فَأَوحَى اللّهُ عز و جل إلَيهِ : هذِهِ أمَتي وَالبَقِيَّةُ مِن نَبِيّي فاطِمَةُ الصِّدّيقَةُ الزَّهراءُ ، وجَعَلتُها مَعَ خَليلِها عَصَبَةً لِذُرِّيَّةِ نَبِيّي هؤُلاءِ ، وهذانِ الحَسَنانِ ، وهذا فُلانٌ ، وهذا فُلانٌ ، وهذا كَلِمَتِي الَّتي أنشُرُ بِهِ رَحمَتي في بِلادي ، وبِهِ أنتاشُ ۱ ديني وعِبادي ، ذلِكَ بَعدَ إياسٍ مِنهُم وقُنوطٍ مِنهُم مِن غِياثي ، فَإِذا ذَكَرتَ مُحَمَّدا نَبِيّي لِصَلَواتِكَ ۲ فَصَلِّ عَلَيهِم مَعَهُ يا إبراهيمُ .
قالَ : فَعِندَها صَلّى عَلَيهِم إبراهيمُ عليه السلام ، فَقالَ : رَبِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا اجتَبَيتَهُم وأَخلَصتَهُم إخلاصا .
فَأَوحَى اللّهُ عز و جل : لِتَهنِئكَ كَرامَتي وفَضلي عَلَيكَ ، فَإِنّي صائِرٌ بِسُلالَةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ومَنِ اصطَفَيتُ مَعَهُ مِنهُم إلى قَناةِ صُلبِكَ ومُخرِجُهُم مِنكَ ، ثُمَّ مِن بِكرِكَ إسماعيلَ عليه السلام ، فَأَبشِر يا إبراهيمُ فَإِنّي واصِلٌ صَلَواتِكَ بِصَلَواتِهِم ، ومُتِبعٌ ذلِكَ بَرَكاتي وتَرَحُّمي عَلَيكَ وعَلَيهِم ، وجاعِلُ حَناني ۳ وحُجَّتي إلَى الأَمَدِ المَعدودِ وَاليَومِ المَوعودِ الَّذي أرِثُ فيهِ سَمائي وأَرضي ، وأبعَثُ لَهُ خَلقي لِفَصلِ قَضائي وإفاضَةِ رَحمَتي وعَدلي» .
قالَ : فَلَمّا سَمِعَ أصحابُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ما أفضى إلَيهِ القَومُ مِن تِلاوَةِ ما تَضَمَّنَتِ الجامِعَةُ وَالصُّحُفُ الدّارِسَةُ مِن نَعتِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وصِفَةِ أهلِ بَيتِهِ المَذكورينَ مَعَهُ بِما هُم بِهِ مِنهُ ، وبِما شاهَدوا مِن مَكانَتِهِم عِندَهُ ، ازدادَ القَومُ بِذلِكَ يَقينا وإيمانا ، وَاستُطيروا لَهُ فَرَحا .
قالَ : ثُمَّ صارَ القَومُ إلى ما نَزَلَ عَلى موسى عليه السلام ، فَأَلفَوا فِي السَّفرِ الثّاني مِنَ التَّوراةِ :
1.نتشت الشيء بالمنتاش وهو المنقاش : أي استخرجته به (الصحاح : ج ۳ ص ۱۰۲۱ «نتش») .
2.في بحار الأنوار : «بصلواتك» بدل «لصلواتك» .
3.في طبعة دار الكتب الإسلامية : «حسناتي» بدل «حناني» .