى اللغوي للبدعة ، ولكن هناك رأيين فيما يتعلّق بالموضع الرابع ؛ أي الآية 27 من سورة الحديد : الأوّل أنّه استُعمل في البدعة الاصطلاحية والمحرّمة ۴ ، والآخر أنّه استعمل في المعنى اللغوي للبدعة . ۵
ولكن هناك آيات مختلفة تؤكّد أنّ أحكام الدين وقواعده توقيفيّة ، ويجب أن تحدّد من جانب اللّه تعالى ولا يحقّ لأحد تغييرها ، أو أن ينقصها أو يزيدها ، وأنّ أيّ نوع من الابتداع في الاُصول أو الفروع ممنوع . ۶

البدعة في الحديث

يمكن تقسيم الأحاديث فيما يتعلّق ببيان البدعة وتفسيرها إلى ست مجموعات :
المجموعة الأولى : هي الأحاديث التي تشير إلى الاصطلاح الشرعي لكلمة البدعة ، في أيّ نوع من الإبداع في الدين ، ووضوح مفهومه لدى المتشرّعين .
ولم يتمّ تفسير البدعة في هذه المجموعة من الروايات التي تضمّ معظم أحاديث البدعة ، بل نهت عنها وحرمتها بشدّة في معرض بيان مناشئها ، أضرارها ،

1.«بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ» (البقرة : ۱۱۷ والأنعام : ۱۰۱) .

2.«قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ» (الأحقاف : ۹) .

3.«وَ رَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا» (الحديد : ۲۷) .

4.راجع : تفسير ابن كثير : ج ۸ ص ۵۴ وراجع أيضا : البدعة ، مفهومها ، حدّها ، آثارها : ص ۱۳ و ۳۳ .

5.راجع : الميزان في تفسير القرآن : ج ۱۹ ص ۱۷۳ .

6.نظير الآيات التالية : النساء: ۵۹، الحشر: ۷، الأعراف : ۱۵۶ ، آل عمران: ۳۲، الأحزاب: ۳۶، يونس: ۵۹ ، النحل : ۱۱۶ ، المائدة : ۴۴ ـ ۴۷ وراجع : ص ۲۱۹ (الفصل الثالث : تحذير اللّه عز و جلمن البدعة) .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج7
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 223819
الصفحه من 508
طباعه  ارسل الي