299
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10

مَقرونَةٍ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله .
قالَ آدَمُ : ثُمَّ لَم أرَ فِي السَّماءِ مَوضِعَ أديمٍ ـ أو قالَ : صَفيحٍ ـ مِنها إلّا وفيهِ مَكتوبٌ : لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وما مِن مَوضِعٍ مَكتوبٌ فيهِ : لا إله إلَا اللّهُ إلّا وفيهِ مَكتوبٌ ـ خَلقا لا خَطّا ـ : مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ ، وما مِن مَوضِعٍ فيهِ ۱ مَكتوبٌ : مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ إلّا ومَكتوبٌ : فُلانٌ خِيَرَةُ اللّهِ ، فُلانُ صَفوَةُ اللّهِ ، فُلانٌ أمينُ اللّهِ عز و جل ، فَذَكَرَ عِدَّةَ أسماءٍ تَنتَظِمُ حِسابَ المَعدودِ .
قالَ آدَمُ عليه السلام : فَمُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله ـ يا بَنِيَّ ـ ومَن خُطَّ مِن تِلكَ الأَسماءِ مَعَهُ ، أكرَمُ الخَلائِقِ عَلَى اللّهِ تَعالى جَميعا» .
ثُمَّ ذَكَرَ أنَّ أبا حارِثَةَ سَأَلَ السَّيِّدَ وَالعاقِبَ أن يَقِفا عَلى صَلَواتِ إبراهيمَ عليه السلام الَّذي جاءَ بِهَا الأَملاكُ مِن عِندِ اللّهِ عز و جل ، فَقَنَعوا بِما وَقَفوا عَلَيهِ فِي الجامِعَةِ .
قالَ أبو حارِثَةَ : لا ، بَل شارِفوها بِأَجمَعِها وأَسبِروها ۲ ؛ فَإِنَّهُ أصرَمُ ۳ لِلمَعذورِ وأَرفَعُ لِحِكَّةِ ۴ الصُّدورِ ، وأَجدَرُ ألّا تَرتابوا فِي الأَمرِ مِن بَعدُ . فَلَم يَجِدا ۵ مِنَ المَصيرِ إلى قَولِهِ مِن بُدٍّ ، فَعَمَدَ القَومُ إلى تابوتِ إبراهيمَ عليه السلام ، قالَ :
«وكانَ اللّهُ عز و جل بِفَضلِهِ عَلى مَن يَشاءُ مِن خَلقِهِ ، قَدِ اصطَفى إبراهيمَ عليه السلام بِخُلَّتِهِ ، وشَرَّفَهُ بِصَلَواتِهِ وبَرَكاتِهِ ، وجَعَلَهُ قِبلَةً وإماما لِمَن يَأتي مِن بَعدِهِ ، وجَعَلَ النُّبُوَّةَ

1.في المصدر «في» والتصويب من بحارالأنوار .

2.أسبَرَهُ : اِختبره (النهاية : ج ۲ ص ۳۳۳ «سبر») .

3.صَرم : أي انقطاع وانقضاء (النهاية : ج ۳ ص ۲۶ «صرم») .

4.لِحَسَكَة (خ ل) . والحَسَكَة : الحِقد والعداوة . يقال : في قلبه عَلَيَّ حَسَكَة : أي ضغن وعداوة (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۵۱۱ «حسك») .

5.في المصدر «يجد» ، والتصويب من بحارالأنوار .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
298

وَرَثَةَ كِتابي ووَحيي ، وأَوكارَ حِكمَتي ونوري ، وآلَيتُ بي ألّا اُعَذِّبَ بِناري مَن لَقِيَني مُعتَصِما بِتَوحيدي ، وحَبلِ ۱ مَوَدَّتِهِم أبَدا» .
ثُمَّ أمَرَهُم أبو حارِثَةَ أن يَصيروا إلى صَحيفَةِ شَيثٍ الكُبرَى ، الَّتِي انتَهى ميراثُها إلى إدريسَ النَّبِيِّ عليه السلام ، قالَ : وكانَ كِتابَتُها بِالقَلَمِ السُّريانِيِّ القَديمِ ، وهُوَ الَّذي كُتِبَ بِهِ مِن بَعدِ نوحٍ عليه السلام مِن مُلوكِ الهياطلة وهُمُ النَّمادِرَةُ .
قالَ : فَاقتَصَّ القَومُ الصَّحيفَةَ وأَفضَوا مِنها إلى هذَا الرَّسمِ ، قالَ :
«اِجتَمَعَ إلى إدريسَ عليه السلام قَومُهُ وصَحابَتُهُ ـ وهُوَ يَومَئِذٍ في بَيتِ عِبادَتِهِ مِن أرضِ كوفانَ ـ فَخَبَّرَهُم فيمَا اقتَصَّ عَلَيهِم ، قالَ : إنَّ بَني أبيكُم آدَمَ عليه السلام الصُّلبِيَّةَ ۲ وبَني بَنيهِ وذُرِّيَّتَهُ ، اختَصَموا فيما بَينَهُم ، وقالوا : أيُّ الخَلقِ عِندَكُم أكرَمُ عَلَى اللّهِ عز و جل ، وأَرفَعُ لَدَيهِ مَكانَةً ، وأَقرَبُ مِنهُ مَنزِلَةً ؟
فَقالَ بَعضُهُم : أبوكُم آدَمُ عليه السلام ؛ خَلَقَهُ اللّهُ عز و جل بِيَدِهِ وأَسجَدَ لَهُ مَلائِكَتَهُ ، وجَعَلَهُ الخَليفَةَ في أرضِهِ وسَخَّرَ لَهُ جَميعَ خَلقِهِ . وقالَ آخَرونَ : بَلِ المَلائِكَةُ الَّذينَ لَم يَعصُوا اللّهَ عز و جل . وقالَ بَعضُهُم : لا ، بَل رُؤَساءُ المَلائِكَةِ الثَّلاثَةِ : جَبرَئيلُ ، وميكائيلُ ، وإسرافيلُ عليهم السلام . وقالَ بَعضُهُم : لا ، بَل أمينُ اللّهِ جَبرَئيلُ عليه السلام .
فَانطَلَقوا إلى آدَمَ عليه السلام فَذَكَرُوا الَّذي قالوا وَاختَلَفوا فيهِ ، فَقالَ : يا بَنِيَّ ! أنَا اُخبِرُكُم بِأَكرَمِ الخَلائِقِ جَميعا عَلَى اللّهِ عز و جل ، إنَّهُ ـ وَاللّهِ ـ لَمّا أن نُفِخَ فِيَّ الرّوحُ حَتَّى استَوَيتُ جالِسا ، فَبَرَقَ لِيَ العَرشُ العَظيمُ ، فَنَظَرتُ فيهِ فَإِذا فيهِ : لا إلهَ إلَا اللّهُ ، مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ ، فُلانٌ صَفوَةُ اللّهِ ، فُلانٌ أمينُ اللّهِ ، فُلانٌ خِيَرَةُ اللّهِ عز و جل ، فَذَكَرَ عِدَّةَ أسماءٍ

1.في الطبعة المعتمدة : «وجعل» ، والتصويب من طبعة دار الكتب الإسلامية وبحار الأنوار .

2.في بحار الأنوار : «لصلبه» بدل «الصلبيّة» .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 138957
الصفحه من 531
طباعه  ارسل الي