115
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10

قُلتُ لَهُ : لَيسَ كُلُّ مَن يَسأَلُ مُستَحِقّاً ! فَقالَ : يا ثابِتُ ، أخافُ أن يَكونَ بَعضُ مَن يَسأَ لُنا مُحِقّا ۱ فَلا نُطعِمَهُ ونَرُدَّهُ ، فَيَنزِلَ بِنا أهلَ البَيتِ ما نَزَلَ بِيَعقوبَ وآلِهِ ، أطعِموهُم أطعِموهُم .
إنَّ يَعقوبَ كانَ يَذبَحُ كُلَّ يَومٍ كَبشاً ، فَيَتَصَدَّقُ مِنهُ ويَأكُلُ هُوَ وعِيالُهُ مِنهُ ، وإنَّ سائِلاً مُؤمِناً صَوّاماً مُحِقّا ۲ لَهُ عِندَ اللّهِ مَنزِلَةٌ ، وكانَ مُجتازاً غَريباً اعتَرَّ ۳ عَلى بابِ يَعقوبَ عَشِيَّةَ جُمُعَةٍ عِندَ أوانِ إفطارِهِ، يَهتِفُ عَلى بابِهِ : «أطعِمُوا السّائِلَ المُجتازَ الغَريبَ الجائِعَ مِن فَضلِ طَعامِكُم» ، يَهتِفُ بِذلِكَ عَلى بابِهِ مِراراً وهُم يَسمَعونَهُ وقَد جَهِلوا حَقَّهُ ولَم يُصَدِّقوا قَولَهُ ، فَلَمّا يَئِسَ أن يُطعِموهُ وغَشِيَهُ اللَّيلُ ، استَرجَعَ ۴ وَاستَعبَرَ وشَكا جوعَهُ إلَى اللّهِ عز و جل ، وباتَ طاوِياً ۵ ، وأَصبَحَ صائِماً جائِعاً صابِراً حامِداً للّهِِ ، وباتَ يَعقوبُ وآلُ يَعقوبَ شِباعاً بِطاناً ۶ ، وأَصبَحوا وعِندَهُم فَضلَةٌ مِن طَعامِهِم .
قالَ : فَأَوحَى اللّهُ عز و جل إلى يَعقوبَ في صَبيحَةِ تِلكَ اللَّيلَةِ : لَقَد أذلَلتَ يا يَعقوبُ عَبدي ذِلَّةً استَجرَرتَ بِها غَضَبي ، وَاستَوجَبتَ بِها أدَبي ونُزولَ عُقوبَتي وبَلوايَ عَلَيكَ وعَلى وُلدِكَ ، يا يَعقوبُ ! إنَّ أحَبَّ أنبِيائي إلَيَّ وأَكرَمَهُم عَلَيَّ مَن رَحِمَ مَساكينَ عِبادي وقَرَّبَهُم إلَيهِ وأَطعَمَهُم ، وكانَ لَهُم مَأوىً ومَلجَأً ، يا يَعقوبُ ! أما رَحِمتَ ذِميالَ عَبدِيَ المُجتَهِدَ في عِبادَتِي القانِعَ بِاليَسيرِ مِن ظاهِرِ الدُّنيا عِشاءَ أمسِ لَمَّا اعتَرَّ بِبابِكَ عِندَ أوانِ إفطارِهِ وهَتَفَ بِكُم : أطعِمُوا السّائِلَ الغَريبَ المُجتازَ القانِعَ ؟ فَلَم تُطعِموهُ

1.في بحار الأنوار : «مستحقّا» .

2.اعترّه واعترّ به : إذا أتاه فطلب معروفه (لسان العرب : ج ۴ ص ۵۵۷ «عرر») .

3.استرجع : أي قال : إنّا للّه وإنا إليه راجعون (لسان العرب : ج ۸ ص ۱۱۷ «رجع») .

4.الطوى : الجوع (الصحاح : ج ۶ ص ۲۴۱۵ «طوى») .

5.بَطِنَ ـ بالكسر ـ يبطن بطنا: عظم بطنه من الشبع (الصحاح: ج ۵ ص ۲۰۷۹ «بطن»).


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
114

1 / 9

اِبتِلاءُ يوسُفَ عليه السلام

الكتاب

« إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ إِنِّى رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِى سَاجِدِينَ * قَالَ يَابُنَىَّ لَا تَقْصُصْ رُءْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ » . ۱

« فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَ أَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِى غَيَابَتِ الْجُبِّ وَ أَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَ هُمْ لَا يَشْعُرُونَ » . ۲

« وَ رَاوَدَتْهُ الَّتِى هُوَ فِى بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَ غَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَ قَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّى أَحْسَنَ مَثْوَاىَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ * وَ لَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّءَا بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَ الْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ » . ۳

« قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَ أَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ * قَالُواْ أَءِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَ هَـذَا أَخِى قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَ يَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ » . ۴

الحديث

۱۱۱۳۶.علل الشرائع عن الثُّماليّ :صَلَّيتُ مَعَ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام الفَجرَ بِالمَدينَةِ يَومَ جُمُعَةٍ ، فَلَمّا فَرَغَ مِن صَلاتِهِ وسُبحَتِهِ نَهَضَ إلى مَنزِلِهِ وأَنَا مَعَهُ ، فَدَعا مَولاةً لَهُ تُسَمّى سُكَينَةَ ، فَقالَ لَها : لا يَعبُر عَلى بابي سائِلٌ إلّا أطعَمتُموهُ ، فَإِنَّ اليَومَ يَومُ الجُمُعَةِ ،

1.يوسف : ۴ و۵ .

2.يوسف : ۱۵ .

3.يوسف : ۲۳ و ۲۴ .

4.يوسف : ۸۹ و ۹۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 120214
الصفحه من 531
طباعه  ارسل الي