249
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج7

بَينَ الأَغنِياءِ ، وألقَيتُ المَساحَةَ ، وسَوَّيتُ بَينَ المَناكِحِ ، وأنفَذتُ خُمُسَ الرَّسولِ كَما أنزَلَ اللّهُ عز و جل وفَرَضَهُ ، ورَدَدتُ مَسجِدَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله إلى ما كانَ عَلَيهِ ، وسَدَدتُ ما فُتِحَ فيهِ مِنَ الأَبوابِ ، وفَتَحتُ ما سُدَّ مِنهُ ، وحَرَّمتُ المَسحَ عَلَى الخُفَّينِ ، وحَدَدتُ عَلَى النَّبيذِ ، وأمَرتُ بِإِحلالِ المُتعَتَينِ ، وأمَرتُ بِالتَّكبيرِ عَلَى الجَنائِزِ خَمسَ تَكبيراتٍ وألزَمتُ النّاسَ الجَهرَ بِبِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ وأخرَجتُ مَن اُدخِلَ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله في مَسجِدِهِ مِمَّن كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أخرَجَهُ ، وأدخَلتُ مَن اُخرِجَ بَعدَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله مِمَّن كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أدخَلَهُ وحَمَلتُ النّاسَ عَلى حُكمِ القُرآنِ ، وعَلَى الطَّلاقِ عَلَى السُّنَّةِ ، وأخَذتُ الصَّدَقاتِ عَلى أصنافِها وحُدودِها ، ورَدَدتُ الوُضوءَ وَالغُسلَ وَالصَّلاةَ إلى مَواقيتِها وشَرائِعِها ومَواضِعِها ورَدَدتُ أهلَ نَجرانَ إلى مَواضِعِهِم ، ورَدَدتُ سَبايا فارِسَ وسائِرَ الاُمَمِ إلى كِتابِ اللّهِ وسُنَّةِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله إذا لَتَفَرَّقوا عَنّي .
وَاللّهِ ، لَقَد أمَرتُ النّاسَ أن لا يَجتَمِعوا في شَهرِ رَمَضانَ إلّا في فَريضَةٍ ، وأعلَمتُهُم أنَّ اجتِماعَهُم فِي النَّوافِلِ بِدعَةٌ ، فَتَنادى بَعضُ أهلِ عَسكَري مِمَّن يُقاتِلُ مَعي : يا أهلَ الإِسلامِ غُيِّرَت سُنَّةُ عُمَرَ ، يَنهانا عَنِ الصَّلاةِ في شَهرِ رَمَضانَ تَطَوُّعا ، ولَقَد خِفتُ أن يَثوروا في ناحِيَةِ جانِبِ عَسكَري ، ما لَقيتُ مِن هذِهِ الاُمَّةِ مِنَ الفُرقَةِ وطاعَةِ أئِمَّةِ الضَّلالَةِ وَالدُّعاةِ إلَى النّارِ . وأعطَيتُ 1 مِن ذلِكَ سَهمَ ذِي القُربَى الَّذي قالَ اللّهُ عز و جل : «إِن كُنتُمْ ءَامَنتُم بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ» 2 فَنَحنُ وَاللّهِ عَنى بِذِي القُربَى الَّذي قَرَنَنَا اللّهُ بِنَفسِهِ وبِرَسولِهِ صلى الله عليه و آله فَقالَ تَعالى : «فَلِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِى الْقُرْبَى وَ الْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ» فينا خاصَّةً «كَىْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ وَ مَا ءَاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ وَ اتَّقُواْ اللَّهَ» مِن ظُلمِ آلِ مُحَمَّدٍ «إِنَّ اللَّهَ

1.في الإحتجاج وعوالي اللآلي ج ۳ ص ۱۲۵ ح ۳ : «أعظَمُ» بدل «أعطَيتُ» وهو الأنسب .

