355
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10

المُهتَدينَ ، وثانِي الخَمسَةِ المَيامينَ ، الَّذينَ فَخَرَ بِهِمُ الرّوحُ الأَمينُ ، وباهَلَ اللّهُ بِهِمُ المُباهِلينَ ، فَقالَ وهُوَ أصدَقُ القائِلينَ : «فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ» إلى آخِرِ الآيَةِ ۱ .
ذلِكَ الإِمامُ المَخصوصُ بِمُؤاخاتِهِ يَومَ الإِخاءِ ، وَالمُؤثِرُ بِالقوتِ بَعدَ ضُرِّ الطَّوى ۲ ، ومَن شَكَرَ اللّهُ سَعيَهُ في «هَل أتى» ، ومَن شَهِدَ بِفَضلِهِ مُعادوهُ ، وأَقَرَّ بِمَناقِبِهِ جاحِدوهُ ، مَولَى الأَنامِ ومُكَسِّرُ الأَصنامِ ، ومَن لَم تَأخُذهُ فِي اللّهِ لَومَةُ لائِمٍ ، صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ ما طَلَعَت شَمسُ النَّهارِ وأَورَقَتِ الأَشجارُ ، وعَلَى النُّجومِ المُشرِقاتِ مِن عِترَتِهِ وَالحُجَجِ الواضِحاتِ مِن ذُرِّيَّتِهِ . ۳

1.آل عمران : ۶۱ .

2.الطَّوى : الجوع (لسان العرب : ج ۱۵ ص ۲۰ «طوي») .

3.مصباح المتهجّد : ص ۷۶۴ ح ۸۴۵ عن محمد بن صدقة العنبري ، المصباح للكفعمي : ص ۹۱۱ ، الإقبال : ج ۲ ص ۳۵۴ من دون إسناد إلى أحد من أهل البيت عليهم السلام .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
354

عَنها غَيرُكَ ، وبِها تُبَيِّنُ حُجَّتَكَ وتَدعو إلى تَعظيمِ السَّفيرِ بَينَكَ وبَينَ خَلقِكَ ، وأَنتَ المُتَفَضِّلُ عَلَيهِم حَيثُ قَرَّبتَهُم مِن مَلَكوتِكَ ، وَاختَصَصتَهُم بِسِرِّكَ ، وَاصطَفَيتَهُم لِوَحيِكَ ، وأَورَثتَهُم غَوامِضَ تَأويلِكَ ؛ رَحمَةً بِخَلقِكَ ، ولُطفا بِعِبادِكَ ، وحَنانا عَلى بَرِيَّتِكَ ، وعِلما بِما تَنطَوي عَلَيهِ ضَمائِرُ اُمَنائِكَ ، وما يَكونُ مِن شَأنِ صَفوَتِكَ ، وطَهَّرتَهُم في مُنشَئِهِم ومُبتَدَئِهِم ، وحَرَستَهُم مِن نَفثِ ۱ نافِثٍ إلَيهِم ، وأَرَيتَهُم بُرهانا عَلى مَن عَرَضَ بِسوءٍ لَهُم ، فَاستَجابوا لِأَمرِكَ ، وشَغَلوا أنفُسَهُم بِطاعَتِكَ ، ومَلَؤوا أجزاءَهُم مِن ذِكرِكَ ، وعَمَروا قلُوبَهُم بِتَعظيمِ أمرِكَ ، وجَزَّؤوا أوقاتَهُم فيما يُرضيكَ ، وأَخلَوا دَخائِلَهُم مِن مَعاريضِ الخَطَراتِ الشّاغِلَةِ عَنكَ ، فَجَعَلتَ قُلوبَهُم مَكامِنَ لِاءِرادَتِكَ ، وعُقولَهُم مَناصِبَ لِأَمرِكَ ونَهيِكَ ، وأَلسِنَتَهُم تَراجِمَةً لِسُنَّتِكَ ، ثُمَّ أكرَمتَهُم بِنورِكَ حَتّى فَضَّلتَهُم مِن بَينِ أهلِ زَمانِهِم وَالأَقرَبينَ إلَيهِم ، فَخَصَصتَهُم بِوَحيِكَ ، وأَنزَلتَ إلَيهِم كِتابَكَ ، وأَمَرتَنا بِالتَّمَسُّكِ بِهِم وَالرَّدِّ إلَيهِم وَالاِستِنباطِ مِنهُم .
اللّهُمَّ إنّا قَد تَمَسَّكنا بِكِتابِكَ وبِعِترَةِ نَبِيِّكَ ـ صَلَواتُكَ عَلَيهِمُ ـ الَّذينَ أقَمتَهُم لَنا دَليلاً وعَلَما ، وأَمَرتَنا بِاتِّباعِهِم ، اللّهُمَّ فَإِنّا قَد تَمَسَّكنا بِهِم فَارزُقنا شَفاعَتَهُم حينَ يَقولُ الخائِبونَ : «فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ * وَ لَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ»۲ ، وَاجعَلنا مِنَ الصّادِقينَ المُصَدِّقينَ لَهُمُ ، المُنتَظِرينَ لِأَيّامِهِمُ ، النّاظِرينَ إلى شَفاعَتِهِم ، ولا تُضِلَّنا بَعدَ إذ هَدَيتَنا ، وهَب لَنا مِن لَدُنكَ رَحمَةً ، إنَّكَ أنتَ الوَهّابُ ، آمينَ رَبَّ العالَمينَ .
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى أخيهِ وصِنوِهِ ؛ أميرِ المُؤمِنينَ ، وقِبلَةِ العارِفينَ ، وعَلَمِ

1.في الدعاء : « أعوذ بك من نفث الشيطان » وهو ما يلقيه في قلب الإنسان ويوقعه فى باله ممّا يصطاده به ( مجمع البحرين : ج۴ ص۳۴۰ « نفث » ) .

2.الشعراء : ۱۰۰ و ۱۰۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 118674
الصفحه من 531
طباعه  ارسل الي