211
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج7

يَذُبُّ عَنهُ ، يَنطِقُ بِإِلهامٍ مِنَ اللّهِ ، ويُعلِنُ الحَقَّ ويُنَوِّرُهُ ، ويَرُدُّ كَيدَ الكائِدينَ . ۱
ولذلك فقد عرَّفَ أهلُ البيت عليهم السلام في المراحل المختلفة من تاريخِ الإسلام البِدَعَ ۲ وأصحابَ البدع ۳ للناس ، كما أبانوا لهم ما عُدَّ بدعةً وليس منها . ۴

2 . بيان مسؤوليّة العلماء

تمثّل الإجراء الثاني الذي قام به رسول اللّه صلى الله عليه و آله لمحاربة البدع ، في أنّه أوجب على علماء الاُمّة الحقيقيين ألّا يكتموا الحقيقة وأن يظهروا للناس ما يعلمونه من سنّة رسول اللّه والبدع :
إذا ظَهَرَتِ البِدَعُ في اُمَّتي فَليُظهِرِ العالِمُ عِلمَهُ ، فَمَن لَم يَفعَل فَعَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ . ۵

3 . بيان مسؤولية أصحاب السلطة

وكان إجراؤه الثالث أنّه أوجب على ذوي السلطة القضاء على أصحاب البدع ، نظراً إلى الخطر الذي يشكلونه :
أيُّهَا النّاسُ ، إنَّهُ لا نَبِيَّ بَعدي ، ولا سُنَّةَ بَعدَ سُنَّتي ، فَمَنِ ادَّعى بَعدَ ذلِكَ فَدَعواهُ وبِدعتُهُ فِي النّارِ ، فَاقتُلوهُ . ۶

4 . بيان مسؤولية عامّة المسلمين

وكان إجراؤه الرابع أنّه أوصى الناس أن يتجنبوا مجالسة أصحاب البدع ، واحترامهم ،

1.راجع : ص ۲۵۸ ح ۸۱۷۸ .

2.راجع : ص ۲۶۱ (ما نصّ على أنّه بدعة) .

3.راجع : ص ۲۸۳ (عدّة من المبتدعين) .

4.راجع : ص ۲۸۱ (ما زعم أنّه بدعة) .

5.راجع : ص ۲۵۳ ح ۸۱۵۳ .

6.راجع : ص ۲۵۴ ح ۸۱۵۸ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج7
210

1 . التعريف بعِدل القرآن للاُمَّة

كان أوّل وأهمّ إجراء لرسول اللّه صلى الله عليه و آله في محاربة البدعة وأصحابها ، أنّه قدّم أهل بيته في حديث الثقلين المتواتر باعتبارهم عدل القرآن ، فقال صلى الله عليه و آله :
إنّي تارِكٌ فيكُمُ الثَّقَلَينِ ، ما إن تَمَسَّكتُم بِهِما لَن تَضِلّوا : كِتابَ اللّهِ وعِترَتي أهلَ بَيتي ، فَإِنَّهُما لَن يَفتَرِقا حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ . ۱
ويدلّ هذا الحديث بوضوح على أنّ أهل بيت رسول اللّه صلى الله عليه و آله هم عدل للقرآن ، كما يدلّ على مرجعيتهم العلمية في اُصول الدين وفروعه ، وكونهم محفوظين من أيّ خطأ ، ويؤكّد على أنّ التمسك بهم يقي الاُمّة من الضلالة حتّى يوم القيامة .
وبعبارة اُخرى ، فإنّ أهل البيت هم ورثة علم النبي صلى الله عليه و آله ، استناداً إلى حديث الثقلين والأحاديث الاُخرى ۲ ، وأنّ ما يقولونه حول الدين هو كلامه وسنّته ، كما جاء في رواية عن الإمام الصادق عليه السلام :
حَديثي حَديثُ أبي ، وحَديثُ أبي حَديثُ جَدّي ، وحَديثُ جَدّي حَديثُ الحُسَينِ ، وحَديثُ الحُسَينِ عليه السلام حَديثُ الحَسَنِ عليه السلام ، وحَديثُ الحَسَنِ حَديثُ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ، وحَديثُ أميرِ المُؤمِنينَ حَديثُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وحَديثُ رَسولِ اللّهِ قَولُ اللّهِ عز و جل . ۳
ويصرّح رسول اللّه صلى الله عليه و آله في حديث آخر حول دور أهل بيته في الدفاع عن سنّته ومحاربة البدع بعده :
إنَّ عِندَ كُلِّ بِدعَةٍ تَكونُ مِن بَعدي يُكادُ بِهَا الإِيمانُ ، وَلِيّا مِن أهلِ بَيتي مُوَكَّلاً بِهِ

1.للاطلاع على سند هذا الحديث ودلالته راجع : هذه الموسوعة : ج ۶ ص ۱۴۷ (دراسة حول حديث الثقّلين ودلالته على استمرار إمامة أهل البيت عليهم السلام ) .

2.راجع : هذه الموسوعة : ج ۶ ص ۲۱۹ (خصائصهم في العلم) وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ج ۶ ص ۷ (القسم الحادي عشر : علوم الإمام عليّ عليه السلام ) .

3.الكافي : ج ۱ ص ۵۳ ح ۱۴ ، الإرشاد : ج ۲ ص ۱۸۶ ، منية المريد : ص ۳۷۳ ، بحار الأنوار : ج ۲ ص ۱۷۹ ح ۲۸ وراجع : هذه الموسوعة : ج ۶ ص ۲۲۴ ( حديثهم حديث رسول اللّه صلى الله عليه و آله ) .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج7
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 194797
الصفحه من 508
طباعه  ارسل الي