221
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج8

۹۲۶۳.الإمام الكاظم عليه السلام :جَميعُ اُمورِ الأَديانِ أربَعَةٌ : أمرٌ لَا اختِلافَ فيهِ ، وهُوَ إجماعُ الاُمَّةِ عَلَى الضَّرورَةِ الَّتي يُضطَرُّونَ إلَيها ، وَالأَخبارُ المُجمَعُ عَلَيها وهِيَ الغايَةُ المَعروضُ عَلَيها كُلُّ شُبهَةٍ ، وَالمُستَنبَطُ مِنها كُلُّ حادِثَةٍ ، وأَمرٌ يَحتَمِلُ الشَّكَّ وَالإِنكارَ فَسَبيلُهُ استيضاحُ أهلِهِ لِمُنتَحِليهِ بِحُجَّةٍ مِن كِتابِ اللّه ِ مُجمَعٍ عَلى تَأويلِها ، وسُنَّةٍ مُجمَعٍ عَلَيها لَا اختِلافَ فيها ، أو قِياسٍ تَعرِفُ العُقولُ عَدلَهُ ولا يَسَعُ خاصَّةَ الاُمَّةِ وعامَّتَهَا الشَّكُّ فيهِ وَالإِنكارُ لَهُ ، وهذانِ الأَمرانِ مِن أمرِ التَّوحيدِ فَما دُونَهُ وأَرشِ الخَدشِ فَما فَوقَهُ فَهذَا المَعروضُ الَّذييُعرَضُ عَلَيهِ أمرُ الدّينِ؛ فَما ثَبَتَ لَكَ بُرهانُهُ اصطَفَيتَهُ وما غَمَضَ عَلَيكَ صَوابُهُ نَفَيتَهُ . فَمَن أورَدَ واحِدَةً مِن هذِهِ الثَّلاثِ فَهِيَ الحُجَّةُ البالِغَةُ الَّتي بَيَّنَهَا اللّه ُ في قَولِهِ لِنَبِيِّهِ : «قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَيكُمْ أَجْمَعِينَ »۱ ، يَبلُغُ الحُجَّةُ البالِغَةُ الجاهِلَ فَيَعلَمُها بِجَهلِهِ ، كَما يَعلَمُهُ العالِمُ بِعِلمِهِ ؛ لِأَنَّ اللّه َ عَدلٌ لا يَجورُ ، يَحتَجُّ عَلى خَلقِهِ بِما يَعلَمونَ ، ويَدعوهُم إلى ما يَعرِفونَ لا إلى ما يَجهَلونَ ويُنكِرونَ . ۲

۹۲۶۴.الإمام الرضا عليه السلامـ مِن دُعائِهِ في قُنوتِهِ ـ :يا مَن خَلَقَ فَرَزَقَ ، وأَلهَمَ فَأَنطَقَ ، وَابتَدَعَ فَشَرَعَ ، وعَلا فَارتَفَعَ ، وقَدَّرَ فَأَحسَنَ ، وصَوَّرَ فَأَتقَنَ ، وَاحتَجَّ ۳ فَأَبلَغَ ، وأَنعَمَ فَأَسبَغَ ، وأَعطى فَأَجزَلَ . ۴

1.الأنعام : ۱۴۹ .

2.تحف العقول : ص ۴۰۷ ، بحار الأنوار : ج ۲ ص ۲۳۹ ح ۳۱ .

3.في المصدر : « وأجنح » وما في المتن أثبتناه من بحار الأنوار .

4.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج۲ ص۱۷۳ ح۱ عن عبدالسلام بن صالح الهروي ، بحار الأنوار : ج ۸۵ ص۲۵۸ ح۳ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج8
220

الحديث

۹۲۶۰.الإمام عليّ عليه السلام :اُوصيكُم عِبادَ اللّه ِ ! بِتَقوَى اللّه ِ الَّذي ضَرَبَ الأَمثالَ ... وآثَرَكُم بِالنِّعَمِ السَّوابِغِ ، وَالرِّفَدِ الرَّوافِغِ ، وأَنذَرَكُم بِالحُجَجِ البَوالِغِ . ۱

