353
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10

المُحِقّينَ مِن أهلِ بَيتِ نَبِيِّكَ الصّادِقينَ عَنكَ ، الَّذينَ عَصَمتَهُم مِن لَغوِ المَقالِ ومَدانِسِ الأَفعالِ ، لَخُصِمَ أهلُ الإِسلامِ وظَهَرَت كَلِمَةُ أهلِ الإِلحادِ وفِعلُ اُولِي العِنادِ ، فَلَكَ الحَمدُ ولَكَ المَنُّ ولَكَ الشُّكرُ عَلى نَعمائِكَ وأَياديكَ .
اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، الَّذينَ افتَرَضتَ عَلَينا طاعَتَهُم ، وعَقَدتَ في رِقابِنا وِلايَتَهُم ، وأَكرَمتَنا بِمَعرِفَتِهِم ، وشَرَّفتَنا بِاتِّباعِ آثارِهِم ، وثَبَّتَّنا بِالقَولِ الثّابِتِ الَّذي عَرَّفوناهُ ، فَأَعِنّا عَلَى الأَخذِ بِما بَصَّروناهُ ، وَاجزِ مُحَمَّدا عَنّا أفضَلَ الجَزاءِ بِما نَصَحَ لِخَلقِكَ ، وبَذَلَ وُسعَهُ في إبلاغِ رِسالَتِكَ ، وأَخطَرَ بِنَفسِهِ في إقامَةِ دينِكَ ، وعَلى أخيهِ ووَصِيِّهِ وَالهادي إلى دينِهِ وَالقَيِّمِ بِسُنَّتِهِ عَلِيٍّ أميرِ المُؤمِنينَ ، وصَلِّ عَلَى الأَئِمَّةِ مِن أبنائِهِ الصّادِقينَ الَّذينَ وَصَلتَ طاعَتَهُم بِطاعَتِكَ ، وأَدخِلنا بِشَفاعَتِهِم دارَ كَرامَتِكَ ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ .
اللّهُمَّ هؤُلاءِ أصحابُ الكِساءِ وَالعَباءِ يَومَ المُباهَلَةِ اجعَلهُم شُفَعاءَنا ، أسأَ لُكَ بِحَقِّ ذلِكَ المَقامِ المَحمودِ وَاليَومِ المَشهودِ ، أن تَغفِرَ لي وتَتوبَ عَلَيَّ إنَّكَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحيمُ .
اللّهُمَّ إنّي أشهَدُ أنَّ أرواحَهُم وطينَتَهُم واحِدَةٌ ، وهِيَ الشَّجَرَةُ الَّتي طابَ أصلُها وأَغصانُها ۱ ، اِرحَمنا بِحَقِّهِم ، وأَجِرنا مِن مَواقِفِ الخِزيِ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ بِوِلايَتِهِم ، وأورِدنا مَوارِدَ الأَمنِ مِن أهوالِ يَومِ القِيامَةِ بِحُبِّهِم ، وإقرارِنا بِفَضلِهِم ، وَاتِّباعِنا آثارَهُم ، وَاهتِدائِنا بِهُداهُم ، وَاعتِقادِنا ما عَرَّفوناهُ مِن تَوحيدِكَ ، ووَقَّفونا عَلَيهِ مِن تَعظيمِ شَأنِكَ وتَقديسِ أسمائِكَ ، وشُكرِ آلائِكَ ، ونَفيِ الصِّفاتِ أن تَحُلَّكَ ، وَالعِلمِ أن يُحيطَ بِكَ وَالوَهمِ أن يَقَعَ عَلَيكَ ؛ فَإِنَّكَ أقَمتَهُم حُجَجا عَلى خَلقِكَ ، ودَلائِلَ عَلى تَوحيدِكَ ، وهُداةً تُنَبِّهُ عَن أمرِكَ ، وتَهدي إلى دينِكَ ، وتوضِحُ ما أشكَلَ عَلى عِبادِكَ ، وبابا لِلمُعجِزاتِ الَّتي يَعجِزُ

1.في المصباح للكفعمي : «وأَوراقُها» بدل «وأَغصانُها» .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
352

مَرَّةً ، ثُمَّ تَقومُ قائِما وتَرمي ۱ بِطَرفِكَ في مَوضِعِ سُجودِكَ وتَقولُ وأَنتَ عَلى غُسلٍ :
الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ ، الحَمدُ للّهِِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالأَرضِ ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ ، «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّـلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ »۲ ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي عَرَّفَني ما كُنتُ بِهِ جاهِلاً ، ولَو لا تَعريفُهُ إيّايَ لَكُنتُ هالِكا ، إذ قالَ وقَولُهُ الحَقُّ : «قُل لَا أَسْـ?لُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى»۳ ، فَبَيَّنَ لِيَ القَرابَةَ فَقالَ سُبحانَهُ : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا»۴ ، فَبَيَّنَ لِيَ البَيتَ ۵ بَعدَ القَرابَةِ ، ثُمَّ قالَ تَعالى مُبَيِّنا عَنِ الصّادِقينَ الَّذينَ أمَرَنا بِالكَونِ مَعَهُم وَالرَّدِّ إلَيهِم بِقَولِهِ سُبحانَهُ : «يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَ كُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ»۶ ، فَأَوضَحَ عَنهُم وأَبانَ عَن صِفَتِهِم بِقَولِهِ جَلَّ ثَناؤُهُ : «فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ» ؛ فَلَكَ الشُّكرُ يا رَبِّ ولَكَ المَنُّ حَيثُ هَدَيتَني وأَرشَدتَني ، حَتّى لَم يَخفَ عَلَيَّ الأَهلُ وَالبَيتُ وَالقَرابَةُ ، فَعَرَّفتَني نِساءَهُم وأَولادَهُم ورِجالَهُم .
اللّهُمَّ إنّي أتَقَرَّبُ إلَيكَ بِذلِكَ المَقامِ الَّذي لا يَكونُ أعظَمَ مِنهُ فَضلاً لِلمُؤمِنينَ ، ولا أكثَرَ رَحمَةً لَهُم ، بِتَعريفِكَ إيّاهُم شَأنَهُ ، وإبانَتِكَ فَضلَ أهلِهِ الَّذينَ بِهِم أدحَضتَ باطِلَ أعدائِكَ ، وثَبَّتَّ بِهِم قَواعِدَ دينِكَ ، ولَولا هذَا المَقامُ المَحمودُ الَّذي أنقَذتَنا بِهِ ودَلَلتَنا عَلَى اتِّباعِ

1.في المصباح للكفعمي : «تُؤمي» .

2.الأنعام : ۱ .

3.الشورى : ۲۳ .

4.الأحزاب : ۳۳ .

5.في المصباح للكفعمي : «أهل البيت» .

6.التوبة : ۱۱۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 118681
الصفحه من 531
طباعه  ارسل الي