303
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10

العاقِبُ الحاشِرُ ، فَبَشِّر بِهِ بَني إسرائيلَ .
قالَ عيسى عليه السلام : يا مالِكَ الدُّهورِ ، وعَلّامَ الغُيوبِ ! مَن هذَا العَبدُ الصّالِحُ الَّذي قَد أحَبَّهُ قَلبي ولَم تَرَهُ عَيني ؟
قالَ : ذلِكَ خالِصَتي ورَسولِيَ المُجاهِدُ بِيَدِهِ في سَبيلي ، يُوافِقُ قَولُهُ فِعلَهُ ، و سَريرَتُهُ عَلانِيَتَهُ ، اُنزِلُ عَلَيهِ تَوراةً حَديثَةً ، أفتَحُ بِها أعيُنا عُميا ، وآذانا صُمّا ، وقُلوبا غُلفا ، فيها يَنابيعُ العِلمِ ، وفَهمُ الحِكمَةِ ، ورَبيعُ القُلوبِ . وطوباهُ! طوبى اُمَّتَهُ !
قالَ : رَبِّ ! مَا اسمُهُ وعَلامَتُهُ ، وما أكلُ اُمَّتِهِ ـ يَقولُ : مُلكُ اُمَّتِهِ ـ وهَل لَهُ مِن بَقِيَّةٍ ـ يَعني ذُرِّيَّةً ـ ؟
قالَ : سَاُنَبِّئُكَ بِما سَأَلتَ ؛ اسمُهُ أحمَدُ صلى الله عليه و آله ، مُنتَخَبٌ مِن ذُرِّيَّةِ إبراهيمَ ، ومُصطَفىً مِن سُلالَةِ إسماعيلَ عليه السلام ، ذُو الوَجهِ الأَقمَرِ ، وَالجَبينِ الأَزهَرِ ، راكِبُ الجَمَلِ ، تَنامُ عَيناهُ ولا يَنامُ قَلبُهُ ، يَبعَثُهُ اللّهُ في اُمَّةٍ اُمِّيَّةٍ ما بَقِيَ اللَّيلُ وَالنَّهارُ ، مَولِدُهُ في بَلَدِ أبيهِ إسماعيلَ ـ يَعني مَكَّةَ ـ كَثيرُ الأَزواجِ ، قَليلُ الأَولادِ ، نَسلُهُ مِن مُبارَكَةٍ صِدّيقَةٍ ، يَكونُ لَهُ مِنهَا ابنَةٌ ، لَها فَرخانِ سَيِّدانِ يُستَشهَدانِ ، أجعَلُ نَسلَ أحمَدَ مِنهُما ، فَطوباهُما ولِمَن أحَبَّهُما ، وشَهِدَ أيّامَهُما فَنَصَرَهُما .
قالَ عيسى عليه السلام : إلهي ! وما طوبى ؟
قالَ: شَجَرَةٌ فِي الجَنَّةِ، ساقُها وأَغصانُها مِن ذَهَبٍ، ووَرَقُها حُلَلٌ ، وحَملُها كَثَديِ الأَبكارِ ، أحلى مِنَ العَسَلِ وأَليَنُ مِنَ الزَّبَدِ ، وماؤُها مِن تَسنيمٍ ۱ ، لَو أنَّ غُرابا طارَ وهُوَ فَرخٌ لَأَدرَكَهُ الهَرَمُ مِن قَبلِ أن يَقطَعهَا ، ولَيسَ مَنزِلٌ مِن مَنازِلِ أهلِ الجَنَّةِ

1.تَسنيم : هو عَينٌ في الجنّة ، وهو أشرف شراب في الجنّة (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۸۹۱ «سنم») .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
302

«إنّي باعِثٌ فِي الاُمِّيّينَ مِن وُلدِ إسماعيلَ رَسولاً ، اُنزِلُ عَلَيهِ كِتابي ، وأَبعَثُهُ بِالشَّريعَةِ القَيِّمَةِ إلى جَميعِ خَلقي ، اُوتيهِ ۱ حِكمَتي ، وأيَّدتُهُ بِمَلائِكَتي وجُنودي ، يَكونُ ذُرِّيَّتُهُ مِنِ ابنَةٍ لَهُ مُبارَكَةٍ بارَكتُها ، ثُمَّ مِن شِبلَينِ لَهُما ـ كَإِسماعيلَ وإسحاقَ ـ ، أصلَينِ لِشُعَبتَينِ عَظيمَتَينِ ، اُكَثِّرُهُم جِدّا جِدّا ، يَكونُ مِنهُمُ اثنا عَشَرَ قَيِّما ۲ ، اُكمِلُ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله وبِما اُرسِلُهُ بِهِ مِن بَلاغٍ وحِكمَةٍ ديني ، وأَختِمُ بِهِ أنبِيائي ورُسُلي ، فَعَلى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله واُمَّتِهِ تَقومُ السّاعَةُ» .
فَقالَ حارِثَةُ : الآنَ أسفَرَ الصُّبحُ لِذي عَينَينِ ، ووَضَحَ الحَقُّ لِمَن رَضِيَ بِهِ دينا ، فَهَل في أنفُسِكُما مِن مَرَضٍ تَستَشفِيانِ بِهِ ؟
فَلَم يُرجِعا إلَيهِ قَولاً .
فَقالَ أبو حارِثَةَ : اِعتَبِرُوا الامارَةَ الخاتِمَةَ مِن قَولِ سَيِّدِكُمُ المَسيحِ عليه السلام . فَصارَ [القَومُ] ۳ إلَى الكُتُبِ وَالأَناجيلِ الَّتي جاءَ بِها عيسى عليه السلام ، فَأَلفَوا فِي المِفتاحِ الرّابِعِ مِنَ الوَحيِ إلَى المَسيحِ عليه السلام :
«يا عيسى ، يَابنَ الطّاهِرَةِ البَتولِ ، اسمَع قَولي وجِدَّ في أمري ، إنّي خَلَقتُكَ مِن غَيرِ فَحلٍ ، وجَعَلتُكَ آيَةً لِلعالَمينَ ، فَإِيّايَ فَاعبُد ، وعَلَيَّ فَتَوَكَّل ، وخُذِ الكِتابَ بِقُوَّةٍ ، ثُمَّ فَسِّرهُ لِأَهلِ سورِيا وأَخبِرهُم أنّي أنَا اللّهُ لا إلهَ إلّا أنَا الحَيُّ القَيّومُ ، الَّذي لا أحولُ ولا أزولُ ، فَآمِنوا بي وبِرَسولِي النَّبِيِّ الاُمِّيِّ ، الَّذي يَكونُ في آخِرِ الزَّمانِ ؛ نَبِيِّ الرَّحمَةِ وَالمَلحَمَةِ ، الأَوَّلِ وَالآخِرِ ـ قالَ : أوَّلُ النَّبِيّينَ خَلقا ، وآخِرُهُم مَبعَثا ـ ذلِكَ

1.ما بين المعقوفين أثبتناه من بحار الأنوار .

2.في المصدر : «اُوتيته» ، والتصويب من بحار الأنوار .

3.في المصدر : «فيما» بدل «قيّما» والتصويب من بحار الأنوار .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 138914
الصفحه من 531
طباعه  ارسل الي