231
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج8

6. عظمة ذكر «بسم اللّه »

لقد ذُكرت في الأحاديث الإسلامية ستّ خصوصيات بارزة ل «بسم اللّه الرحمن الرحيم» وهي : أوّلاً: إنّها أقرب الأسماء الإلهيّة إلى الاسم الأعظم ، ثانيا: إنّ بداية جميع الكتب السماوية بهذا الاسم ، ثالثا : إنّها أوّل كلام نزل على النبي الأعظم صلى الله عليه و آله ، رابعا : إنّها أعظم آية في القرآن ، خامسا : إنّها تاج جميع سور القرآن ۱ ، سادسا : إنّها جزء من الصلاة .
رغم أنّ حكمة هذه الخصائص وحقيقتها ليستا بمعلومتين تماما لنا إلّا ، أن هذه الخصائص تدلّ دون شكّ على عظمة هذا الذكر ودوره المؤثّر والمصيري في بناء النفس . كما أنّ آداب قول هذا الذكر ۲ وكتابته وتأكيد التعامل باحترام مع كتابة هذا الذكر دليل آخر على أهمّيته .

1.عدا سورة التوبة .

2.راجع : ص ۲۸۳ (الفصل الخامس : آداب البسملة) .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج8
230

5. معنى ذكر «بسم اللّه »

استنادا إلى ما رواه الشيخ الصدوق عن الإمام الرضا عليه السلام في تفسير هذا الذكر فإنّ ذكر «بسم اللّه » يعني في الحقيقة وسم عبودية اللّه ، وهذا هو نصّ الرواية :
مَعنى قَولِ القائِلِ : «بِسمِ اللّه ِ» أي أسِمُ عَلى نَفسي سِمَةً مِن سِماتِ اللّه ِ عز و جل وهِيَ العِبادَةُ . ۱
ويعني هذا التفسير الجميل الدقيق أنّ الشخص الوحيد الذي يصدق في قول هذا الذكر عند القيام بالأعمال ، هو الذي لا يرى نفسه مستقلاً حقيقةً بل يرى نفسه عبد اللّه ، ذلك لأنّ هذا الذكر علامة العبوديّة .
وبتعبير آخر ، فلا أحد يمكنه قول «بسم اللّه » صادقا إلّا إذا آمن أن «لا حول ولا قوّة إلّا باللّه » . ومثل هذا الشخص يمكنه أن يقول هذا الذكر حسب الرواية المنقولة عن أمير المؤمنين في تفسير «بسم اللّه » :
بِهذَا الاِسمِ أعمَلُ هذَا العَمَلَ . ۲
وأمّا الذي لا يرى للّه ِِ ـ تعالى ـ دورا في عمله ، فليس من حقّه أن يسم نفسه بسمة العبودية وينطق بصدق الذكر الشريف «بسم اللّه » .
وممّا يجدر ذكره أنه نقل في بعض المصادر عن الإمام علي عليه السلام في تفسير «بسم اللّه » أنه قال :
لَوشِئتُ لَأَوقَرتُ ۳ سَبعينَ بَعيرا مِن باءِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ» . ۴
ولكن جاء في بعض الروايات «في تفسير فاتحة الكتاب» ۵ بدلاً من «باء بسم اللّه الرحمن الرحيم» ، وحينئذٍ لا يكون للرواية علاقة بالموضوع الذي نحن بصدده .
إلّا أنّ كلا الروايتين تفتقران إلى سند معتبر ، وأضعف منهما ما نسب إلى الإمام عليّ عليه السلام :
أنَا النُّقطَةُ الَّتي تَحتَ الباءِ المَبسوطَةِ . ۶

1.راجع : ص ۲۴۱ ح ۹۲۸۴.

2.راجع : ص ۲۴۱ ح ۹۲۸۵ .

3.الوِقْر : الحِمْل . يقال : قد أوقر بعيره (الصحاح : ج ۲ ص ۸۴۸ «وقر») .

4.عوالي اللآلي : ج ۴ ص ۱۰۲ ح ۱۵۰ ، إحقاق الحقّ : ج ۷ ص ۵۹۵ نقلاً عن الشعراني في لطائف المنن وفيه «. . . لكم ثمانين بعيرا من معنى الباء» .

5.المناقب لابن شهر آشوب : ج ۲ ص ۴۳ .

6.مشارق أنوار اليقين : ص ۲۱ . وفي ينابيع المودّة : ج ۱ ص ۲۱۳ ح ۱۵ : «فِي الدُّرِّ المُنَظَّمِ : اِعلَم أنَّ جَميعَ أسرارِ الكُتُبِ السَّماوِيَّةِ فِي القُرآنِ ، وجَميعَ ما فِي القُرآنِ فِي الفاتِحَةِ ، وجَميعَ ما فِي الفاتِحَةِ فِي البَسمَلَةِ ، وجَميعَ ما فِي البَسمَلَةِ في باءِ البَسمَلَةِ ، وجَميعَ ما في باءِ البَسمَلَةِ فِي النُّقطَةِ الَّتي تَحتَ الباءِ ؛ وقالَ الإِمامُ عَليٌّ عليه السلام : أنَا النُّقطَةُ الَّتي تَحتَ الباءِ» .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج8
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 243652
الصفحه من 514
طباعه  ارسل الي