2. الفرق بين الاسم والصفة
للصفة معنيان فهي أحيانا بمعنى مصدر «الوصف» وأحيانا بمعنى اسم المصدر ، أي العلامة التي تبيّن إحدى صفات الموصوف .
واستنادا إلى المعنى الثاني ، فإنّ الاسم والصفة كليهما بمعنى علامة المسمّى والموصوف ، والفرق الوحيد بينهما أنّ الاسم يشمل كلّ علامة ، وأمّا الصفة فهي العلامة الخاصّة ، والنسبة بينهما بحسب الاصطلاح هي العموم والخصوص المطلق ، أي إن كلّ صفة هي اسم أيضا في حين أنّ كلّ اسم ليس صفة ، وعلى سبيل المثال فإنّ زيدا اسم وليس صفة ، ولكن العالم يجمع بين كونه اسما وصفة .
3. اتّحاد الاسم والصفة فيما يتعلّق باللّه عز و جل
للاسم والصفة في الأحاديث الإسلامية معنى واحد فيما يتعلّق باللّه ـ تعالى ـ ، وعلى سبيل المثال فإنّ «السميع» و«البصير» اعتبرا صفة في بعض الأحاديث ۱ ، فيما طرحا في أحاديث اُخرى باعتبارهما اسمين ۲ ، وتصرّح بعض الأحاديث بأنّه لافرق بين أسماء اللّه وصفاته ، كما نقل عن الإمام الباقر عليه السلام :
إنَّ الأَسماءَ صِفاتٌ وَصَفَ بِها نَفسَهُ . ۳
كما روي عن الإمام الرضا عليه السلام في جوابه على سؤال محمّد بن سنان : ما الاسم؟ أنّه قال:
صِفَةٌ لِمَوصوفٍ ۴ . ۵
على هذا الأساس ، فإنّ جميع الأسماء الإلهيّة هي صفاته من وجهة نظر الأحاديث الإسلامية ، وجميع الصفات الإلهية هي أسماؤه .
وبعبارة اُخرى: يبدو أنّه ليس للّه ـ تعالى ـ اسم جامد وغير مشتق يكون علامة فقط ، ولا توجد صفة من الصفات الإلهية قد أخذت بنظر الاعتبار في جميع أسمائه ، حتى أنّ الاسم «اللّه » له مادة اشتقاق . ۶