377
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج8

۹۶۸۴.عنه عليه السلامـ مِن كَلامٍ قالَهُ عِندَ تِلاوَتِهِ :«يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَ الْاصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَ لَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ»ـ :إنَّ اللّه َ سُبحانَهُ وتَعالى جَعَلَ الذِّكرَ جِلاءً لِلقُلوبِ ، تَسمَعُ بِهِ بَعدَ الوَقرَةِ ۱ ، وتُبصِرُ بِهِ بَعدَ العَشوَةِ ۲ ، وتَنقادُ بِهِ بَعدَ المُعانَدَةِ . وما بَرِحَ للّه ِِ ـ عَزَّت آلاؤُهُ ـ فِي البُرهَةِ بَعدَ البُرهَةِ ، وفي أزمانِ الفَتَراتِ ۳ ، عِبادٌ ناجاهُم في فِكرِهِم ، وكَلَّمَهُم في ذاتِ عُقولِهِم ، فَاستَصبَحوا بِنورِ يَقَظَةٍ فِي الأَبصارِ وَالأَسماعِ وَالأَفئِدَةِ ، يُذَكِّرونَ بِأَيّامِ اللّه ِ ، ويُخَوِّفونَ مَقامَهُ ، بِمَنزِلَةِ الأَدِلَّةِ فِي الفَلَواتِ ۴ ، مَن أخَذَ القَصدَ ۵ حَمِدوا إلَيهِ طَريقَهُ ، وبَشَّروهُ بِالنَّجاةِ ، ومَن أخَذَ يَمينا وشِمالاً ذَمُّوا إلَيهِ الطَّريقَ ، وحَذَّروهُ مِنَ الهَلَكَةِ ، وكانوا كَذلِكَ مَصابِيحَ تِلكَ الظُّلُماتِ ، وأَدِلَّةَ تِلكَ الشُّبُهاتِ .
وإنَّ لِلذِّكرِ لَأَهلاً، أخَذوهُ مِنَ الدُّنيا بَدَلاً ، فَلَم تَشغَلهُم تِجارَةٌ ولا بَيعٌ عَنهُ ، يَقطَعونَ بِهِ أيّامَ الحَياةِ ، ويَهتِفونَ بِالزَّواجِرِ عَن مَحارِمِ اللّه ِ في أسماعِ الغافِلينَ ، ويَأمُرونَ بِالقِسطِ ويَأتَمِرونَ بِهِ ، ويَنهَونَ عَنِ المُنكَر ويَتَناهَونَ عَنهُ ، فَكَأَنّما قَطَعوا الدُّنيا إلَى الآخِرَةِ وهُم فيها ، فَشاهَدوا ما وَراءَ ذلِكَ ، فَكَأَنَّمَا اطَّلَعوا غُيوبَ أهلِ البَرزَخِ في طُولِ الإِقامَةِ فيهِ ، وحَقَّقَتِ القِيامَةُ عَلَيهِم عِداتِها ، فَكَشَفوا غِطاءَ ذلِكَ لِأَهلِ الدُّنيا ، حَتّى كَأَنَّهُم يَرَونَ ما لا يَرَى النّاسُ ، ويَسمَعونَ ما لا يَسمَعونَ . ۶

1.الوَقْرة : هي المرّة من الوَقْر ؛ ثِقَل السمع (النهاية : ج ۵ ص ۲۱۳ «وقر») .

2.العَشْوَة : المرّة من العشا ؛ أي سوء البصر بالليل والنهار ، أو العمى (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۳۶۲ «عشا») .

3.الفَتْرة : ما بين الرسولين من رسل اللّه تعالى من الزمان الذي انقطعت فيه الرسالة (النهاية : ج ۳ ص ۴۰۸ «فتر») .

4.الفلاة : القَفْر أو المفازة لا ماءَ فيها ، أو الصحراء الواسعة (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۳۷۵ «فلا») .

5.القصد : الرشد . قصد في الأمر قصدا : توسّط وطلب الأسَدّ ، ولم يُجاوز الحدّ (المصباح المنير : ص ۵۰۵ «قصد») .

