37
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج7

والموت هو آفة جميع الأمنيات والآمال ، ولا سبيل للخلاص منه ، ولا يمكن لأيِّ أحدٍ اتّقاؤه :
آفَةُ الآمالِ حُضورُ الآجالِ . ۱
وبعبارةٍ اُخرى ، فإنّ قسما من آفات الحياة ، هو قَدَر لا يمكن تغييره في الحياة ، وفي هذه الحالات لا يمكن للإنسان فعل شيء للحيلولة دونها ، كما روي عن الإمام علي عليه السلام :
يَغلِبُ المِقدارُ عَلَى التَّقديرِ ، حَتّى تَكونَ الآفَةُ فِي التَّدبيرِ . ۲
وجاء في روايةٍ اُخرى عنه عليه السلام :
تَذِلُّ الاُمورُ لِلمَقاديرِ ، حَتّى يَكونَ الحَتفُ فِي التَّدبيرِ . ۳
وممّا يجدر ذكره أنّ هذا النوع من الآفات على الرغم من أنّها غير قابلة للوقاية ، إلا أنّ معرفتها ضرورية كي يأخذها بنظر الاعتبار في التخطيط للحياة ، بل يمكن توظيفها باعتبارها فرصة لتحقيق الكمالات النفسية .

2 . الآفات القابلة للوقاية

الملاحظة المهمّة في هذا المجال أنّ القسم الأكبر من الآفات التي تهدّد الحياة المادّية والمعنوية للإنسان ، يمكن التنبّؤ به والتوقّي عنه ، بل إنّ الحيلولة دون الكثير من الآفات التي لا يمكن التنبّؤ بها ممكن أيضا ، بل يمكن القول إن الآفات غير القابلة للوقاية قليلة قياسا إلى ما هو قابل للوقاية .
فبالإمكان التوقّي عن الكثير من الأمراض الجسمية والنفسية المسببّة للموت

1.غرر الحكم : ج ۳ ص ۱۱۰ ح ۳۹۵۹ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ۱۸۱ ح ۳۷۱۲ .

2.نهج البلاغة : الحكمة ۴۵۹ ، تحف العقول : ص ۲۲۳ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۵ ص ۱۲۶ ح ۷۷ .

3.نهج البلاغة : الحكمة ۱۶ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج7
36

والسنّة وعلى نطاقٍ واسع ، وطُرحت في الأبواب المختلفة من هذه الموسوعة . وعلى هذا ، فمن أجل دراسة آفات كلّ موضوع من الضروري مراجعة العنوان المتعلّق والمرتبط به .
وعلى هذا ، فإنّ ما نذكره هنا تحت عنوان « الآفة » ما هو إلّا جزء صغير من الروايات المتعلّقة بمعرفة الآفات ، والتي استخدمت فيها كلمة «الآفة » ، والهدف من عقد هذا الباب هو إلفات انتباه القرّاء إلى أهمّية هذا الموضوع من وجهة نظر أهل البيت عليهم السلام ، والتعرّف بشكل إجمالي على الآفات التي تهدّد حياة الإنسان المادّية والمعنوية ، ويمكن من خلال الاستنتاج من هذه الروايات القول : إن آفات الحياة على نوعين :

1 . الآفات غير القابلة للوقاية

يوجد بين بعض الآفات وبين حياة الإنسان ترابط وثيق ، كما جاء في رواية عن الإمام علي عليه السلام :
مِنَ الوالِدِ الفانِ إلَى المَولودِ . . . غَرَضِ الأَسقامِ . . . وحَليفِ الهُمومِ وقَرينِ الأَحزانِ ونُصُبِ الآفاتِ . ۱
فالإنسان مبتلى في هذا العالم بأنواع الآفات والهموم والأحزان الناجمة عن الحياة في هذا العالم ، والتي لا يمكنه تجنبها ، ولذلك فقد جاء في الحِكَم المنسوبة إلى الإمام علي عليه السلام أنّه عندما سمع رجلاً يدعو لصديقه بأن لا يُبتلى بالهموم والبلاء ، قال :
إنَّما دَعَوتَ لَهُ بِالمَوتِ لِأَ نَّ مَن عاشَ فِي الدُّنيا لابُدَّ أن يَرَى المَكروهَ . ۲

1.راجع : ص ۴۱ ح ۷۵۲۴ .

2.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۲۰ ص ۲۸۹ ح ۳۰۱.

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج7
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 231088
الصفحه من 508
طباعه  ارسل الي