لا وَاللّهِ ، ما يُريدانِ العُمرَةَ، إنَّما يُريدانِ البَصرَةَ، وإنَّ اللّهَ تَعالى سَيَرُدُّ كَيدَهُما، ويُظفِرُني بِهِما .
وكان الأمر كما قال .
ومن ذلك قوله عليه السلام وقد جلس لأخذ البيعة:
يَأتيكُم مِن قِبَلِ الكوفَةِ ألفُ رَجُلٍ، لا يَزيدونَ واحِدا ولا يَنقُصونَ واحِدا، يُبايعونّي عَلَى المَوتِ .
قال ابن عبّاس : فجزعت لذلك، وخفت أن ينقص القوم عن العدد أو يزيدون عليهم، ولم أزل مهموما، فجعلت أحصيهم، فاستوفيت تسعمئة وتسع وتسعين رجلاً ، ثمّ انقطع مجيء القوم، فبينا أنا مفكّر في ذلك، إذ رأيت شخصا قد أقبل، فإذا هو اُويس القرني تمام العدد». ۱
كما نقلنا في «موسوعة الإمام عليّ عليه السلام » عدداً من نبوءات أمير المؤمنين عليه السلام ، ولم يثبت خلاف شيء منها .
وكان على الغفاري أن ينقل بعض النماذج التي ثبت كذبها ؛ لإثبات دعواه . نعم قد نقل خبرا قال فيه : «ففي رواية طويلة في تفسير القمّي تخبر عن نهاية دولة بني العبّاس». ۲
ولكنّنا عندما نراجع تفسير القمّي نجده يقول: «قلت: جعلت فداك فمتى يكون ذلك؟ قال: أما إنّه لم يوقّت لنا فيه وقت». ۳
وممّا يجدر ذكره أنّه على الرغم من أنّ التاريخ الدقيق لنهاية دولة بني العبّاس لم يتمّ تعيينه في أحاديث أهل البيت عليهم السلام ، ولكنّ الأحاديث المنقولة عن أمير المؤمنين