77
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج7

خالقه ككلّ ظواهر الوجود ، ويتّبع سننه التكوينية ۱ ، ويسبّحه ويهلِّله ۲ ببركة اسمه المقدّس وفي النطاق الذي حدّده له في نظام الخلق ، وقد سُخّر للإنسان بموارده المختلفة التي لا نهاية لها . ۳
ولذلك فإنّ القرآن والأحاديث الإسلامية يشجّعان المجتمع البشري على النظر في البحر ، والتعرّف على عجائبه ودوره في حياة الإنسان ، ودلالته على الخالق الحكيم للعالم ، حتّى اعتبر النظر في البحر عبادة في الحديث المرويّ عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :
النَّظَرُ في ثَلاثَةِ أشياءَ عِبادَةٌ : النَّظَرُ في وَجهِ الوالِدَينِ ، وفِي المُصحَفِ ، وفِي البَحرِ . ۴
وأمّا ما تؤكِّد عليه النصوص الإسلامية في هذا المجال فهو إجمالاً :

أولاً : دور البحر في تأمين المواد الغذائية

البحر من وجهة نظر القرآن الكريم هو آية التدبير في نظام الخلق ، والدليل على معرفة اللّه ؛ نظراً إلى أنّ البحر يؤمّن قسماً مهمّا من طعام الإنسان :
«وَ هُوَ الَّذِى سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا» . ۵
والسمك لا يلعب دوراً رئيساً في تأمين طعام الإنسان وحسب ، بل هو يؤمّن

1.راجع : ص ۹۱ (طاعة البحر) .

2.راجع : ص ۹۲ (تسبيح البحر وتهليله) .

3.راجع : ص ۸۳ (البحر في خدمة الإنسان) .

4.صحيفة الإمام الرضا عليه السلام : ص ۲۷۵ ح ۱۸ عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۱۰ ص ۳۶۸ ح ۱۰ نقلاً عن خطّ الشهيد ؛ الفردوس : ج ۴ ص ۲۹۷ ح ۶۸۷۳ ، كنز العمّال : ج ۱۶ ص ۴۷۸ ح ۴۵۵۳۶ نقلاً عن أبي نعيم وكلاهما عن عائشة .

5.النحل : ۱۴ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج7
76

بَحِيرَةٍ » 1 وذلِكَ ما كانوا يَجعَلونَهُ بِالنّاقَةِ إذا وَلَدَت عَشَرَةَ أبطُنٍ شَقّوا اُذُنَها فَيُسَيِّبونَها ، فَلا تُركَبُ ولا يُحمَلُ عَلَيها . وسَمّوا كُلَّ مُتَوَسِّعٍ في شَيءٍ بَحرا ، حَتّى قالوا : فَرَسٌ بَحرٌ بِاعتِبارِ سَعَةِ جَريِهِ . وقالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ في فَرَسٍ رَكِبَهُ : «وَجَدتُهُ بَحرا» ، ولِلمُتَوَسِّعِ في عِلمِهِ بَحرٌ ، وقَد تَبَحَّرَ : أي تَوَسَّعَ في كَذا ، وَالتَّبَحُّرُ فِي العِلمِ التَّوَسُّعُ . 2
وعلى أيّ حال فإنّ كلمة «البحر» تستعمل في اللغة العربية في مقابل البَرّ أيضاً ، وكلّ ما كان واسعاً ومنبسطاً .

«البحر» في الكتاب والسنة

استعملت كلمة «البحر» في القرآن الكريم إحدى وأربعين مرّة مفردة ومثنّاة وجمعاً في مقابل البرّ ، أو لوحدها ، ولكنّها تستخدم في الأحاديث الإسلامية في أنواع الأشياء الواسعة والعميقة ، مثل «بحر العلم» ، «بحر النور» ، «بحر الحياة» ، «بحر الرضا» . ۳
ونظراً إلى خطورة الرحلات البحرية في العصور القديمة ، فقد شبّهت الأعمال الخطيرة بالأسفار البحرية ، مثل : إبداء الرأي حول القرآن دون الاستضاءة بإرشادات النبي صلى الله عليه و آله وأهل بيته عليهم السلام ، ومصاحبة الأشرار ، والتقرّب من سلاطين الجور عند اضطراب الاُمور عليهم . ۴
والملاحظة المهمّة التي تستحقّ التأمّل هو أنّ البحر ـ الذي يقابل البرّ ـ يمثّل إحدى أكبر آيات وجود اللّه وأدلّته في منظار النصوص الإسلامية ، فالبحر يطيع

1.المائدة : ۱۰۳ .

2.مفردات ألفاظ القرآن : ص ۱۰۸ «بحر» .

3.راجع : ص ۱۰۱ (الفصل الخامس : التمثيل بالبحر للتعظيم) .

4.راجع : ص ۱۱۱ (الفصل السابع : التمثيل براكب البحر) .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج7
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 196330
الصفحه من 508
طباعه  ارسل الي