265
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10

وأَخَذَ القَومُ الكِتابَ وَانصَرَفوا . ۱

1 / 4

قِصَّةُ المُباهَلَةِ بِرِوايَةِ السَّيِّدِ ابنِ طاووسٍ قدّس سرّه

۱۱۳۳۶.الإقبالـ في بَيانِ إنفاذِ النَّبِيِ صلى الله عليه و آله لِرُسُلِهِ إلى نَصارى نَجرانَ ومُناظَرَتِهِم فيما بَينَهُم وظُهورِ تَصديقِهِ فيما دَعاهُم إلَيهِ ـ :رَوَينا ذلِكَ بِالأَسانيدِ الصَّحيحَةِ ، وَالرِّواياتِ الصَّريحَةِ إلى أبِي المُفَضَّلِ مُحَمَّدِ بنِ [عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ] ۲ المُطَّلِبِ الشَّيبانِيِ رحمه اللهمِن كِتابِ المُباهَلَةِ ، ومِن أصلِ كِتابِ الحَسَنِ بنِ إسماعيلَ بنِ أشناسٍ مِن كِتابِ عَمَلِ ذِي الحِجَّةِ ، فيما رَوَيناهُ بِالطُّرُقِ الواضِحَةِ عَن ذَوِي الهِمَمِ الصّالِحَةِ ، لا حاجَةَ إلى ذِكرِ أسمائِهِم ؛ لِأَنَّ المَقصودَ ذِكرُ كَلامِهِم .
قالوا : لَمّا فَتَحَ النَّبِيُ صلى الله عليه و آله مَكَّةَ ، وَانقادَت لَهُ العَرَبُ ، وأَرسَلَ رُسُلَهُ ودُعاتِهِ إلَى الاُمَمِ ، وكاتَبَ المَلِكَينِ ـ كِسرى وقَيصَرَ ـ يَدعوهُما إلَى الإِسلامِ ، وإلّا أقَرّا بِالجِزيَةِ وَالصَّغارِ ۳ ، وإلّا أذِنا بِالحَربِ العَوانِ ۴ ؛ أكبَرَ شَأنَهُ نَصارى نَجرانَ وخُلَطاؤُهُم مِن بَني عَبدِ المَدانِ وجَميعُ بَنِي الحارِثِ بنِ كَعبٍ ، ومَن ضَوى ۵ إلَيهِم ونَزَلَ بِهِم مِن دَهماءِ ۶ النّاسِ عَلَى اختِلافِهِم هُناكَ في دينِ النَّصرانِيَّةِ ، مِن الأروسِيَّةِ ۷ ،

1.الإرشاد : ج ۱ ص ۱۶۶ وراجع : تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۸۲ .

2.ما بين المعقوفين أثبتناه من الذريعة فقد ذكر للمؤلّف كتاب المباهلة ( راجع: الذريعة : ج ۱۹ ص ۴۷ الرقم ۲۴۳) .

3.الصَّغار ـ بالفتح ـ : الذلّ والضيم (الصحاح : ج ۲ ص ۷۱۳ «صغر») .

4.الحربُ العَوانُ : التي قُوتِلَ فيها مرّةً بعد مرّة (الصحاح : ج ۶ ص ۲۱۶۸ «عون») .

5.ضويت إليه أضوي ضويا : إذا أويت إليه وانضممت (الصحاح : ج ۶ ص ۲۴۱۰ «ضوا») .

6.دهماء الناس : جماعتهم (الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۲۴ «دهم») .

7.الأروسية : الذين يقولون إنّ عيسى عليه السلام ابن اللّه على جهة الاختصاص والإكرام ، ولا يجدون لذلك دفعا (تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل للباقلاني : ص ۱۹۴) .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
264

الخَلقِ إلَيهِ ، وهذانِ الطِّفلانِ ابنا بِنتِهِ مِن عَلِيٍّ ، وهُما مِن أحَبِّ الخَلقِ إلَيهِ ، وهذِهِ الجارِيَةُ بِنتُهُ فاطِمَةُ أعَزُّ النّاسِ عَلَيهِ وأَقرَبُهُم إلى قَلبِهِ .
فَنَظَرَ الاُسقُفُ إلَى العاقِبِ وَالسَّيِّدِ وعَبدِ المَسيحِ وقالَ لَهُم : اُنظُروا إلَيهِ قَد جاءَ بِخاصَّتِهِ مِن وُلدِهِ وأَهلِهِ لِيُباهِلَ بِهِم واثِقا بِحَقِّهِ ، وَاللّهِ ما جاءَ بِهِم وهُوَ يَتَخَوَّفُ الحُجَّةَ عَلَيهِ ، فَاحذَروا مُباهَلَتَهُ ، وَاللّهِ لَولا مَكانُ قَيصَرَ لَأَسلَمتُ لَهُ ، ولكِن صالِحوهُ عَلى ما يَتَّفِقُ بَينَكُم وبَينَهُ ، وَارجِعوا إلى بِلادِكُم وَارتَؤُوا لِأَنفُسِكُم . فَقالوا لَهُ : رَأيُنا لِرَأيِكَ تَبَعٌ .
فَقالَ الاُسقُفُ : يا أبَا القاسِمِ ، إنّا لا نُباهِلُكَ ولكِنّا نُصالِحُكَ ، فَصالِحنا عَلى ما نَنهَضُ بِهِ .
فَصالَحَهُمُ النَّبِيُ صلى الله عليه و آله عَلى ألفَي حُلَّةٍ مِن حُلَلِ الأَواقِيِّ ، قيمَةُ كُلِّ حُلَّةٍ أربَعونَ دِرهَما جِيادا ، فَما زادَ أو نَقَصَ كانَ بِحِسابِ ذلِكَ ، وكَتَبَ لَهُمُ النَّبِيُ صلى الله عليه و آله كِتابا بِما صالَحَهُم عَلَيهِ ، وكانَ الكِتابُ :
«بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، هذا كِتابٌ مِن مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ رَسولِ اللّهِ لِنَجرانَ وحاشِيَتِها ، في كُلِّ صَفراءَ وبَيضاءَ وثَمَرَةٍ ورَقيقٍ ، لا يُؤخَذُ مِنهُ شَيءٌ مِنهُم غَيرُ ألفَي حُلَّةٍ مِن حُلَلِ الأَواقِيِّ ، ثَمَنُ كُلِّ حُلَّةٍ أربَعونَ دِرهَما ، فَما زادَ أو نَقَصَ فَعَلى حِسابِ ذلِكَ ، يُؤَدّونَ ألفا مِنها في صَفَرٍ وأَلفا مِنها في رَجَبٍ ، وعَلَيهِم أربَعونَ دينارا مثواة رسولي مِمّا فَوقَ ذلِكَ ، وعَلَيهِم في كُلِّ حَدَثٍ يَكونُ بِاليَمَنِ مِن كُلِّ ذي عَدَنٍ ۱ عارِيَّةً مَضمونَةً ؛ ثَلاثونَ دِرعا وثَلاثونَ فَرَسا وثَلاثونَ جَمَلاً عارِيَّةً مَضمونَةً ، لَهُم بِذلِكَ جِوارُ اللّهِ وذِمَّةُ مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ ، فَمَن أكَلَ الرِّبا مِنهُم بَعدَ عامِهِم هذا فَذِمَّتي مِنهُ بَريئَةٌ» .

1.عَدَنَ فلانٌ بالمكان : أقام ، وعَدَنتُ البلَدَ : تَوَطّنتُه (لسان العرب : ج ۱۳ ص ۲۷۹ «عدن») .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 120306
الصفحه من 531
طباعه  ارسل الي