263
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10

فَقالَ الاُسقُفُ : أتَعرِفُ لَهُ يا مُحَمَّدُ أبا وَلَّدَهُ ؟
فَقالَ النَّبِيُ صلى الله عليه و آله : لَم يَكُن عَن نِكاحٍ فَيَكونَ لَهُ والِدٌ .
قالَ : فَكَيفَ قُلتَ : إنَّهُ عَبدٌ مَخلوقٌ ، وأَنتَ لَم تَرَ عَبدا مَخلوقا إلّا عَن نِكاحٍ ولَهُ والِدٌ ؟ !
فَأَنزَلَ اللّهُ تَعالَى الآياتِ مِن سورَةِ آلِ عِمرانَ إلى قَولِهِ : « إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ * الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُن مِّنَ الْمُمْتَرِينَ * فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ »۱ ، فَتَلاهَا النَّبِيُ صلى الله عليه و آله عَلَى النَّصارى ودَعاهُم إلَى المُباهَلَةِ وقالَ : إنَّ اللّهَ عَزَّ اسمُهُ أخبَرَني أنَّ العَذابَ يَنزِلُ عَلَى المُبطِلِ عَقيبَ المُباهَلَةِ ويُبَيِّنُ الحَقَّ مِنَ الباطِلِ بِذلِكَ .
فَاجتَمَعَ الاُسقُفُ مَعَ عَبدِ المَسيحِ وَالعاقِبِ عَلَى المَشوَرَةِ ، فَاتَّفَقَ رَأيُهُم عَلَى استِنظارِهِ إلى صَبيحَةِ غَدٍ مِن يَومِهِم ذلِكَ . فَلَمّا رَجَعوا إلى رِحالِهِم قالَ لَهُمُ الاُسقُفُ : اُنظُروا مُحَمَّدا في غَدٍ ، فَإِن غَدا بِوُلدِهِ وأَهلِهِ فَاحذَروا مُباهَلَتَهُ ، وإن غَدا بِأَصحابِهِ فَباهَلوهُ فَإِنَّهُ عَلى غَيرِ شَيءٍ .
فَلَمّا كانَ مِنَ الغَدِ جاءَ النَّبِيُ صلى الله عليه و آله آخِذا بِيَدِ أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ، وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ بَينَ يَدَيهِ يَمشِيانِ ، وفاطِمَةُ ـ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِم ـ تَمشي خَلفَهُ .
وخَرَجَ النَّصارى يَقدُمُهُم اُسقُفُّهُم ، فَلَمّا رَأَى النَّبِيَ صلى الله عليه و آله قَد أقبَلَ بِمَن مَعَهُ سَأَلَ عَنهُم ، فَقيلَ لَهُ : هذَا ابنُ عَمِّهِ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ، وهُوَ صِهرُهُ وأبو وُلدِهِ وأَحَبُّ

1.آل عمران : ۵۹ ـ ۶۱ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
262

ثُمَّ جاءَ الحُسَينُ رَضِيَ اللّهُ عَنهُ فَأَدخَلَهُ ، ثُمَّ فاطِمَةُ ، ثُمَّ عَلِيٌّ رَضِيَ اللّهُ عَنهُما ، ثُمَّ قالَ : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا»۱ .
وَاعلَم أنَّ هذِهِ الرِّوايَةَ كُالمُتَّفَقِ عَلى صِحَّتِها بَينَ أهلِ التَّفسيرِ وَالحَديثِ . ۲

1 / 3

قِصَّةُ المُباهَلَةِ بِرِوايَةِ الشَّيخِ المُفيدِ

۱۱۳۳۵.الإرشاد :لَمَّا انتَشَرَ الإِسلامُ بَعدَ الفَتحِ وما وَلِيَهُ مِنَ الغَزَواتِ المَذكورَةِ وقَوِيَ سُلطانُهُ ، وَفَدَ إلَى النَّبِيِ صلى الله عليه و آله الوُفودُ ، فَمِنهُم مَن أسلَمَ ، ومِنهُم مَنِ استَأمَنَ لِيَعودَ إلى قَومِهِ بِرَأيِهِ صلى الله عليه و آله فيهِم .
وكانَ فيمَن وَفَدَ عَلَيهِ أبو حارِثَةَ اُسقُفُّ نَجرانَ في ثَلاثينَ رَجُلاً مِنَ النَّصارى ، مِنهُمُ العاقِبُ وَالسَّيِّدُ وعَبدُ المَسيحِ ، فَقَدِمُوا المَدينَةَ وَقتَ صَلاةِ العَصرِ وعَلَيهِم لِباسُ الدّيباجِ وَالصُّلُبِ ، فَصارَ إلَيهِمُ اليَهودُ ، وتَساءَلوا بَينَهُم ، فَقالَتِ النَّصارى لَهُم : لَستُم عَلى شَيءٍ ، وقالَت لَهُمُ اليَهودُ : لَستُم عَلى شَيءٍ ، وفي ذلِكَ أنزَلَ اللّهُ سُبحانَهُ : « وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَىْ ءٍ وَ قَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَىْ ءٍ »۳ إلى آخِرِ الآيَةِ .
فَلَمّا صَلَّى النَّبِيُ صلى الله عليه و آله العَصرَ تَوَجَّهوا إلَيهِ يَقدُمُهُمُ الاُسقُفُ ، فَقالَ لَهُ : يا مُحَمَّدُ ، ما تَقولُ فِي السَّيِّدِ المَسيحِ ؟
فَقالَ النَّبِيُ صلى الله عليه و آله : عَبدٌ للّهِِ اصطَفاهُ وَانتَجَبَهُ .

1.الأحزاب : ۳۳ .

2.تفسير الفخر الرازي : ج ۸ ص ۸۸ .

3.البقرة : ۱۱۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 120326
الصفحه من 531
طباعه  ارسل الي