329
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10

فَقالَ المَأمونُ : ما تَقولُ يا أبَا الحَسَنِ ؟
فَقالَ الرِّضا عليه السلام : لا أقولُ كَما قالوا ، ولكِنّي أقولُ : أرادَ اللّهُ عز و جل بِذلِكَ العِترَةَ الطّاهِرَةَ .
فَقالَ المَأمونُ : وكَيفَ عَنَى العِترَةَ مِن دونِ الاُمَّةِ ؟
فَقالَ لَهُ الرِّضا عليه السلام : إنَّهُ لَو أرادَ الاُمَّةَ لَكانَت أجمَعُها فِي الجَنَّةِ ، لِقَولِ اللّهِ عز و جل : « فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَ مِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَ تِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَ لِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ »۱ ، ثُمَّ جَمَعَهُم كُلَّهُم فِي الجَنَّةِ فَقالَ عز و جل : « جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ »۲ الآيَةَ ، فَصارَتِ الوِراثَةُ لِلعِترَةِ الطّاهِرَةِ لا لِغَيرِهِم .
فَقالَ المَأمونُ : مَنِ العِترَةُ الطّاهِرَةُ ؟
فَقالَ الرِّضا عليه السلام : الَّذينَ وَصَفَهُمُ اللّهُ في كِتابِهِ ، فَقالَ عز و جل : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا »۳ ، وهُمُ الَّذينَ قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : «إنّي مُخَلِّفٌ فيكُمُ الثَّقَلَينِ : كِتابَ اللّهِ وعِترَتي أهلَ بَيتي ، ألا وإنَّهُما لَن يَفتَرِقا حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ ، فَانظُروا كَيفَ تُخَلِّفُونّي فيهِما ، أيُّهَا النّاسُ! لا تُعَلِّموهُم فَإِنَّهُم أعلَمُ مِنكُم» .
قالَتِ العُلَماءُ : أخبِرنا يا أبَا الحَسَنِ عَنِ العِترَةِ ، أهُمُ الآلُ أم غَيرُ الآلِ ؟
فَقالَ الرِّضا عليه السلام : هُمُ الآلُ .
فَقالَتِ العُلَماءُ : فَهذا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يُؤثَرُ عَنهُ أنَّهُ قالَ : «اُمَّتي آلي» ، وهؤُلاءِ أصحابُهُ يَقولونَ بِالخَبَرِ المُستَفاضِ الَّذي لا يُمكِنُ دَفعُهُ : آلُ مُحَمَّدٍ اُمَّتُهُ .
فَقالَ أبُو الحَسَنِ عليه السلام : أخبِروني ، فَهَل تَحرُمُ الصَّدَقَةُ عَلَى الآلِ ؟ فَقالوا : نَعَم . قالَ : فَتَحرُمُ عَلَى الاُمَّةِ ؟ قالوا : لا . قالَ : هذا فَرقُ ما بَينَ الآلِ وَالاُمَّةِ . وَيحَكُم! أينَ يُذهَبُ

1.فاطر : ۳۲ .

2.فاطر : ۳۳ .

3.الأحزاب : ۳۳ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
328

دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَ هَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ» 1 ، مَن أبو عيسى يا أميرَ المُؤمِنينَ ؟
فَقالَ : لَيسَ لِعيسى أبٌ !
فَقُلتُ : إنَّما ألحَقناهُ بِذرارِيِّ الأَنبِياءِ عليهم السلام مِن طَريقِ مَريَمَ عليهاالسلام ، وكَذلِكَ اُلحِقنا بِذَرارِيِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله مِن قِبَلِ اُمِّنا فاطِمَةَ عليهاالسلام . أزيدُكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ ؟
قالَ : هاتِ .
قُلتُ : قَولُ اللّهِ عز و جل : « فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ » ، ولَم يَدَّعِ أحَدٌ أنَّهُ أدخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله تَحتَ الكِساءِ عِندَ المُباهَلَةِ لِلنَّصارى إلّا عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ وفاطِمَةَ وَالحَسَنَ وَالحُسَينَ ، فَكانَ تَأويلُ قَولِهِ تَعالى : «أَبْنَاءَنَا» الحَسَنَ وَالحُسَينَ ، «وَنِسَاءَنَا» فاطِمَةَ ، «وَأَنفُسَنَا» عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليهم السلام . 2

2 / 5

اِحتِجاجُ الإِمامِ عَلِيِّ بنِ موسى عليه السلام

۱۱۳۵۰.عيون أخبار الرضا عليه السلام عن الريّان بن الصلت :حَضَرَ الرِّضا عليه السلام مَجلِسَ المَأمونِ بِمَروَ ، وقَدِ اجتَمَعَ في مَجلِسِهِ جَماعَةٌ مِن عُلَماءِ أهلِ العِراقِ وخُراسانَ .
فَقالَ المَأمونُ : أخبِروني عَن مَعنى هذِهِ الآيَةِ : « ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا »۳ ، فَقالَتِ العُلَماءُ : أرادَ اللّهُ عز و جل بِذلِكَ الاُمَّةَ كُلَّها .

1.الأنعام : ۸۴ و ۸۵ .

2.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۸۴ ح ۹ ، الاختصاص : ص ۵۶ نحوه ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۳۳۹ ح ۲۷۱ ، بحار الأنوار : ج ۹۶ ص ۲۴۰ ح ۴ .

3.فاطر : ۳۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 118646
الصفحه من 531
طباعه  ارسل الي