دليلاً قويّاً لرفض هذا القول ، ولا يتعارض معه كلام الشيخ المفيد قدس سره الذي يرى أنّ المباهلة كانت بعد فتح مكّة ۱ ، ذلك لأنّ أحداث مكّة ومعركة حنين ومحاصرة الطائف كلّ ذلك أدّى إلى أن يعود النبيّ إلى المدينة في أواخر السنة الثامنة ، ومراسلة النجرانيّين وتحرّكهم بحاجة إلى شهر أو شهرين .
ج ـ السنة العاشرة للهجرة
رأى الطبريّ ، المؤرخ المعروف ، وابن الأثير ، المؤرّخ الشهير وكذلك المسعودي وابن خلدون والمقريزي وبعض المعاصرين ، أنّ المباهلة حدثت في السنة العاشرة من الهجرة ۲ ، وإذا ما كانت كثرة المؤرّخين ، مرجِّحاً يمكن الوثوق به ، فسوف تكون السنة العاشرة مقبولة أكثر من السنة التاسعة .
قرائن القولين الأخيرين
تفيد الوثائق التاريخيّة بأنّ أشخاصا قد شهدوا المعاهدة المبرمة بين النبيّ والنجرانيّين ، من بينهم أبو سفيان والأقرع بن حابس ، حيث كانوا ـ كبقية وجهاء قريش ـ حديثي العهد بالإسلام في فتح مكّة (في أواخر السنة الهجريّة الثامنة) .
كما أنّ تهديد مسيحيّي نجران بالحرب ، أو دفع الجزية في حالة عدم إسلامهم ، لا يكون معقولاً إلّا إذا كانت الحكومات المسيحيّة الداعمة لهم قد تراجعت في معركةٍ مثل تبوك ، وإذا لم يكن هناك مانع مهمّ مثل قريش مكّة في طريق جيش الإسلام إلى نجران . وفضلاً عن ذلك ، فإنّ الجزية المذكورة في رسالة النبيّ إلى