257
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10

باعتباره «نفسه» ، تثبت بوضوحٍ أنّ أيّاً من الصحابة لم يكن كالإمام عليّ عليه السلام يستحقّ الخلافة بعد النبي صلى الله عليه و آله مباشرة ، ولذلك فإنّ المأمون عندما سأل الإمام الرضا عليه السلام :
مَا الدَّليلُ عَلى خِلافَةِ جَدِّكَ [عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ]؟ قالَ عليه السلام : «أَنفُسَنَا» ، فَقالَ المَأمونُ : لَولا «نِسَاءَنَا» ! فَقالَ الرِّضا عليه السلام : لَولا «أَبْنَاءَنَا» ! فَسَكَتَ المَأمونُ . ۱

تكريم يوم المباهلة

تفيد بعض الروايات بأنّ اليوم الرابع والعشرين من ذي الحجّة ۲ ، هو يوم ميعاد مباهلة النبيّ صلى الله عليه و آله مع ممثّلي نصارى نجران ، حيث امتنعوا عن المباهلة وقبلوا المصالحة . وقد ذكرت روايات أهل البيت عليهم السلام آدابا وأعمالاً ۳ لهذا اليوم ينبغي للمجتمع المسلم وخاصة المعنيين أن يحيطها باهتمامهم من أجل الانتفاع من بركات هذا اليوم المبارك ، وإحياء ذكرى حادثة المباهلة .

الشرعيّة العامة للمباهلة لإثبات الحق

يمكننا أن نستنبط من آية المباهلة الشرعيّة العامّة للمباهلة لإثبات الحقّ واتّضاحه بعد إقامة البرهان عليه ، كما أنّ روايات أهل البيت عليهم السلام ۴ وسيرة أئمّة الدين ۵ قد دلّت على ذلك أيضا ، ولذلك فإنّ الكثير من الفقهاء أفتَوا ۶ بشرعيّة

1.لتوضيح هذه الرواية راجع : ص ۳۳۳ الهامش ۲ .

2.توجد آراء حول يوم المباهلة وهي ۲۱ ، ۲۵ أو ۲۷ من ذي الحجّة ، إلا أنّ الشيخ الطوسي واستناداً لرواية اختار يوم ۲۴ ذي الحجة ، وقد اشتهر هذا القول (راجع : الإقبال : ج ۲ ص ۳۵۴ ، المصباح للكفعمي : ص ۵۱۵ ، المصباح المتهجد : ص ۷۵۹ و ۷۶۴ ) .

3.راجع : ص ۳۳۷ ( الفصل الرابع : آداب يوم المباهلة ) .

4.راجع : ص ۳۲۰ ( جواز مباهلة كلّ من جحد حقاً ) .

5.راجع : الغيبة : ص ۳۰۷ ح ۲۵۸ .

6.راجع : الكافي : ج ۱ ص ۳۲۸ ح ۲ و ج ۲ ص ۵۱۳ ح ۱ وفتح الباري : ج ۸ ص ۷۴ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
256

والسلام . وقد أثبتت هذه الحادثة أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله كان يسعى في الخطوة الاُولى من تعامله مع القوى المعارضة له لدعوتها إلى الحقّ من خلال توظيف الحوار والمناظرة واستخدام الدليل والبرهان ، ثمّ يدعوهم في الخطوة الثانية ـ إن كانوا يؤمنون باللّه ـ إلى المباهلة وأن يحكم اللّه بينه وبينهم ، فإن لم يرضخوا للمباهلة أبرم معهم معاهدة سياسيّة إذا ما وافقوا على شروط الإسلام ، وبناءً على ذلك فإنّ استخدام الإسلام للقوّة في ساحة الحرب كان لتحطيم الموانع والسدود أمام الوعي والحرية وحسب .

3 . إثبات أفضلية أهل البيت عليهم السلام

اصطحب النبي صلى الله عليه و آله في حادثة المباهلة الحسنين عليهماالسلام لبيان مصداق «أبنائنا» ، وفاطمة لتجسيد مصداق «نساءنا» ، والإمام علياً عليه السلام لإظهار مصداق «أنفسنا» ، ووصفهم بأنّهم أهله ۱ . ومبادرة النبيّ صلى الله عليه و آله هذه تدلّ على أفضليّتهم على سائر الاُمّة الإسلامية ، ولذلك فقد احتجّ أهلُ البيت عليهم السلام في الكثير من الروايات بآية المباهلة لإثبات مكانتهم الإلهية والقرآنية في العديد من المواضع . ۲

4 . إثبات خلافة الإمام علي عليه السلام للنبيّ صلى الله عليه و آله بشكل مباشر

إن آية المباهلة إلى جانب مبادرة النبي صلى الله عليه و آله العملية في التعريف بالإمام عليّ عليه السلام

1.جاء في كتاب «المحاسن والمساوئ» عن رجل من بني هاشم : حَدَّثَني أبي قالَ : حَضَرتُ مَجلِسَ مُحَمَّدِ بنِ عائِشَةَ بِالبَصرَةِ ، إذ قامَ إلَيهِ رَجُلٌ مِن وَسَطِ الحَلقَةِ فَقالَ : يا أبا عَبدِالرَّحمنِ ، مَن أفضَلُ أصحابِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله فَقالَ : أبو بَكرٍ ، وعُمَرُ ، وعُثمانُ ، وطَلحَةُ ، وَالزُّبَيرُ ، وسَعدٌ ، وسَعيدٌ ، وعَبدُالرَّحمنِ بنُ عَوفٍ ، وأبو عُبَيدَةَ بنُ الجَرّاحِ . فَقالَ لَهُ : فَأَينَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام ؟ قالَ : يا هذا ! تَستَفتي عَن أصحابِهِ أم عَن نَفسِهِ ؟ قالَ : بَل عَن أصحابِهِ . قالَ : إنَّ اللّه َ تَبارَكَ وتَعالى يَقولُ : « قُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ » (آل عمران : ۶۱) ، فَكَيفَ يَكونُ أصحابُهُ مِثلَ نَفسِهِ ؟ ! (المحاسن والمساوئ : ص ۴۲) .

2.راجع : ص ۳۲۳ ( الفصل الثاني : احتجاجات أهل البيت عليهم السلام بقصة المباهلة ) .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 120259
الصفحه من 531
طباعه  ارسل الي