2.الأنفال : ۴۱ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج7
248

مِنَ اللّهِ الحُسنى .
إنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : كَيفَ أنتُم إذا لَبَسَتكُم فِتنَةٌ يَربو فيهَا الصَّغيرُ ويَهرَمُ فيهَا الكَبيرُ ، يَجرِي النّاسُ عَلَيها ويَتَّخِذونَها سُنَّةً ، فَإِذا غُيِّرَ مِنها شَيءٌ قيلَ : قَد غُيِّرَتِ السُّنَّةُ وقَد أتَى النّاسُ مُنكَرا ، ثُمَّ تَشتَدُّ البَلِيَّةُ وتُسبَى الذُّرِّيَّةُ ، وتَدُقُّهُمُ الفِتنَةُ كَما تَدُقُّ النّارُ الحَطَبَ ، وكَما تَدُقُّ الرَّحى بِثِفالِها ۱ ، ويَتَفَقَّهونَ لِغَيرِ اللّهِ ، ويَتَعَلَّمونَ لِغَيرِ العَمَلِ ، ويَطلُبونَ الدُّنيا بِأَعمالِ الآخِرَةِ .
ثُمَّ أقبَلَ بِوَجهِهِ وحَولَهُ ناسٌ مِن أهلِ بَيتِهِ وخاصَّتِهِ وشيعَتِهِ فَقالَ : قَد عَمِلَتِ الوُلاةُ قَبلي أعمالاً خالَفوا فيها رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله مُتَعَمِّدينَ لِخِلافِهِ ، ناقِضينَ لِعَهدِهِ ، مُغَيِّرينَ لِسُنَّتِهِ ، ولَو حَمَلتُ النّاسَ عَلى تَركِها وحَوَّلتُها إلى مَواضِعِها وإلى ما كانَت في عَهدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَتَفَرَّقَ عَنّي جُندي حَتّى أبقى وَحدي ، أو قَليلٌ مِن شيعَتِي الَّذينَ عَرَفوا فَضلي وفَرضَ إمامَتي مِن كِتابِ اللّهِ عز و جل وسُنَّةِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، أرَأَيتُم لَو أمَرتُ بِمَقامِ إبراهيمَ عليه السلام فَرَدَدتُهُ إلَى المَوضِعِ الَّذي وَضَعَهُ فيهِ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، ورَدَدتُ فَدَكَ إلى وَرَثَةِ فاطِمَةَ عليهاالسلام ، ورَدَدتُ صاعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله كَما كانَ ، وأمضَيتُ قَطائِعَ أقطَعَها رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله لِأَقوامٍ لَم تُمضَ لَهُم ولَم تُنفَذ ، ورَدَدتُ دارَ جَعفَرٍ إلى وَرَثَتِهِ وهَدَمتُها مِنَ المَسجِدِ ، ورَدَدتُ قَضايا مِنَ الجَورِ قُضِيَ بِها ونَزَعتُ نِساءً تَحتَ رِجالٍ بِغَيرِ حَقٍّ فَرَدَدتُهُنَّ إلى أزواجِهِنَّ ، وَاستَقبَلتُ بِهِنَّ الحُكمَ فِي الفُروجِ وَالأَحكامِ ، وسَبَيتُ ذَرارِيَّ بَني تَغلِبَ ، ورَدَدتُ ما قُسِمَ مِن أرضِ خَيبَرَ ، ومَحَوتُ دَواوينَ ۲ العَطايا ، وأعطَيتُ كَما كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يُعطي بِالسَّوِيَّةِ ولَم أجعَلها دولَةً

1.الثُّفلُ : الدقيق والسويق ونحوهما (النهاية : ج ۱ ص ۲۱۵ «ثفل») .

2.الديوان : هو الدفتر الذي يكتب فيه أسماء الجيش وأهل العطايا ، وأوّل من دوّن الدواوين عمر وهو فارسيّ معرّب (النهاية : ج ۲ ص ۱۵۰ «ديوان») .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج7
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 231589
الصفحه من 508
طباعه  ارسل الي