217
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج7

ولا يَختَلِفونَ فيهِ ، فَهُوَ بَينَهُم شاهِدٌ صادِقٌ ، وصامِتٌ ناطِقٌ . ۱

۸۰۷۱.الإمام الباقر والإمام الصادق عليهماالسلام :حَجَّ عُمَرُ أوَّلَ سَنَةٍ ، حَجَّ وهُوَ خَليفَةٌ ، فَحَجَّ تِلكَ السَّنَةَ المُهاجِرونَ وَالأَنصارُ ، وكانَ عَلِيٌّ عليه السلام قَد حَجَّ في تِلكَ السَّنَةِ بِالحَسَنِ وَالحُسَينِ عليهماالسلاموبِعَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ . قالَ : فَلَمّا أحرَمَ عَبدُ اللّهِ لَبِسَ إزارا ورِداءً مُمَشَّقَينِ مَصبوغَينِ بِطينِ المِشقِ ۲ ثُمَّ أتى فَنَظَرَ إلَيهِ عُمَرُ وهُوَ يُلَبّي وعَلَيهِ الإِزارُ وَالرِّداءُ وهُوَ يَسيرُ إلى جَنبِ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَقالَ عُمَرُ مِن خَلفِهِم : ما هذِهِ البِدعَةُ الَّتي فِي الحَرَمِ؟
فَالتَفَتَ إلَيهِ عَلِيٌّ عليه السلام فَقالَ لَهُ : يا عُمَرُ لا يَنبَغي لِأَحَدٍ أن يُعَلِّمَنَا السُّنَّةَ ، فَقالَ عُمَرُ : صَدَقتَ يا أبَا الحَسَنِ ، لا وَاللّهِ ما عَلِمتُ أنَّكُم هُم . ۳

۸۰۷۲.بحار الأنوار عن عبد اللّه بن مهران عن أبيه :إنَّ أبا عَبدِ اللّهِ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ عليهماالسلامدَفَعَ إلى مُحَمَّدِ بنِ الأَشعَثِ كِتابا فيهِ دُعاءٌ وَالصَّلاةُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله دَفَعَهُ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدِ [بنِ ]الأَشعَثِ إلَى ابنِهِ مِهرانَ ، وكانَتِ الصَّلاةُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله الَّتي فيهِ : ... ونَهَجتَ بِهِ لِخَلقِكَ صِراطَكَ المُستَقيمَ وبَيَّنتَ بِهِ العَلاماتِ وَالنُّجومَ الَّذي بِهِ يَهتَدونَ ، ولَم تَدَعهُم بَعدَهُ في عَمياءَ يَهيمونَ ۴ ، ولا في شُبهَةٍ يَتيهونَ ، ولَم تَكِلهُم إلَى النَّظَرِ لِأَنفُسِهِم في دينِهِم بِآرائِهِم ولَا التَّخَيُّرِ مِنهُم بِأَهوائِهِم ، فَيَتَشَعَّبونَ في مُدلَهِمّاتِ البِدَعِ ، ويَتَحَيَّرونَ في مُطَبَّقاتِ الظُّلَمِ وتَتَفَرَّقُ بِهِمُ السُّبُلُ في ما يَعلَمونَ وفيما لا يَعلَمونَ . ۵

۸۰۷۳.علل الشرائع عن الفضل بن شاذان عن الإمام الرضا عليه السلام :إن قالَ قائِلٌ : ولِمَ جَعَلَ [اللّهُ]

1.نهج البلاغة : الخطبة ۱۴۷ .

2.المِشْقُ : المَغْرَةُ ، وهو طين أحمر ، وثوب ممشَّق : أي مصبوغ به (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۶۹۹ «مشق»).

3.تفسير العيّاشي : ج ۲ ص ۳۸ ح ۱۰۵ عن عبد اللّه بن الحلبي ، بحار الأنوار : ج ۹۹ ص ۱۴۲ ح ۳ .

4.يَهِيْمُ : خرج على وجهه لا يدري أين يتوجّه (المصباح المنير : ص ۶۴۵ «هام») .

