13
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج7

3 . التأنّي ، من جنود العقل

من الملاحظات المثيرة للتأمّل أنه عُدّ « التأنّي » من جنود العقل ، وعُدّ الطرف المقابل له وهو « العجلة » من جنود الجهل ، وهذا يعني أنّ الإنسان بحاجة إلى هذه الصفة لتأمين مصالحه المادّية والمعنوية ، ولذلك فإنّ اللّه ـ تعالى ـ يحبّ أن يتأنّى الإنسان في أقواله وأفعاله ؛ كي يتمتّع بمصالحها وبركاتها.

4 . بركات التأنّي

وردت الإشارة في روايات أهل البيت عليهم السلام إلى بركات مختلفة لخصلة «التأنّي »، وسوف نذكرها في الفصل الثالث ، ولكنّ أهمّ بركاتها دون شكٍ هي الأمن من المزالق.
وبإمكان الإنسان من خلال التمرّن على «التأنّي » والتأمّل والتفكّر ، أن يحدّ من انزلاقاته الفكرية والسلوكية ، ويؤمّن عبر ذلك راحته ورخاء حياته المادّية والمعنوية ، ولذلك فإنّ العقل والتدبير وعلوّ الهمّة يدعو أيضا الإنسان إلى هذه الصفة ، بالإضافة إلى الإيمان والوصايا الأكيدة التي قدّمها أئمّة الدين فيما يتعلّق بهذه الصفة. ۱

5 . التأنّي المذموم

وأمّا الملاحظة الأخيرة ، فهي أنّ حكمة التأنّي في الأعمال ، تأخير القيام بها بهدف التمييز بين الحسن والسيِّئ منها ، والأداء الصحيح للأعمال الصالحة في الفرصة المناسبة.
وبناءً على ذلك ، فإذا ما تمّ تحديد كون العمل حَسنا وكانت الفرصة مناسبة

1.. راجع : ص ۲۵ (أسباب التأنّي) .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج7
12

التأنّي من منظار الكتاب والسنّة

لم تستخدم كلمة «التأنّي » في القرآن الكريم ، ولكنّنا يمكن أن ندرك حُسن هذه الصفة من منظار هذا الكتاب السماوي ، من خلال ذمّه المتكرّر للطرف المقابل لها ، أي «العجلة » . وأمّا في روايات أهل البيت عليهم السلام فقد ورد الحثّ على التأنّي في الأقوال والأفعال وبتعابير مختلفة ، نظير : «التأنّي » و «التثبّت » و «التؤدة » و « الأناة » في مقابل العجلة ، خصوصا في الاُمور الهامّة . ويمكن تصنيف هذه الأحاديث كالتالي:

1 . التأنّي ، إلهية

الملاحظة الاُولى التي تستحق الاهتمام في بيان فضل صفة «التأنّي » هي أنّ هذه الصفة ، من صفات أفعال اللّه الحكيم ، بمعنى أنّ خالق العالم كان بإمكانه أن يخلق العالم في أقلّ من طرفة عين ، إلّا أنّ حكمته اقتضت أن يخلقه في ستّة مراحل ، وعلى هذا فإنّ من حِكَم الخلق التدريجي للعالم ، هي تعليم المخلوقات التأنّي في الأفعال . ۱
كما أنّ اللّه لا يعجل في عقاب المفسدين ، بل يمهلهم عسى أن يعودوا إلى رشدهم ويكفّوا عن الإفساد على إثر عوامل اليقظة التي يضعها في مسار حياتهم ، ۲ وهو أيضا درس آخر للمسؤولين السياسيين ، الثقافيين والقضائيين كي يقتدوا باللّه ـ سبحانه ـ لبناء المجتمع المثالي في التعامل مع المفسدين.

2 . التأنّي ، صفة الأنبياء عليهم السلام

الأنبياء أولى الناس بأن يجسّدوا في أفعالهم الصفات الإلهية كي يتبعهم الآخرون أيضا.

1.. راجع : ص ۱۶ ح ۷۴۵۵ .

2.. راجع : ص ۱۷ ح ۷۴۵۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج7
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 196385
الصفحه من 508
طباعه  ارسل الي