319
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10

أهالي نجران ، تمّ تشريعها في السنة التاسعة للهجرة ۱ لا في السنة السادسة ، وإلّا لكان النبي صلى الله عليه و آله يطرحها على اليهود في معركة خيبر (7 هـ . ق) .

شهر المباهلة ويومها

لم يعيّن المؤرّخون المعروفون شهرَ المباهلة ويومها ، إلّا أنّ المحدّثَين الشيعيَّين ، ( الشيخ الطوسي وابن طاووس ) ذكرا أنّ المباهلة كانت في الرابع والعشرين من شهر ذي الحجّة ، على أساس روايتين ضعيفتي السند ، كما احتملوا الحادي والعشرين ، والخامس والعشرين والسابع والعشرين أيضاً ۲ . واستناداً إلى مبدأ التسامح في هذا النوع من الاُمور ، فإنّنا لا نواجه مشكلةً في قبول هذه الاحتمالات ؛ ذلك لأنّ حجّ الإمام علي عليه السلام في السنين التاسعة والعاشرة ، وكذلك تواجد النبي الأعظم صلى الله عليه و آله في الجحفة وغدير خمّ في الثامن عشر من ذي الحجّة من السنة العاشرة ، يجعل تواجدهما في المدينة في أواخر ذي الحجّة سوى اليوم الحادي والعشرين ممكناً ، ذلك لأنّ المسافة بين المدينة حتّى الجحفة تبلغ حوالي خمسة أيّام ، وحتّى مكة تبلغ حوالي سبعة أيّام .
جدير ذكره أنّه ليس من الضروري أن نأخذ بنظر الاعتبار فترة زمنيّة مهمّة بين عودة النبيّ صلى الله عليه و آله من الحجّ وانطلاق نصارى نجران إلى المدينة . ويمكننا أن نتصوّر أنّهم انطلقوا وهم على علم بسفر النبيّ للحجّ وأنّهم وصلوا المدينة مع قوافل الحجيج . ۳

1.رأى العديد من المفسرين أنّ نزول آيات الجزية كان متزامنا مع غزوة تبوك وفي السنة التاسعة الهجرية ، راجع : مجمع البيان : ج ۵ ص ۴۰ ، جامع البيان : ج ۱۰ ص ۱۴۱ ، الجزية وأحكامها للكلانتري : ص ۴۱ .

2.مصباح المتهجّد : ص ۷۶۴ ، الإقبال : ج ۲ ص ۳۵۴ .

3.راجع : سيّد المرسلين للسبحاني : ج ۲ ص ۶۱۰ ـ ۶۲۱ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
318

دليلاً قويّاً لرفض هذا القول ، ولا يتعارض معه كلام الشيخ المفيد قدس سره الذي يرى أنّ المباهلة كانت بعد فتح مكّة ۱ ، ذلك لأنّ أحداث مكّة ومعركة حنين ومحاصرة الطائف كلّ ذلك أدّى إلى أن يعود النبيّ إلى المدينة في أواخر السنة الثامنة ، ومراسلة النجرانيّين وتحرّكهم بحاجة إلى شهر أو شهرين .

ج ـ السنة العاشرة للهجرة

رأى الطبريّ ، المؤرخ المعروف ، وابن الأثير ، المؤرّخ الشهير وكذلك المسعودي وابن خلدون والمقريزي وبعض المعاصرين ، أنّ المباهلة حدثت في السنة العاشرة من الهجرة ۲ ، وإذا ما كانت كثرة المؤرّخين ، مرجِّحاً يمكن الوثوق به ، فسوف تكون السنة العاشرة مقبولة أكثر من السنة التاسعة .

قرائن القولين الأخيرين

تفيد الوثائق التاريخيّة بأنّ أشخاصا قد شهدوا المعاهدة المبرمة بين النبيّ والنجرانيّين ، من بينهم أبو سفيان والأقرع بن حابس ، حيث كانوا ـ كبقية وجهاء قريش ـ حديثي العهد بالإسلام في فتح مكّة (في أواخر السنة الهجريّة الثامنة) .
كما أنّ تهديد مسيحيّي نجران بالحرب ، أو دفع الجزية في حالة عدم إسلامهم ، لا يكون معقولاً إلّا إذا كانت الحكومات المسيحيّة الداعمة لهم قد تراجعت في معركةٍ مثل تبوك ، وإذا لم يكن هناك مانع مهمّ مثل قريش مكّة في طريق جيش الإسلام إلى نجران . وفضلاً عن ذلك ، فإنّ الجزية المذكورة في رسالة النبيّ إلى

1.الإرشاد : ج ۱ ص ۱۶۶ .

2.تاريخ الطبري : ج ۳ ص ۱۳۹ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۲۹۳ ، التنبيه والإشراف : ص ۲۳۹ ، تاريخ ابن خلدون : ج ۲ ص ۵۷ ، إمتاع الأسماع : ج ۲ ص ۹۴ ، مكاتيب الرسول صلى الله عليه و آله : ج ۲ ص ۴۹۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 118525
الصفحه من 531
طباعه  ارسل الي