5.بحار الأنوار : ج ۹۰ ص ۸۲ ح ۳ نقلاً عن جمال الاُسبوع ومصباح المتهجّد وغيرهما .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج7
216

سَطوَتِهِ ، وكَيفَ مَحَقَ مَن مَحَقَ بِالمَثُلاتِ ، وَاحتَصَدَ مَنِ احتَصَدَ بِالنَّقِماتِ .
وإنَّهُ سَيَأتي عَلَيكُم مِن بَعدي زَمانٌ لَيسَ فيهِ شَيءٌ أخفى مِنَ الحَقِّ ، ولا أظهَرَ مِنَ الباطِلِ ، ولا أكثَرَ مِنَ الكَذِبِ عَلَى اللّهِ ورَسولِهِ ، ولَيسَ عِندَ أهلِ ذلِكَ الزَّمانِ سِلعَةٌ أبوَرَ مِنَ الكِتابِ إذا تُلِيَ حَقَّ تِلاوَتِهِ ، ولا أنفَقَ مِنهُ إذا حُرِّفَ عَن مَواضِعِهِ ، ولا فِي البِلادِ شَيءٌ أنكَرَ مِنَ المَعروفِ ، ولا أعرَفَ مِنَ المُنكَرِ ، فَقَد نَبَذَ الكِتابَ حَمَلَتُهُ ، وتَناساهُ حَفَظَتُهُ ، فَالكِتابُ يَومَئِذٍ وأهلُهُ طَريدانِ مَنفِيّانِ ، وصاحِبانِ مُصطَحِبانِ في طَريقٍ واحِدٍ لا يُؤويهِما مُؤوٍ ، فَالكِتابُ وأهلُهُ في ذلِكَ الزَّمانِ فِي النّاسِ ولَيسا فيهِم ، ومَعَهُم ولَيسا مَعَهُم ، لِأَنَّ الضَّلالَةَ لا تُوافِقُ الهُدى ، وإنِ اجتَمَعا ، فَاجتَمَعَ القَومُ عَلَى الفُرقَةِ ، وَافتَرَقوا عَلَى الجَماعَةِ ، كَأَنَّهُم أئِمَّةُ الكِتابِ ، ولَيسَ الكِتابُ إمامَهُم ، فَلَم يَبقَ عِندَهُم مِنهُ إلَا اسمُهُ ، ولا يَعرِفونَ إلّا خَطَّهُ وزَبرَهُ ، ومِن قَبلُ ما مَثَّلوا بِالصّالِحينَ كُلَّ مُثلَةٍ ، وسَمَّوا صِدقَهُم عَلَى اللّهِ فِريَةً ، وجَعَلوا فِي الحَسَنَةِ عُقوبَةَ السَّيِّئَةِ .
وإنَّما هَلَكَ مَن كانَ قَبلَكُم بِطولِ آمالِهِم وتَغَيُّبِ آجالِهِم ، حَتّى نَزَلَ بِهِمُ المَوعودُ الَّذي تُرَدُّ عَنهُ المَعذِرَةُ ، وتُرفَعُ عَنهُ التَّوبَةُ ، وتَحُلُّ مَعَهُ القارِعَةُ وَالنَّقِمَةُ .
أيُّهَا النّاسُ ، إنَّهُ مَنِ استَنصَحَ اللّهَ وُفِّقَ ، ومَنِ اتَّخَذَ قَولَهُ دَليلاً هُدِيَ «لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ» ؛ فَإِنَّ جارَ اللّهِ آمِنٌ ، وعَدُوَّهُ خائِفٌ ، وإنَّهُ لا يَنبَغي لِمَن عَرَفَ عَظَمَةَ اللّهِ أن يَتَعَظَّمَ ؛ فَإِنَّ رِفعَةَ الَّذينَ يَعلَمونَ ما عَظَمَتُهُ أن يَتَواضَعوا لَهُ ، وسَلامَةَ الَّذينَ يَعلَمونَ ما قُدرَتُهُ أن يَستَسلِموا لَهُ ، فَلا تَنفِروا مِنَ الحَقِّ نِفارَ الصَّحيحِ مِنَ الأَجرَبِ ، وَالبارِئِ مِن ذِي السَّقَمِ ، وَاعلَموا أنَّكُم لَن تَعرِفُوا الرُّشدَ حَتّى تَعرِفُوا الَّذي تَرَكَهُ ، ولَن تَأخُذوا بِميثاقِ الكِتابِ حَتّى تَعرِفُوا الَّذي نَقَضَهُ ، ولَن تَمَسَّكوا بِهِ حَتّى تَعرِفُوا الَّذي نَبَذَهُ ، فَالتَمِسوا ذلِكَ مِن عِندِ أهلِهِ ، فَإِنَّهُم عَيشُ العِلمِ ، ومَوتُ الجَهلِ ، هُمُ الَّذينَ يُخبِرُكُم حُكمُهُم عَن عِلمِهِم ، وصَمتُهُم عَن مَنطِقِهِم ، وظاهِرُهُم عَن باطِنِهِم ، لا يُخالِفونَ الدّينَ

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج7
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 200005
الصفحه من 508
طباعه  ارسل الي