۹۲۶۱.عنه عليه السلام :أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ اللّه َ حَليمٌ ذو أناةٍ ، لا يَعجَلُ بِالعُقوبَةِ قَبلَ البَيِّنَةِ ، ولا يَأخُذُ المُذنِبَ عِندَ أوَّلِ وَهلَةٍ ، ولكِنَّهُ يَقبَلُ التَّوبَةَ ، ويَستَديمُ الأَناةَ ، ويَرضى بِالإِنابَةِ ۲ ، لِيَكونَ أعظَمَ لِلحُجَّةِ ، وأَبلَغَ فِي المَعذِرَةِ . ۳

۹۲۶۲.الإمام زين العابدين عليه السلامـ مِن دُعائِهِ في عيدِ الفِطرِ وَالجُمُعَةِ ـ :... لَم يَهِن عَلى طولِ مُدَّتِهِم سُلطانُكَ ، ولَم يَدحَض ۴ لِتَركِ مُعاجَلَتِهِم بُرهانُكَ ، حُجَّتُكَ قائِمَةٌ لا تُدحَضُ ، وسُلطانُكَ ثابِتٌ لا يَزولُ ، فَالوَيلُ الدّائِمُ لِمَن جَنَحَ ۵ عَنكَ ، وَالخَيبَةُ الخاذِلَةُ لِمَن خابَ مِنكَ ، وَالشَّقاءُ الأَشقى لِمَنِ اغتَرَّ بِكَ ، ما أكثَرَ تَصَرُّفَهُ في عَذابِكَ ، وما أطوَلَ تَرَدُّدَهُ في عِقابِكَ ، وما أبعَدَ غايَتَهُ مِنَ الفَرَجِ ، وما أقنَطَهُ مِن سُهولَةِ المَخرَجِ ! عَدلاً مِن قَضائِكَ لا تَجورُ فيهِ ، وإنصافا مِن حُكمِكَ لا تَحيفُ عَلَيهِ ، فَقَد ظاهَرتَ الحُجَجَ ، وأَبلَيتَ الأَعذارَ ، وقَد تَقَدَّمتَ بِالوَعيدِ ، وتَلَطَّفتَ فِي التَّرغيبِ ، وضَرَبتَ الأَمثالَ ، وأَطَلتَ الإِمهالَ ، وأَخَّرتَ وأَنتَ مُستَطيعٌ لِلمُعاجَلَةِ ، وتَأَنَّيتَ وأَنتَ مَليءٌ بِالمُبادَرَةِ ، لَم تَكُن أناتُكَ عَجزا ، ولا إمهالُكَ وَهنا ، ولا إمساكُكَ غَفلَةً ، ولَا انتِظارُكَ مُداراةً ، بَل لِتَكونَ حُجَّتُكَ أبلَغَ ، وكَرَمُكَ أكمَلَ ، وإحسانُكَ أوفى ، ونِعمَتُكَ أتَمَّ ، كُلُّ ذلِكَ كانَ ولَم تَزَل ، وهُوَ كائِنٌ ولا تَزالُ ، حُجَّتُكَ أجَلُّ مِن أن توصَفَ بِكُلِّها ، ومَجدُكَ أرفَعُ مِن أن تُحَدَّ بِكُنهِهِ ، ونِعمَتُكَ أكثَرُ مِن أن تُحصى بِأَسرِها ، وإحسانُكَ أكثَرُ مِن أن تُشكَرَ عَلى أقَلِّهِ . ۶

1.نهج البلاغة : الخطبة ۸۳ ، بحار الأنوار : ج ۷۷ ص ۴۴۱ ح ۴۸ .

2.الإنابَةُ : الرجوعُ إلى اللّه ، بالتوبَةِ ( النهاية : ج ۵ ص ۱۲۳ « نوب » ) .

3.الغارات : ج ۲ ص ۴۰۳ عن كعب بن قعين ، بحار الأنوار : ج ۳۴ ص ۳۹ ح ۹۰۶ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۴ ص ۴۹ عن كعب بن قعين .

4.دَحَضَت : أي بطلت (المصباح المنير : ص ۱۹۰ «دحض») .

5.جَنَح : أي مالَ ( مجمع البحرين : ج ۱ ص ۳۲۲ « جنح » ) .

6.الصحيفة السجّادية : ص ۱۸۳ ـ ۱۸۴ الدعاء ۴۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج8
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 277923
الصفحه من 514
طباعه  ارسل الي