211
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10

المعنى :
« وَ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُواْ فَقَدِ احْتَمَلُواْ بُهْتَانًا وَ إِثْمًا مُّبِينًا » . ۱
وقد أبان الإمام الصادق عليه السلام ـ استناداً إلى نقل الكليني رحمه الله ـ الفرقَ بين الغيبة والبهتان حيث قال :
الغيبَةُ أن تَقولَ في أخيكَ ما سَتَرَهُ اللّهُ عَلَيهِ ، وأَمَّا الأَمرُ الظّاهِرُ فيهِ مِثلُ الحِدَّةِ وَالعَجَلَةِ فَلا ، وَالبُهتانُ أن تَقولَ فيهِ ما لَيسَ فيهِ . ۲
جدير ذكره أنّ نسبة الزنا واللواط إلى الشخص المسلم دون دليل وحجة شرعية ـ وهما شهادة أربعة عدول ـ تعتبر في الإسلام بهتاناً حتى مع العلم بصحة تلك النسبة . يقول القرآن الكريم مشيراً إلى هذا المعنى :
« لَّوْلَا جَاءُو عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُواْ بِالشُّهَدَاءِ فَأُوْلَـئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ ... وَ لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَـذَا سُبْحَانَكَ هَـذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ » . ۳
وعلى هذا الأساس ، فإنَّ الذي يعلم بأنّ أحد المسلمين قد ارتكب هذا الذنب ، إلّا أنه ليس بمقدوره أن يأتي بأربعة شهود عدول لإثبات ادعائه ، ليس من حقّه أن ينسب الزنا إليه ، وإذا ما فعل ذلك ، عوقب بثمانين جلدة حسب النصّ الصريح للقرآن :
«وَ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُواْ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَ لَا تَقْبَلُواْ لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ » . ۴

1.الأحزاب : ۵۸ .

2.ص ۲۲۳ ح ۱۱۲۸۳ .

3.النور : ۱۳ ـ ۱۶ .

4.النور : ۴ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
210

و يقول الراغب :
قالَ اللّهُ عز و جل : « فَبُهِتَ الَّذِى كَفَرَ »۱ أي دُهِشَ وتَحَيَّرَ . وقَد بَهَتَهُ ، قالَ عز و جل : « هَـذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ »۲ ، أي كَذِبٌ يُبهِتُ سامِعَهُ لِفظاعَتِهِ . ۳

الفرق بين « البهتان » و« التهمة »

جدير بالقول أنّ البعض يعتبر «البهتان» و«التهمة» مترادفَين ، في حين أنّ «التهمة» اسم مصدر من مادة «وهم» بمعنى سوء الظنّ .
يقول ابن منظور في بيان معنى «التهمة» :
التُّهَمَةُ أصلُهَا الوُهَمَةُ مِنَ الوَهمِ ، ويُقالُ : اِتَّهَمتُهُ اِفتِعالٌ مِنهُ . [قالَ ]الجَوهَرِيُّ : اِتَّهَمتُ فُلانا بِكَذا ، وَالاِسمُ التُّهَمَةُ ـ بالتحريك ـ . [قالَ] ابنُ سَيِّدَةَ : التُّهَمَةُ : الظَّنُّ ... [قالَ] سيبَوَيهِ : اِتَّهَمَ الرَّجُلَ وأَتهَمَهُ وأَوهَمَهُ : أدخَلَ عَلَيهِ التُّهَمَةَ أي ما يُتَّهَمُ عَلَيهِ ... . ۴
وبناءً على ذلك ، فإنّ كون النسبة كذباً واضحة للناسب في «البهتان» ، خلافا للتّهمة فإنّه ليس مطمئنّاً بكذبه بل إنّ سوء الظنّ هو الذي يؤدّي إلى تلك النسبة ، ولذلك فإنّنا سوف نطرح روايات «التهمة» في مبحث «الظن» .

«البهتان» في الكتاب والسنة

استُخدمت كلمة «البهتان» في الكتاب والسنة بنفس معناها اللغوي ، أي نسبة شيء كذبا إلى شخص يعلم الناسب أنه بريء منه ، ويذكر القرآن الكريم مشيراً إلى هذا

1.البقرة : ۲۵۸ .

2.النور : ۱۶ .

3.مفردات ألفاظ القرآن : ص ۱۴۸ « بهت » .

4.لسان العرب : ج ۱۲ ص ۶۴۴ «وهم» .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 120314
الصفحه من 531
طباعه  ارسل الي