287
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10

قالَ السَّيِّدُ : أ لَم يَقُل ـ بَعدَ نَبذٍ طَويلٍ مِن كَلامٍ ـ :
«فَإذا طبّقت وقُطِّعَتِ الأَرحامُ ، وعَفَتِ الأَعلامُ ، بَعَثَ اللّهُ عَبدَهُ الفارِقليطا بِالرَّحمَةِ وَالمَعدِلَةِ . قالوا : ومَا الفارِقليطا يا مَسيحَ اللّهِ ؟ قالَ : أحمَدُ النَّبِيُّ الخاتِمُ الوارِثُ ، ذلِكَ الَّذي يُصَلّى عَلَيهِ حَيّا ويُصَلّى عَلَيهِ بَعدَما يَقبِضُهُ إلَيهِ ، بِابنِهِ الطّاهِرِ الخايِرِ ، يَنشُرُهُ اللّهُ في آخِرِ الزَّمانِ ، بَعدَمَا انقَضَّت ۱ عُرَى الدّينِ ، وخَبَتَ مَصابيحُ النّاموسِ ، وأفِلَت نُجومُهُ ، فَلا يَلبَثُ ذلِكَ العَبدُ الصّالِحُ إلّا أمَما ۲ حَتّى يَعودَ الدّينُ بِهِ كَما بَدَأَ ، ويُقِرُّ اللّهُ عز و جل سُلطانَهُ في عَبدِهِ ، ثُمَّ فِي الصّالِحينَ مِن عَقِبِهِ ، ويَنشُرُ مِنهُ حَتّى يَبلُغَ مُلكُهُ مُنقَطَعَ التُّرابِ» ؟
قالَ حارِثَةُ : كُلُّ ما قَد أنشَدتُما ۳ حَقٌّ ، لا وَحشَةَ مَعَ الحَقِّ ، ولا اُنسَ في غَيرِهِ ، فَمَه ؟ !
قالَ السَّيِّدُ : فَإِنَّ مِنَ الحَقِّ أن لا حَظَّ في هذِهِ الأُكرومَةِ لِلأَبتَرِ .
قالَ حارِثَةُ : إنَّهُ لَكَذلِكَ ، ولَيسَ ۴ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله .
قالَ السَّيِّدُ : إنَّكَ ما عَمِلَت إلّا لُدّا ۵ ، ألَم يُخبِرنا سَفرُنا وأَصحابُنا فيما تَجَسَّسنا مِن خَبَرِهِ ، أنَّ وَلَدَيهِ الذَّكَرَينِ ـ القُرَشِيَّةَ وَالقِبطِيَّةَ ـ بادا ، وغودِرَ مُحَمَّدٌ كَقَرنِ الأَعضَبِ ۶ ، موفٍ عَلى ضَريحِهِ ، فَلَو كانَ لَهُ بَقِيَّةٌ لَكانَ لَكَ بِذلِكَ مَقالاً ، إذا وَلَّت أنباؤُهُ الَّذي تَذكُرُ .

1.في بحارالأنوار : «انفصمت» بدل «انقضّت» .

2.الأمَم : اليسير (النهاية : ج ۱ ص ۶۹ «أمم») .

3.في بحار الأنوار «أشدتما بهذه المأثرة لأحمد وكرّرتما بها القول وهي» بدل «أنشدتما» .

4.في المصدر : «أليسَ» ، والتصويب من بحار الأنوار .

5.الألَدُّ : الخصم الجدل الشحيح الذي لا يزيغ إلى الحقّ ، وجمعه لُدّ ولِداد (لسان العرب : ج ۳ ص ۳۹۱ «لدد») .

6.الأعضب : المكسور القرن الداخل ، والأعضب من الرجال : الذي ليس له أخٌ ولا أحد (لسان العرب : ج ۱ ص ۶۰۹ «عضب») .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
286

قالَ حارِثَةُ : لَئِن فَعَلَها لِأَنَّها لِاءِحدَى الدَّهارِسِ ۱ أو سوءٍ ۲ ، أفَلَم تَتَعَرَّفا ـ راجَعَ اللّهُ بِكُما ـ مِن مَوروثِ الحِكمَةِ : «لا يَنبَغي لِلحَكيمِ أن يَكونَ عَبّاسا في غَيرِ أدَبٍ ، ولا ضَحّاكا في غَيرِ عَجَبٍ» ؟ أ وَلَم يَبلُغكُما عَن سَيِّدِكُمَا المَسيحِ عليه السلام قالَ : «فَضِحكُ العالِمِ في غَيرِ حينِهِ غَفلَةٌ مِن قَلبِهِ ، أو سَكرَةٌ ألهَتهُ عَمّا في غَدِهِ» ؟
قالَ السَّيِّدُ : يا حارِثَةُ ! إنَّهُ لا يَعيشُ ـ وَاللّهِ ـ أحَدٌ بِعَقلِهِ حَتّى يَعيشَ بِظَنِّهِ ، وإذا أنَا لَم أعلَم إلّا ما رَوَيتُ فَلا عَلِمتُ ، أوَلَم يَبلُغكَ أنتَ عَن سَيِّدِنَا المَسيحِ ـ عَلَينا سَلامُهُ ـ أنَّ للّهِِ عِبادا ضَحِكوا جَهرا مِن سَعَةِ رَحمَةِ رَبِّهِم ، وبَكَوا سِرّا مِن خيفَةِ رَبِّهِم ؟
قالَ : إذا كانَ هذا فَنَعَم .
قالَ : فَما هُنا فَليَكُن مَراجِمَ ظُنونِكَ بِعِبادِ رَبِّكَ ، وعُد بِنا إلى ما نَحنُ بِسَبيلِهِ ، فَقَد طالَ التَّنازُعُ وَالخِصامُ بَينَنا يا حارِثَةُ !
قالوا : وكانَ هذا مَجلِسا ثالِثا في يَومٍ ثالِثٍ مِنِ اجتِماعِهِم لِلنَّظَرِ في أمرِهِم .
فَقالَ السَّيِّدُ : يا حارِثَةُ ، ألَم يُنبِئكَ أبو واثِلَةَ بِأَفصَحِ لَفظٍ اختَرَقَ اُذُنا ، ودَعا ذلِكَ بِمِثلِهِ مُخبِرا ، فَأَلقاكَ مَعَ غرماتك ۳ بِمَوارِدِهِ حَجَرا ؟ وها أنَا ذا اُؤَكِّدُ ۴ عَلَيكَ التَّذكِرَةَ بِذلِكَ مِن مَعدِنٍ ثالِثٍ ، فَأَنشُدُكَ اللّهَ وما أنزَلَ إلى كَلِمَةٍ مِن كَلِماتِهِ ، هَل تَجِدُ فِي الزّاجِرَةِ المَنقولَةِ مِن لِسانِ أهلِ سورِيا إلى لِسانِ العَرَبِ ، يَعني صَحيفَةَ شَمعونَ بنِ حَمّونَ الصَّفَا الَّتي تَوارَثَها عَنهُ أهلُ النَّجرانِ ؟ !

1.الدهارِسُ : الدواهي (لسان العرب : ج ۶ ص ۸۹ «دهرس») .

2.في بحار الأنوار : «أو سوءة» بدل «أو سوء» .

3.في بحار الأنوار : «عزماتك» بدل «غرماتك» .

4.في المصدر : «... حجرا وهاجما أنا ذا آكد» ، والتصويب من بحار الأنوار .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 139357
الصفحه من 531
طباعه  ارسل الي