395
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج7

وتَأمَلونَ ثَوابَهُ . ۱

۸۳۹۵.التوحيد عن الحسن بن محمّد النّوفلي :قَدِمَ سُلَيمانُ المَروَزِيُّ مُتَكَلِّمُ خُراسانَ عَلَى المَأمونِ ، فَأَكرَمَهُ ووَصَلَهُ ثُمَّ قالَ لَهُ : إنَّ ابنَ عَمّي عَلِيَّ بنَ موسى قَدِمَ عَلَيَّ مِنَ الحِجازِ وهُوَ يُحِبُّ الكَلامَ وأصحابُهُ ، فَلا عَلَيكَ أن تَصيرَ إلَينا يَومَ التَّروِيَةِ لِمُناظَرَتِهِ .
فَقالَ سُلَيمانُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنّي أكرَهُ أن أسأَلَ مِثلَهُ في مَجلِسِكَ في جَماعَةٍ مِن بَني هاشِمٍ ، فَيَنتَقِصَ عِندَ القَومِ إذا كَلَّمَني ، ولا يَجوزُ الاِستِقصاءُ عَلَيهِ .
قالَ المَأمونُ : إنَّما وَجَّهتُ إلَيكَ لِمَعرِفَتي بِقُوَّتِكَ ، ولَيسَ مُرادي إلّا أن تَقطَعَهُ عَن حُجَّةٍ واحِدَةٍ فَقَط .
فَقالَ سُلَيمانُ : حَسبُكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ ، اجمَع بَيني وبَينَهُ وخَلِّني وإيّاهُ وألزِم . فَوَجَّهَ المَأمونُ إلَى الرِّضا عليه السلام فَقالَ : إنَّهُ قَدِمَ عَلَينا رَجُلٌ مِن أهلِ مَروَ ، وهُوَ واحِدُ خُراسانَ مِن أصحابِ الكَلامِ ، فَإِن خَفَّ عَلَيكَ أن تَتَجَشَّمَ المَصيرَ إلَينا فَعَلتَ .
فَنَهَضَ عليه السلام لِلوُضوءِ وقالَ لَنا : تَقَدَّموني ـ وعِمرانُ الصّابِئُ مَعَنا ـ فَصِرنا إلَى البابِ ، فَأَخَذَ ياسِرٌ وخالِدٌ بِيَدي فَأَدخَلاني عَلَى المَأمونِ ، فَلَمّا سَلَّمتُ ، قالَ : أينَ أخي أبُو الحَسَنِ أبقاهُ اللّهُ ؟ قُلتُ : خَلَّفتُهُ يَلبَسُ ثِيابَهُ وأمَرَنا أن نَتَقَدَّمَ ، ثُمَّ قُلتُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنَّ عِمرانَ مَولاكَ مَعي وهُوَ بِالبابِ ، فَقالَ : مَن عِمرانُ ؟ قُلتُ : الصّابِئُ الَّذي أسلَمَ عَلى يَدَيكَ ، قالَ : فَليَدخُل ، فَدَخَلَ فَرَحَّبَ بِهِ المَأمونُ ، ثُمَّ قالَ لَهُ : يا عِمرانُ ، لَم تَمُت حَتّى صِرتَ مِن بَني هاشِمٍ ؟ قالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي شَرَّفَني بِكُم يا أميرَ المُؤمِنينَ .

