319
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج7

نَظَرَ فَأَبصَرَ ، وذَكَرَ فَاستَكثَرَ ، وَارتَوى مِن عَذبٍ فُراتٍ سُهِّلَت لَهُ مَوارِدُهُ ، فَشَرِبَ نَهَلاً ۱ ، وسَلَكَ سَبيلاً جَدَدا . ۲
قَد خَلَعَ سَرابيلَ الشَّهَواتِ ، وتَخَلّى مِنَ الهُمومِ ، إلّا هَمّا واحِدا انفَرَدَ بِهِ ، فَخَرَجَ مِن صِفَةِ العَمى ومُشارَكَةِ أهلِ الهَوى ، وصارَ مِن مفاتيحِ أبوابِ الهُدى ومَغاليقِ أبوابِ الرَّدى .
قَد أبصَرَ طَريقَهُ ، وسَلَكَ سَبيلَهُ ، وعَرَفَ مَنارَهُ ، وقَطَعَ غِمارَهُ ، وَاستَمسَكَ مِنَ العُرى بِأَوثَقِها ، ومِنَ الحِبالِ بِأَمتَنِها ، فَهُوَ مِنَ اليَقينِ عَلى مِثلِ ضَوءِ الشَّمسِ . قَد نَصَبَ نَفسَهُ للّهِِ سُبحانَهُ في أرفَعِ الاُمورِ ، مِن إصدارِ كُلِّ وارِدٍ عَلَيهِ ، وتَصييرِ كُلِّ فَرعٍ إلى أصلِهِ .
مِصباحُ ظُلُماتٍ ، كَشّافُ عَشَواتٍ ، مِفتاحُ مُبهَماتٍ ، دَفّاعُ مُعضِلاتٍ ، دَليلُ فَلَواتٍ . يَقولُ فَيُفهِمُ ، ويَسكُتُ فَيَسلَمُ ، قَد أخلَصَ للّهِِ فَاستَخلَصَهُ ، فَهُوَ مِن مَعادِنِ دينِهِ ، وأوتادِ أرضِهِ . ۳

1.يقال : أنهلتُهُ ؛ إذا سقَيتَه حتّى رَوِي ، ونَهِلَ البعيرُ نَهَلاً : شرب الشرب الأوّل حتّى رَوِىَ فهو ناهِل (المصباح المنير : ص ۶۲۸ «نهل») .

2.المكانُ الجَدَدُ : أي المستوي من الأرض (النهاية : ج ۱ ص ۲۴۵ «جدد») . وهو هنا على نحو الاستعارة .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۸۷ ، أعلام الدين : ص ۱۲۷ ، شرح ابن ميثم على مئة كلمة للجاحظ : ص ۲۲۸ كلاهما نحوه ، بحارالأنوار : ج ۲ ص ۵۶ ح ۳۶ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج7
318

يَمينِ عَرشِهِ ، نُجَباءُ في عِلمِهِ . ۱

۸۲۶۹.عنه عليه السلام :إنَّ اللّهَ جَلَّ وعَزَّ خَلَقَ خَلقا مِن خَلقِهِ فَجَعَلَهُم حُجَجا عَلى خَلقِهِ ، فَهُم أوتادٌ في أرضِهِ ، قُوّامٌ بِأَمرِهِ ، نُجَباءُ في عِلمِهِ ، اصطَفاهُم قَبلَ خَلقِهِ أظِلَّةً ۲ عَن يَمينِ عَرشِهِ . ۳

۸۲۷۰.الإمام الصادق عليه السلام :أوتادُ الأَرضِ ، وأعلامُ الدّينِ أربَعَةٌ : مُحَمَّدُ بنُ مُسلِمٍ ، وبُرَيدُ بنُ مُعاوِيَةَ ، ولَيثُ بنُ البَختَرِيِّ المُرادِيُّ ، وزُرارَةُ . ۴

2 / 2

خَصائِصُ الأَوتادِ

۸۲۷۱.الإمام عليّ عليه السلامـ في ذِكرِ حَديثِ مِعراجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ـ :قالَ اللّهُ تَعالى ... يا أحمَدُ ، هَل تَدري لِأَيِّ شَيءٍ فَضَّلتُكَ عَلى سائِرِ الأَنبِياءِ؟ قالَ [النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله ] : اللّهُمَّ لا! قالَ : بِاليَقينِ ، وحُسنِ الخُلُقِ ، وسَخاوَةِ النَّفسِ ، ورَحمَةٍ بِالخَلقِ ، وكَذلِكَ أوتادُ الأَرضِ ؛ لَم يَكونوا أوتادا إلّا بِهذا . ۵

۸۲۷۲.عنه عليه السلام :عِبادَ اللّهِ ، إنَّ مِن أحَبِّ عِبادِ اللّهِ إلَيهِ عَبدا أعانَهُ اللّهُ عَلى نَفسِهِ ، فَاستَشعَرَ الحُزنَ ، وتَجَلبَبَ الخَوفَ ، فَزَهَرَ مِصباحُ الهُدى في قَلبِهِ ، وأعَدَّ القِرى لِيَومِهِ النّازِلِ بِهِ ، فَقَرَّبَ عَلى نَفسِهِ البَعيدَ ، وهَوَّنَ الشَّديدَ .

1.تفسير فرات : ص ۳۳۷ ح ۴۶۰ ، بحارالأنوار : ج ۲۶ ص ۲۵۵ ح ۳۰ .

2.هذه الصفة مختصّة بأهل البيت عليهم السلام (راجع : روايات عالم الذرّ) .

3.الكافي : ج ۶ ص ۲۵۶ ح ۱ ، إرشاد القلوب : ص ۴۲۴ كلاهما عن أبي حمزة الثمالي ، بحارالأنوار : ج ۴۶ ص ۳۵۷ ح ۱۱ .

4.رجال الكشي : ج ۲ ص ۵۰۷ ح ۴۳۲ عن جميل بن دراج .

5.إرشاد القلوب : ص ۱۹۹ و ۲۰۵ ، بحارالأنوار : ج ۷۷ ص ۲۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج7
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 196455
الصفحه من 508
طباعه  ارسل الي