153
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10

بَـ?يسِم بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ» 1 . 2

۱۱۱۵۲.تفسير الطبري عن ابن عبّاس :إنَّ اللّهَ إنَّمَا افتَرَضَ عَلى بَني إسرائيلَ اليَومَ الَّذِي افتَرَضَ عَلَيكُم في عيدِكُم يَومَ الجُمُعَةِ ، فَخالَفوا إلَى السَّبتِ فَعَظَّموهُ وتَرَكوا ما اُمِروا بِهِ ، فَلَمّا أبَوا إلّا لُزومَ السَّبتِ ابتَلاهُمُ اللّهُ فيهِ ، فَحَرَّمَ عَلَيهِم ما أحَلَّ لَهُم في غَيرِهِ . وكانوا في قَريَةٍ بَينَ أيلَةَ وَالطّورِ يُقالُ لَها «مَديَنَ» ، فَحَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِم فِي السَّبتِ الحيتانَ ؛ صَيدَها وأَكلَها ، وكانوا إذا كانَ يَومُ السَّبتِ أقبَلَت إلَيهم شُرَّعا إلى ساحِلِ بَحرِهِم ، حَتّى إذا ذَهَبَ السَّبتُ ذَهَبنَ ، فَلَم يَرَوا حوتا صَغيرا ولا كَبيرا . حَتّى إذا كانَ يَومُ السَّبتِ أتَينَ إلَيهِم شُرَّعا ، حَتّى إذا ذَهَبَ السَّبتُ ذَهَبنَ .
فَكانوا كَذلِكَ ، حَتّى إذا طالَ عَلَيهِمُ الأَمَدُ وقَرِموا ۳ إلَى الحيتانِ ، عَمَدَ رَجُلٌ مِنهُم فَأَخَذَ حوتا ـ سِرّا ـ يَومَ السَّبتِ فَخَزَمَهُ ۴ بِخَيطٍ ثُمَّ أرسَلَهُ فِي الماءِ ، وأَوتَدَ لَهُ وَتِدا فِي السّاحِلِ ، فَأَوثَقَهُ ثُمَّ تَرَكَهُ ، حَتّى إذا كانَ الغَدُ جاءَ فَأَخَذَهُ ؛ أي إنّي لَم آخُذهُ في يَومِ السَّبتِ ! ثُمَّ انطَلَقَ بِهِ فَأَكَلَهُ .
حَتّى إذا كانَ يَومُ السَّبتِ الآخَرُ عادَ لِمِثلِ ذلِكَ ، ووَجَدَ النّاسُ ريحَ الحيتانِ ، فَقالَ أهلُ القَريَةِ : وَاللّهِ لَقَد وَجَدنا ريحَ الحيتانِ ، ثُمَّ عَثَروا عَلى ما صَنَعَ ذلِكَ الرَّجُلُ . قالَ : فَفَعَلوا كَما فَعَلَ ، وأَكَلوا سِرّا زَمانا طَويلاً ، لَم يُعَجِّلِ اللّهُ عَلَيهِم بِعُقوبَةٍ حَتّى صادوها عَلانِيَةً وباعوها بِالأَسواقِ .
وقالَت طائِفَةٌ مِنهُم مِن أهلِ التَّقِيَّةِ : وَيَحكُمُ ، اتَّقُوا اللّهَ ! ونَهَوهُم عَمّا كانوا

1.الأعراف : ۱۶۵ .

2.تفسير القمّي : ج ۱ ص ۲۴۴ ، تفسير العيّاشي : ج ۲ ص ۳۳ ح ۹۳ ، سعد السعود : ص ۱۱۸ ، بحار الأنوار : ج ۱۴ ص ۵۲ ح ۵ .

3.القَرَمُ : هي شِدَّةُ شهوَة اللحم حتّى لا يصبر عنه (النهاية : ج ۴ ص ۴۹ «قرم») .

4.الخِزامَةُ : حَلَقَةٌ من شعرٍ تُجعل في أحد جانبي منخري البعير (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۱۷۴ «خزم») .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
152

مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا» ؟ فَقالَتِ الطّائِفَةُ الَّتي وَعَظَتهُم : «مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ» .
قالَ : فَقالَ اللّهُ جَلَّ وعَزَّ : «فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ» 1 ؛ يَعني لَمّا تَرَكوا ما وُعِظوا بِهِ مَضَوا عَلَى الخَطيئَةِ ، فَقالَتِ الطّائِفَةُ الَّتي وَعَظَتهُم : لا وَاللّهِ لا نُجامِعُكُم ولا نُبايِتُكُمُ اللَّيلَةَ في مَدينَتِكُم هذِهِ الَّتي عَصَيتُمُ اللّهَ فيها ؛ مَخافَةَ أن يَنزِلَ بِكُمُ البَلاءُ فَيَعُمَّنا مَعَكُم .
قالَ : فَخَرَجوا عَنهُم مِنَ المَدينَةِ ؛ مَخافَةَ أن يُصيبَهُمُ البَلاءُ ، فَنَزَلوا قَريبا مِنَ المَدينَةِ فَباتوا تَحتَ السَّماءِ ، فَلَمّا أصبَحَ أولِياءُ اللّهِ المُطيعونَ لِأَمرِ اللّهِ ، غَدَوا لِيَنظُروا ما حالُ أهلِ المَعصِيَةِ ، فَأَتَوا بابَ المَدينَةِ فَإِذا هُوَ مُصمِتٌ ، فَدَّقوهُ فَلَم يُجابوا ولَم يَسمَعوا مِنها خَبَرا واحِدا 2 ، فَوَضَعوا سُلَّما عَلى سورِ المَدينَةِ ثُمَّ أصعَدوا رَجُلاً مِنهُم فَأَشرَفَ عَلَى المَدينَةِ ، فَنَظَرَ فَإِذا هُوَ بِالقَومِ قِرَدَةً يَتَعاوَونَ .
فَقالَ الرَّجُلُ لِأَصحابِهِ : يا قَومِ! أرى وَاللّهِ عَجَبا ، قالوا : وما تَرى ؟ قالَ : أرَى القَومَ قَد صاروا قِرَدَةً يَتَعاوَونَ ولَها أذنابٌ . فَكَسَرُوا البابَ . قالَ : فَعَرَفَتِ القِرَدَةُ أنسابَها مِنَ الإِنسِ ولَم تَعرِفِ الإِنسُ أنسابَها مِنَ القِرَدَةِ ، فَقالَ القَومُ لِلقِرَدَةِ : ألَم نَنهَكُم ؟ !
فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : وَالَّذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ ! إنّي لَأَعرِفُ أنسابَها مِن هذِهِ الاُمَّةِ ، لا يُنكِرونَ ولا يُغَيِّرونَ ، بَل تَرَكوا ما اُمِرُوا بِهِ فَتَفَرَّقوا ، وقَد قالَ اللّهُ عز و جل : «فَبُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ» 3 ، فَقالَ 4 اللّهُ : «أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَـلَمُواْ بِعَذَابِم

1.الأعراف: ۱۶۵.

2.في بحار الأنوار : «حِسَّ أحَدٍ» بدل «خبرا واحِدا» .

3.المؤمنون : ۴۱ .

4.في تفسير العيّاشي : «وقال» بدل «فقال» .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 120303
الصفحه من 531
طباعه  ارسل الي