1.. الاحتجاج : ج ۱ ص ۸۳ ح ۲۵ ، التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص ۴۹۳ ح ۳۱۲ ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۱۰۵ ح ۱۸ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج7
394

قِبلَةُ بَيتِ المَقدِسِ في وَقتِهِ حَقٌّ ، ثُمَّ قِبلَةُ الكَعبَةِ في وَقتِهِ حَقٌّ .
فَقالوا لَهُ : يا مُحَمَّدُ ، أفَبَدا لِرَبِّكَ فيما كانَ أمَرَكَ بِهِ بِزَعمِكَ مِنَ الصَّلاةِ إلى بَيتِ المَقدِسِ حَتّى نَقَلَكَ إلَى الكَعبَةِ ؟ فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : ما بَدا لَهُ عَن ذلِكَ ، فَإِنَّهُ العالِمُ بِالعَواقِبِ وَالقادِرُ عَلَى المَصالِحِ ، لا يَستَدرِكُ عَلى نَفسِهِ غَلَطا ، ولا يَستَحدِثُ رَأياً بِخِلافِ المُتَقَدِّمِ جَلَّ عَن ذلِكَ ، ولا يَقَعُ عَلَيهِ أيضا مانِعٌ يَمنَعُهُ مِن مُرادِهِ ، ولَيسَ يَبدو إلّا لِمَن كانَ هذا وَصفَهُ ، وهُوَ عز و جل يَتَعالى عَن هذِهِ الصِّفاتِ عُلُوّا كَبيرا .
ثُمَّ قالَ لَهُم رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أيُّهَا اليَهودُ ، أخبِروني عَنِ اللّهِ ألَيسَ يُمرِضُ ثُمَّ يُصِحُّ ، ويُصِحُّ ثُمَّ يُمرِضُ ، أبَدا لَهُ في ذلِكَ ؟ ألَيسَ يُحيي ويُميتُ ، ألَيسَ يَأتي بِاللَّيلِ في أثَرِ النَّهارِ ، وَالنَّهارِ في أثَرِ اللَّيلِ، أبَدا لَهُ في كُلِّ واحِدٍ مِن ذلِكَ ؟ قالوا : لا ، قالَ : فَكَذلِكَ اللّهُ تَعَبَّدَ نَبِيَّهُ مُحَمَّدا بِالصَّلاةِ إلَى الكَعبَةِ بَعدَ أن كانَ تَعَبَّدَهُ بِالصَّلاةِ الى بَيتِ المَقدِسِ ، وما بَدا لَهُ فِي الأَوَّلِ .
ثُمَّ قالَ : ألَيسَ اللّهُ يَأتي بِالشِّتاءِ في أثَرِ الصَّيفِ ، وَالصَّيفِ في أثَرِ الشِّتاءِ ، أبَدا لَهُ في كُلِّ واحِدٍ مِن ذلِكَ ؟ قالوا : لا ، قالَ : فَكَذلِكَ لَم يَبدُ لَهُ فِي القِبلَةِ .
قالَ : ثُمَّ قالَ : ألَيسَ قَد ألزَمَكُم فِي الشِّتاءِ أن تَحتَرِزوا مِنَ البَردِ بِالثِّيابِ الغَليظَةِ ، وألزَمَكُم فِي الصَّيفِ أن تَحتَرِزوا مِنَ الحَرِّ ، أفَبَدا لَهُ فِي الصَّيفِ حَتّى أمَرَكُم بِخِلافِ ما كانَ أمَرَكُم بِهِ فِي الشِّتاءِ ؟ قالوا : لا ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : فَكَذلِكُمُ اللّهُ تَعَبَّدَكُم في وَقتٍ لِصَلاحٍ يَعلَمُهُ بِشَيءٍ ، ثُمَّ تَعَبَّدَكُم في وَقتٍ آخَرَ لِصَلاحٍ آخَرَ يَعلَمُهُ بِشَيءٍ آخَرَ ، فَإِذا أطَعتُمُ اللّهَ فِي الحالَينِ استَحقَقتُم ثَوابَهُ ، وأنزَلَ اللّهُ تَعالى «وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَ الْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ»۱ أي إذا تَوَجَّهتُم بِأَمرِهِ ، فَثَمَّ الوَجهُ الَّذي تَقصِدونَ مِنهُ اللّهَ ،

1.. البقرة : ۱۱۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج7
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 232356
الصفحه من 508
طباعه  ارسل الي