335
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج7

أهل البيت عليهم السلام لا يرون له قيمة ، فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام :
مَن زَعَمَ أنَّ اللّهَ عَزَّوَجَلَّ يَبدو لَهُ في شَيءٍ لَم يَعلَمهُ أمسِ فَابرَؤُوا مِنهُ . ۱
كما روي عن منصور بن حازم قوله :
سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام : هَل يَكونُ اليَومَ شَيءٌ لَم يَكُن في عِلمِ اللّهِ بِالأَمسِ ؟ قالَ : لا ، مَن قالَ هذا فَأَخزاهُ اللّهُ ! قُلتُ : أرَأَيتَ ما كانَ وما هُوَ كائِنٌ إلى يَومِ القِيامَةِ ، ألَيسَ في عِلمِ اللّهِ ؟ قالَ : بَلى ، قَبلَ أن يَخلُقَ الخَلقَ . ۲
على هذا فإنّ مصدر البداء فيما يتعلّق باللّه سبحانه ليس هو الجهل حسب عقيدة الإماميّة ، وإذا ما اعتقد أحد بمثل هذا البداء الّذي هو نفس البداء الحاصل للبشر ، فإنّ هذا الاعتقاد إنكار لعلم اللّه المطلق ، وهو اعتقاد باطل ويخالف ضروريّات العقائد الإسلاميّة ، ولا يمكن أن نجد بين علماء الإماميّة من ينسب إلى اللّه البداء الناجم عن الجهل.

آثار الاعتقاد بالبداء

جدير بالذكر أنّ لمبدأ البداء آثاراً مهمّة في المجالات العقيديّة البارزة ؛ وهي : معرفة اللّه ، معرفة النبيّ ، معرفة الإمام ، ومعرفة الإنسان.

أ ـ معرفة اللّه عز و جل

يتمثّل أهمّ آثار القول بالبداء في إثبات القدرة والحريّة المطلقتين للّه ، ذلك لأنّه ما لم يحدث الفعل الخاص في الخارج ، فإنّ من الممكن أن يغيّر اللّه التقدير وأن لا يقع ذلك الفعل ، حتّى إذا تعلّقت المشيئة والتقدير والقضاء الإلهي بتلك الحادثة . على

1.. بحار الأنوار : ج ۴ ص ۱۱۱ ح ۳۰ .

2.. راجع : ص ۳۵۲ ح ۸۲۹۹.


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج7
334

فقيراً، ففي كتاب المحو والإثبات يسجّل له دوام الفقر ، لكن بعد دعائه يغيّر اللّه سبحانه هذا التقدير فيثبته غنياً في لوح المحو والإثبات، في حين أنّ كلا التقديرين موجودان في لوح اُمّ الكتاب وبطريق أولى هما موجودان في علم اللّه الذاتي الأزلي ، ولم يحدث أيّ تغيير في علم اللّه الذاتي ، وسوف نذكر حكمة هذه التغييرات عند البحث عن حكمة البداء.
على هذا فإنّ من يرى أن البداء في العلم ملازم لجهل اللّه سبحانه ، قد خلط بين العلم الذاتي والعلم الفعلي ، ولم يدرك معنى العلم الفعلي .
إنّ ما يراه البعض من أنّ الجهل ملازم للبداء فيما يتعلّق باللّه ، له سبب آخر أيضا وهو قياس اللّه بالإنسان، وهو الّذي يجب اجتنابه بشدة في المباحث العقائديّة ، فقد روي عن الإمام الرضا عليه السلام قوله :
إنَّهُ مَن يَصِفُ رَبَّهُ بِالقِياسِ لا يزالُ الدَّهرَ فِي الالتِباس . ۱
وعندما يحدث البداء للبشر في أمر ما ونصل إلى رأي جديد ، فإنّ هذا الرأي الجديد يحصل لنا في الغالب إثر ظهور علم واطّلاع جديدين ، ويرى معارضو البداء أنّ هذه الحالة نفسها تجري أيضا فيما يتعلّق باللّه ، قال الغفاري :
جاء في القاموس : «بدا بدواً وبدّواً : ظهر . وبدا له في الأمر بدواً وبداءً وبداة : نشأ له فيه رأي» . فالبداء في اللغة له معنيان : الأوّل : الظهور بعد الخفاء ، والثاني : نشأة الرأي الجديد . وهذا يستلزم الجهل وحدوث العلم، وكلاهما محال على اللّه تعالى . ۲
وهذا التفسير للبداء إنما هو على أساس قياس الخالق بالمخلوق ، ولكنّ أتباع

1.. بحار الأنوار : ج ۳ ص ۲۹۷ ح ۲۳ .

2.. اُصول مذهب الشيعة : ج ۲ ص ۹۳۸ ، بين الشيعة وأهل السنة : ص ۷۵ ـ ۱۸۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج7
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 196267
الصفحه من 508
طباعه  ارسل الي