79
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج7

«وَ ءَايَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * وَ خَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ * وَ إِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَ لَا هُمْ يُنقَذُونَ» . ۱
بل إنّ السفن والبواخر تؤدّي دوراً رئيساً في النقل والمواصلات حتّى في العصر الحاضر ، رغم توفّر وسائط النقل البرّية والجوّية .

رابعاً : تجاور البحرين ، ووجود حاجز غير مرئي

من الظواهر العجيبة ، تجاور البحرين ، ووجود حاجز غير مرئيّ بينهما ، بحيث لا يطغى أي منهما على الآخر ، وقد لفت القرآن الكريم الانتباه إلى هذه الظاهرة مرّتين ، باعتبارها آية التدبير في نظام الخلق والدليل على معرفة اللّه .
1 . المرّة الاُولى ، في سورة الفرقان :
«وَ هُوَ الَّذِى مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَ هَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَ جَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَ حِجْرًا مَّحْجُورًا» . ۲
والبرزخ غير المرئيّ بين الماء العذب والماء المالح ما هو إلّا الاختلاف في درجة كثافة كلّ منهما ، أو الوزن الخاصّ بكلّ منهما ، حيث يؤدّي إلى أنّ لا يختلطا لفترة طويلة .
توضيح ذلك : إنّ جميع الأنهار الكبيرة ذات المياه العذبة والتي تصبّ في البحار ، تدفع المياه المالحة من جانب الساحل ، وتكون بحراً من الماء العذب ، وتستمرّ هذه الحالة لفترة طويلة ، ومن الطريف أنّ المياه العذبة تصبح صالحة للزراعة ، على إثر المدّ والجزر في البحر .
2 . المرّة الثانية ، في سورة الرحمن :

1.يس : ۴۱ ـ ۴۳ .

2.الفرقان : ۵۳ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج7
78

أيضاً طعام الكثير من الطير ، فالإحصائيّات التي اُجريت في هذا المجال ، تشير إلى إنّ الطيور البحرية لسواحل الجزر الصغيرة والجبال الساحلية ، تتغذّى لوحدها على مليونين وخمسمئة ألف طنٍّ من الأسماك سنويّا . وبالإضافة إلى ذلك ، فإنّ البحر هو المورد الوحيد الذي لا ينضب الملح فيه ، حيث وقد سُخّر للإنسان .

ثانيا : دور البحر في تأمين مستلزمات الزينة

بالإضافة إلى أنّ البحر يؤمّن قسماً من المواد الغذائية التي يحتاجها الإنسان ، فإنّه يوفّر له أيضاً قسماً من مستلزمات الزينة ، حيث يقول القرآن الكريم مشيراً إلى هذه الحكمة :
«وَ تَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا» . ۱
كما يصرح قائلاً :
«مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ * فَبِأَىِّ ءَالَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجَانُ» . ۲
واللؤلؤ هو دُرّ نفيس ، وكلّما كان حجمه أكبر كانت قيمته أكثر ، وهو يتكوّن في جوف أنواع الصدف في أعماق البحر . كما يعتبر المرجان من الكائنات البحرية الجميلة والساحرة ويستخدم للزينة ، بالإضافة إلى ما لهما من فوائد طبّية .

ثالثاً : دور البحر في النقل والمواصلات

من الملاحظات الاُخرى التي حظيت بالاهتمام في القرآن باعتبارها آيةً على التدبير ومعرفة اللّه ، هي الحمل والنقل والمواصلات البحرية :

1.النحل : ۱۴ .

2.الرحمن : ۱۹ ـ ۲۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج7
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 196215
الصفحه من 508
طباعه  ارسل الي