121
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج7

ويؤدّي هذا الفقر الروحي إلى أن يشعر البخيل بالنقص والحاجة والعوز مهما كان ما يمتلكه . والشعور بالعوز هذا هو بدوره يستتبع ضيق الصدر والروح ۱ ، وبذلك يُسْلَب البخيل الاطمئنان النفسي ويصاب بالرذائل الأخلاقية ، مثل : عدم الحياء ، وفقدان المروءة ، ومثل هذا الشخص يتمنّى أن يعيش كل الناس الفقر والعوز . ۲

المجموعة الثانية : الأخطار الاجتماعية والثقافية

نذكر فيما يلي الملاحظات المهمّة التي جاءت في الروايات فيما يتعلّق بمخاطر البخل الاجتماعية وهي : بغض العموم للبخيل ، عدم امتلاك صديق حقيقي ، عدم امتلاك الكرامة ، الانقطاع عن الأصدقاء بل الأقارب أيضا . ۳
وبالإضافة إلى المضارّ الاجتماعية للبخل على الشخص البخيل ، فإنّ هذه الرذيلة تعدّ أيضاً من عوامل الفساد الثقافي للمعوزين في المجتمع . ۴
ومن جهة اُخرى ، نظراً إلى أنّ طبيعة الحرص والطمع كامنة في غريزة البشر ، فعند رؤية عامّة الناس ثروة البخلاء الضخمة يقبلون على هذه الصفة ويتبعونهم في الحياة الاجتماعية ، ولذلك فإنّ الأشخاص البخلاء هم من الناحية العمليّة اُنموذج في البخل وآمرون به أيضاً .
وبذلك تنتشر ثقافة البخل في المجتمع وتتزلزل دعائم دين الناس ودنياهم .

المجموعة الثالثة : المخاطر الدينية

تتمثّل المخاطر الدينية للبخل في سلب التوفيق من البخيل في القيام بأعمال الخير ،

1.راجع : ص ۱۶۱ (ضيق الصدر) و (قلّة الراحة) .

2.راجع : ص۱۶۲ (تمنّي الفقر للناس) .

3.راجع : ص۱۶۳ (سبّ الناس) وص۱۶۴ (بغض الناس) وص۱۶۵ (العار بين الناس) و (الذلّة بين الناس) وص۱۶۷ (قطع الرحم) وص۱۶۸ (عدم الحبيب) .

4.راجع : ص۱۶۳ (فساد الفقراء) .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج7
120

6 . مناشئ البخل

عدّت النصوص الإسلامية العديد من المناشئ للبخل ، فعدّت الجهل باعتباره مصدرا للبخل أحياناً ، وذكرت الأمراض النفسية والعجز باعتبارها منشأً آخر ، والوساوس التي تعتري الإنسان حول الإنفاق وأنّه يسبّب الفقر للمنفق ، كما عدّ كلّ من الكفر ، والنفاق ، وسوء الظنّ بالوعود الإلهيّة منشأً للبخل أيضا . ۱
والملاحظة الملفتة للنظر هي أنّ كلّ ذلك لا يتنافى بعضه مع البعض الآخر ، فكلّها يمكن أن تكون سوية مصدر نموّ الصفة الرذيلة المتمثّلة في البخل والشحّ ، كما أنّ اُموراً مثل الكفر والنفاق يمكن أن نعتبرها من آثار البخل فضلاً عن كونها ممهّدة له . ۲

7 . الآثار الخطيرة للبخل

يعدّ البخل من أقبح الرذائل الأخلاقية حيث يستتبع على البخيل أخطاراً كثيرة في الدنيا والآخرة . ويمكن تقسيم النصوص الواردة في هذا المجال إلى خمس مجموعات :

المجموعة الاُولى : الأضرار المعنوية

يتمثّل الخطر والضرر الأوّل للبخل على البخيل في أنّه يصيبه بالفقر المعنوي ، فالبخيل يبخل في الحقيقة على نفسه من الناحية المعنوية ، بموازاة البخل المادّي على الآخرين ، ولذلك يصرّح القرآن الكريم :
«وَ مَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ» . ۳

1.راجع : ص ۱۵۳ (مبادئ البخل) .

2.راجع : ص ۱۶۹ (آثار البخل / المضارّ الدينية) .

3.محمد : ۳۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج7
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 196271
الصفحه من 508
طباعه  ارسل الي