6.نهج البلاغة : الخطبة ۲۲۲ ، بحار الأنوار : ج ۶۹ ص ۳۲۵ ح ۳۹ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج8
376

۹۶۷۹.الإمام عليّ عليه السلامـ في بَيانِ صِفَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ـ :فَهُوَ إمامُ مَنِ اتَّقى ، وبَصيرَةُ مَنِ اهتَدى . ۱

۹۶۸۰.عنه عليه السلامـ في ذِكرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ـ :طَبيبٌ دَوّارٌ بِطِبِّهِ ، قَد أحكَمَ مَراهِمَهُ ۲ وأَحمى مَواسِمَهُ ۳ ، يَضَعُ ذلِكَ حَيثُ الحاجَةُ إلَيهِ ؛ مِن قُلوبٍ عُميٍ ، وآذانٍ صُمٍّ ، وأَلسِنَةٍ بُكمٍ ۴ ، مُتَتَبِّعٌ بِدَوائِهِ مَواضِعَ الغَفلَةِ ، ومَواطِنَ الحَيرَةِ . ۵

۹۶۸۱.عنه عليه السلام :أرى نُورَ الوَحيِ والرِّسالَةِ، وأَشُمُّ رِيحَ النُّبُوَّةِ ، ولقد سَمِعتُ رَنَّةَ الشَّيطانِ حينَ نَزَلَ الوَحيُ علَيهِ صلى الله عليه و آله ، فقلتُ : يا رسولَ اللّه ِ ، ما هذهِ الرَّنَّةُ ؟ فقالَ : هذا الشَّيطانُ قد أيِسَ مِن عِبادَتِهِ ، إنّكَ تَسمَعُ ما أسمَعُ ، وتَرى ما أرى ، إلّا أ نَّكَ لَستَ بِنَبيٍّ ، ولكنَّكَ لَوَزيرٌ ، وإنّكَ لَعَلى خَيرٍ . ۶

۹۶۸۲.عنه عليه السلام :إنّي لَعَلى بَيِّنَةٍ مِن رَبّي ، وبَصيرَةٍ مِن ديني ، ويَقينٍ مِن أمري . ۷

۹۶۸۳.عنه عليه السلامـ مِن خُطبَةٍ لَهُ يومي فيها إلَى المَلاحِمِ وَالفِتَنِ ـ :ثُمَّ لَيُشحَذَنَّ فيها [أيِ الفِتنَةِ ]قَومٌ شَحذَ القَينِ ۸ النَّصلَ ، تُجلى بِالتَّنزيلِ أبصارُهُم ... وطالَ الأَمَدُ بِهِم لِيَستَكمِلُوا الخِزيَ ، ويَستَوجِبُوا الغِيَرَ ، حَتّى إذَا اخلَولَقَ ۹ الأَجَلُ ، وَاستَراحَ قَومٌ إلَى الفِتَنِ ، وأَشالوا عَن لَقاحِ حَربِهِم ، لَم يَمُنّوا عَلَى اللّه ِ بِالصَّبرِ ، ولَم يَستَعظِموا بَذلَ أنفُسِهِم فِي الحَقِّ ، حَتّى إذا وافَقَ وارِدُ القَضاءِ انقِطاعَ مُدَّةِ البَلاءِ ، حَمَلوا بَصائِرَهُم عَلى أسيافِهِم ، ودانوا لِرَبِّهِم بِأَمرِ واعِظِهِم . ۱۰

1.نهج البلاغة : الخطبة ۹۴ ، بحار الأنوار : ج ۱۶ ص ۳۷۹ ح ۹۱ .

2.المرهَمُ : شيء يوضع على الجراحات (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۷۴۰ «رهم») .

3.مَواسِم : جمع ميسم : اسم الآلة التي يُكوى بها (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۹۳۵ «وسم») .

4.بُكم : جمع أبكم ، هو الذي خُلِقَ أخرس لا يتكلّم (النهاية : ج ۱ ص ۱۵۰ «بكم») .

5.نهج البلاغة : الخطبة ۱۰۸ ، غرر الحكم : ج۴ ص ۲۶۰ ح ۶۰۳۳ وفيه «يتتبع» بدل «متتبع» ، بحار الأنوار : ج ۳۴ ص ۲۴۰ ح ۹۹۹ .

6.نهج البلاغة : الخطبة ۱۹۲ ، بحار الأنوار : ج ۱۴ ص ۴۷۶ ح ۳۷ .

7.غرر الحكم : ج۳ ص ۴۲ ح ۳۷۷۲ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ۱۶۹ ح ۳۵۵۸ وفيه «في» بدل «من» في الموضعين الأخيرين .

8.القَينِ : الحَدّاد (النهاية : ج ۴ ص ۱۳۵ «قين») .

9.اخلَولَقَ الأَجلُ : إذا تقادم عهده (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۵۴۸ «خلق») .

10.نهج البلاغة : الخطبة ۱۵۰ ، بحار الأنوار : ج ۲۹ ص ۶۱۶ ح ۲۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج8
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 277993
الصفحه من 514
طباعه  ارسل الي