215
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10

د ـ نسبة الولد غير الشرعي إلى الزوج

و من السنن الاُخرى التي كانت سائدة في الجاهلية أنّ بعض النساء كنّ ينسبن أولادهنّ غير الشرعيّين إلى أزواجهن ، حيث أمرَ اللّهُ تعالى النبيَ صلى الله عليه و آله أن يطلب من النساء اجتناب الذنب المذكور حين مبايعتهنّ له ، ضمن تعهّدهنّ باجتناب عددٍ من الذنوب التي كانت شائعة في ذلك العهد :
« يَـأَيُّهَا النَّبِىُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْـ?ا وَ لَا يَسْرِقْنَ وَ لَا يَزْنِينَ وَ لَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَ لَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَ أَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِى مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ » . ۱

2 . فداحة ذنب البهتان وعقوبته

ترى الروايات الإسلامية ۲ أنّ ذنب البهتان أثقل من جبال الأرض ، وأثقل من السماء وكواكبها ، بل هو أشدّ من أيّ ذنبٍ آخر . وأنّ الشرك هو الذنب الوحيد الذي يعدل ذنب البهتان :
البُهتانُ عُدِلَ بِالشِّركِ بِاللّهِ . ۳
ولذلك ، فقد اعتبر الشخص الذي يرتكب البهتان أسوء البشر ، وسوف لا يحيق به أشدّ أنواع العذاب في جهنّم فحسب ، بل إنّ عذاب الضمير سوف يقضّ مضجعه في هذه الدنيا أيضاً . ۴

1.الممتحنة : ۱۲ .

2.راجع: ص ۲۲۹ ( الفصل الثاني: ذمّ الباهت والبهتان ) .

3.راجع : ص ۲۳۰ ح ۱۱۲۹۱.

4.راجع : ص ۲۳۹ ( الفصل الرابع: جزاء الباهت ) .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
214

بشدة عن نشر هذه الشائعة العديمة الأساس ودعا إلى التصدي لها :
« وَ لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَـذَا سُبْحَانَكَ هَـذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ » . ۱
وفي الحقيقة فإنّ هذه الآية لم تطلب من المسلمين عدم الترويج لهذه الشائعة فحسب ، بل تطلب منهم أيضا أن يسعوا من أجل الحيلولة دون انتشارها ، ثم تمضي الآيات التي نزلت في هذا الشأن ، إلى تهديد الأشخاص الذين يرجفون بهذه الشائعات ، حيث تقول :
« إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِى الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى الدُّنْيَا وَ الْأَخِرَةِ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ وَ أَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ » . ۲

ج ـ البهتان على الزوجة من أجل سلبها مهرها

من السنن الخاطئة التي كانت سائدة في العصر الجاهلي أنّ بعض الرجال كانوا يتّهمون زوجاتهم السابقات بالزنا عند تزوجهم من نساء اُخريات كي يسلبوهنّ مهورهنّ ، وقد اعتبر القرآنُ هذا العملَ إثماً مبيناً ، ونهى عنه قائلاً :
« وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَءَاتَيْتُمْ إِحْدَيهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْـ?ا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا » . ۳

1.النور : ۱۶ .

2.النور : ۱۹ .

3.النساء : ۲۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 118490
الصفحه من 531
طباعه  ارسل الي