133
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10

إن عاشَ لَهُ وَلَدٌ لَنَلقَيَنَّ مِنهُ ما لَقينا مِن أبيهِ مِنَ البَلاءِ . فَأَشفَقَ عليه السلام مِنهُم عَلَيهِ ، فَاستَرضَعَهُ فِي المُزنِ ؛ وهُوَ السَّحابُ . فَلَم يُشعِر إلّا وقَد وُضِعَ عَلى كُرسِيِّهِ مَيِّتا ؛ تَنبيها عَلى أنَّ الحَذَرَ لا يَنفَعُ عَنِ القَدَرِ ، فَإِنَّما عوتِبَ عليه السلام عَلى خَوفِهِ مِنَ الشَّياطينِ .
عَنِ الشَّعبِيِّ ، وهُوَ المَروِيُّ عَن أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام . ۱

1 / 16

اِبتِلاءُ أيّوبَ عليه السلام

الكتاب

«وَ أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّى مَسَّنِىَ الضُّرُّ وَ أَنتَ أَرْحَمُ الرَّ حِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَ ءَاتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَ مِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَ ذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ» . ۲

«وَ اذْكُرْ عَبْدَنَا أَىُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّى مَسَّنِىَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَ عَذَابٍ» . ۳

الحديث

۱۱۱۴۷.الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلام :إنَّ أيّوبَ عليه السلام ابتُلِيَ مِن غَيرِ ذَنبٍ ، وإنَّ الأَنبِياءَ لا يُذنِبونَ ؛ لِأَ نَّهُم مَعصومونَ مُطَهَّرونَ ، لا يُذنِبونَ ولا يَزيغونَ ، ولا يَرتَكِبونَ ذَنبا صَغيرا ولا كَبيرا .
وقالَ عليه السلام : إنَّ أيّوبَ عليه السلام مَعَ جَميعِ مَا ابتُلِيَ بِهِ لَم يُنتِن لَهُ رائِحَةٌ ، ولا قَبُحَت لَهُ صورَةٌ ، ولا خَرَجَت مِنهُ مِدَّةٌ ۴ مِن دَمٍ ولا قَيحٍ ، ولَا استَقذَرَهُ أحَدٌ رَآهُ ، ولَا استَوحَشَ مِنهُ أحَدٌ شاهَدَهُ ، ولا يُدَوَّدُ شَيءٌ مِن جَسَدِهِ ، وهكَذا يَصنَعُ اللّهُ عز و جلبِجَميعِ مَن يَبتَليهِ

1.مجمع البيان : ج ۸ ص ۷۴۱ ، بحار الأنوار : ج ۱۴ ص ۱۰۷ .

2.الأنبياء : ۸۳ و ۸۴ .

3.ص : ۴۱ .

4.المِدّة ـ بالكسر ـ : ما يجتمع في الجرح من القيح (الصحاح: ج ۲ ص ۵۳۷ «مدد»).


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
132

«وَ دَاوُودَ وَ سُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِى الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَ كُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ * فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَ كُلاًّ ءَاتَيْنَا حُكْمًا وَ عِلْمًا وَ سَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَ الطَّيْرَ وَ كُنَّا فَاعِلِينَ» . ۱

الحديث

۱۱۱۴۵.تفسير القمّي :«وَ لَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ * قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِى وَهَبْ لِى مُلْكًا لَا يَنبَغِى لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِى إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ» ؛ وهُوَ أنَّ سُلَيمانَ لَمّا تَزَوَّجَ بِاليَمانِيَّةِ وُلِدَ مِنهَا ابنٌ وكانَ يُحِبُّهُ ، فَنَزَلَ مَلَكُ المَوتِ عَلى سُلَيمانَ وكانَ كَثيرا ما يَنزِلُ عَلَيهِ ، فَنَظَرَ إلَى ابنِهِ نَظَرا حَديدا ، فَفَزِعَ سُلَيمانُ مِن ذلِكَ ، فَقالَ لِاُمِّهِ : إنَّ مَلَكَ المَوتِ نَظَرَ إلَى ابني نَظرَةً أظُنُّهُ قَد اُمِرَ بِقَبضِ روحِهِ . فَقالَ لِلجِنِّ وَالشَّياطينِ : هَل لَكُم حيلَةٌ في أن تُفِرّوهُ مِنَ المَوتِ ؟
فَقالَ واحِدٌ مِنهُم : أنَا أضَعُهُ تَحتَ عَينِ الشَّمسِ فِي المَشرِقِ ، فَقالَ سُلَيمانُ : إنَّ مَلَكَ المَوتِ يُخرِجُ ما بَينَ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ . فَقالَ واحِدٌ مِنهُم : أنَا أضَعُهُ فِي الأَرضِ السّابِعَةِ ، فَقالَ : إنَّ مَلَكَ المَوتِ يَبلُغُ ذلِكَ . فَقالَ آخَرُ : أنَا أضَعُهُ فِي السَّحابِ وَالهَواءِ . فَرَفَعَهُ ووَضَعَهُ فِي السَّحابِ .
فَجاءَ مَلَكُ المَوتِ فَقَبَضَ روحَهُ فِي السَّحابِ ، فَوَقَعَ جَسَدُهُ مَيِّتا عَلى كُرسِيِّ سُلَيمانَ ، فَعَلِمَ أنَّهُ قَد أخطَأَ ، فَحَكَى اللّهُ ذلِكَ في قَولِهِ : «وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ * قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِى وَهَبْ لِى مُلْكًا لَا يَنبَغِى لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِى إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ * فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِى بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ»۲ . ۳

۱۱۱۴۶.مجمع البيان :رُوِيَ أنَّ الجِنَّ وَالشَّياطينَ لَمّا وُلِدَ لِسُلَيمانَ عليه السلام ابنٌ ، قالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ :

1.الأنبياء : ۷۸ و ۷۹ .

2.ص : ۳۴ ـ ۳۶ .

3.تفسير القمّي : ج ۲ ص ۲۳۵ ، بحار الأنوار : ج ۱۴ ص ۹۹ ح ۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 120195
الصفحه من 531
طباعه  ارسل الي