333
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10

رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِحُكمِ اللّهِ عز و جل .
قالَ : فَقالَ لَهُ المَأمونُ : ألَيسَ قَد ذَكَرَ اللّهُ الأَبناءَ بِلَفظِ الجَمعِ ، وإنَّما دَعا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ابنَيهِ خاصَّةً ، وذَكَرَ النِّساءَ بِلَفظِ الجَمعِ وإنَّما دَعا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ابنَتَهُ وَحدَها ، فَلِمَ لا جازَ أن يَذكُرَ الدُّعاءَ لِمَن هُوَ نَفسَهُ ويَكونَ المُرادُ نَفسَهُ فِي الحَقيقَةِ دونَ غَيرِهِ ، فَلا يَكونُ لِأَميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ما ذَكَرتَ مِنَ الفَضلِ ؟
قالَ : فَقالَ لَهُ الرِّضا عليه السلام : لَيسَ بِصَحيحٍ ما ذَكَرتَ يا أميرَ المُؤمِنينَ ، وذلِكَ أنَّ الدّاعِيَ إنَّما يَكونُ داعِيا لِغَيرِهِ كَما يَكونُ الآمِرُ آمِرا لِغَيرِهِ ، ولا يَصِحُّ أن يَكونَ داعِيا لِنَفسِهِ فِي الحَقيقَةِ كَما لا يَكونُ آمِرا لَها فِي الحَقيقَةِ ، وإذا لَم يَدعُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله رَجُلاً فِي المُباهَلَةِ إلّا أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام ، فَقَد ثَبَتَ أنَّهُ نَفسُهُ الَّتي عَناهَا اللّهُ تَعالى في كِتابِهِ ، وجَعَلَ حُكمَهُ ذلِكَ في تَنزيلِهِ .
قالَ : فَقالَ المَأمونُ : إذا وَرَدَ الجَوابَ سَقَطَ السُّؤالُ . ۱

۱۱۳۵۲.طرائف المقال :إنَّ المَأمونَ قالَ لِلرِّضا عليه السلام : مَا الدَّليلُ عَلى خِلافَةِ جَدِّكَ [عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ] ؟ قالَ عليه السلام : «أَنفُسَنَا» ، فَقالَ المَأمونُ : لَولا «نِسَاءَنَا» ! فَقالَ الرِّضا عليه السلام : لَولا «أَبْنَاءَنَا» ! فَسَكَتَ المَأمونُ ۲ . ۳

1.الفصول المختارة : ص ۳۸ ، بحار الأنوار : ج ۱۰ ص ۳۵۰ ح ۱۰ .

2.قال العلّامة الطباطبائي في بيان هذا الحديث : قوله عليه السلام : آية «أَنفُسَنَا» ، يريد أنّ اللّه جعل نفس عليّ عليه السلام كنفس نبيّه صلى الله عليه و آله ، وقوله : «لولا نساءنا» معناه : أنّ كلمة «نِسَاءَنَا» في الآية دليل على أنّ المراد بالأنفس الرجال ، فلا فضيلة فيه حينئذٍ ، وقوله عليه السلام : «لولا أبناءنا» معناه : أنّ وجود «أَبْنَاءَنَا» فيها يدلّ على خلافه ؛ فإنّ المراد بالأنفس لو كان هو الرجال لم يكن مورد لذكر الأبناء (الميزان في تفسير القرآن : ج ۳ ص ۲۳۰) .

3.طرائف المقال : ج ۲ ص ۳۰۲ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
332

الْكَاذِبِينَ » 1 ، فَبَرَّزَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله عَلِيّا وَالحَسَنَ وَالحُسَينَ وفاطِمَةَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِم ، وقَرَنَ أنفُسَهُم بِنَفسِهِ ، فَهَل تَدرونَ ما مَعنى قَولِهِ عز و جل : «وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ» ؟
قالَتِ العُلَماءُ : عَنى بِهِ نَفسَهُ .
فَقالَ أبُو الحَسَنِ عليه السلام : غَلِطتُم ، إنَّما عَنى بِها عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلام ، ومِمّا يَدُلُّ عَلى ذلِكَ قَولُ النَّبِيِ صلى الله عليه و آله حينَ قالَ : «لَيَنتَهِيَنَّ بَنو وَليعَةَ أو لَأَبعَثَنَّ إلَيهِم رَجُلاً كَنَفسي» ؛ يَعني عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلام ، وعَنى بِالأَبناءِ الحَسَنَ وَالحُسَينَ عليهماالسلام ، وعَنى بِالنِّساءِ فاطِمَةَ عليهاالسلام 2 ، فَهذِهِ خُصوصِيَّةٌ لا يَتَقَدَّمُهُم فيها أحَدٌ ، وفَضلٌ لا يَلحَقُهُم فيهِ بَشَرٌ ، وشَرَفٌ لا يَسبِقُهُم إلَيهِ خَلقٌ ، إذ جَعَلَ نَفسَ عَلِيٍ عليه السلام كَنَفسِهِ ، فَهذِهِ الثّالِثَةُ ... . 3

۱۱۳۵۱.الفصول المختارة :قالَ المَأمونُ يَوما لِلرِّضا عليه السلام : أخبِرني بِأَكبَرِ فَضيلَةٍ لِأَميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام يَدُلُّ عَلَيهَا القُرآنُ ؟
قالَ : فَقالَ لَهُ الرِّضا عليه السلام : فَضيلَتُهُ فِي المُباهَلَةِ ؛ قالَ اللّهُ جَلَّ جَلالُهُ : « فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ » ، فَدَعا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله الحَسَنَ وَالحُسَينَ عليهماالسلام فَكانَا ابنَيهِ ، ودَعا فاطِمَةَ عليهاالسلامفَكانَت في هذَا المَوضِعِ نِساءَهُ ، ودَعا أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام فَكانَ نَفسَهُ بِحُكمِ اللّهِ عز و جل ، وقَد ثَبَتَ أنَّهُ لَيسَ أحَدٌ مِن خَلقِ اللّهِ سُبحانَهُ أجَلَّ مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وأَفضَلَ ، فَوَجَبَ أن لا يَكونَ أحَدٌ أفضَلَ مِن نَفسِ

1.آل عمران : ۶۱ .

2.ليس في الأمالي : «وعنى بالأبناء الحسن والحسين عليهماالسلام وعنى بالنساء فاطمة عليهاالسلام» واللفظ فيه بعده هكذا : «فهذه خصوصية لا يتقدّمه فيها أحد ، وفضل لا يلحقه فيه بشر ، وشرف لا يسبقه إليه خلق أن جعل نفس علي كنفسه» .

3.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۲۲۹ ـ ۲۳۲ ح ۱ ، الأماليللصدوق : ص ۶۱۵ ح ۸۴۳ ، تحف العقول : ص ۴۲۵ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۲۵ ص ۲۲۰ ح ۲۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 118643
الصفحه من 531
طباعه  ارسل الي