363
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10

الدولة الإسلامية .
وكان أسعد ابن زرارة وعبادة بن الصامت أبرز الشخصيّات التي شاركت في هذه البيعة .
وقد روى عبادة بن الصامت قضيّة هذه البيعة كما يلي :
كُنتُ فيمَن حَضَرَ العَقَبَةَ الاُولى ، وكُنَّا اثنَي عَشَرَ رَجُلاً ، فَبايَعنا رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلى بَيعَةِ النِّساءِ ، وذلِكَ قَبلَ أن يُفتَرَضَ الحَربُ ، عَلى أن لا نُشرِكَ بِاللّهِ شَيئا ، ولا نَسرِقَ ، ولا نَزنِيَ ، ولا نَقتُلَ أولادَنا ، ولا نَأتِيَ بِبُهتانٍ نَفتَريهِ بَينَ أيدينا وأَرجُلِنا ، ولا نَعصِيَهُ في مَعروفٍ ؛ فَإِن وَفَيتُم فَلَكُمُ الجَنَّةُ ، وإن غَشيتُم مِن ذلِكَ شَيئا فَأَمرُكُم إلَى اللّهِ إن شاءَ عَذَّبَكُم وإن شاءَ غَفَرَ لَكُم . ۱
كما تُسمّى هذه البيعة في اصطلاح كتّاب السيرة «بيعة النساء» ؛ ذلك لأنّ النبيّ صلى الله عليه و آله أخذ البيعة على النساء عند فتح مكّة بنفس هذه الشروط أيضا .

4 . البيعة الثانية في العقبة

بعث المبايعون الأوائل للنبيّ صلى الله عليه و آله في «العَقَبة» ـ بعد عودتهم إلى المدينة ـ رسالة إلى النبي صلى الله عليه و آله ، وطلبوا فيها منه مبلّغا يعلّمهم القرآن ، فأرسل النبيّ صلى الله عليه و آله مصعبَ بن عمير ، الذي استطاع خلال فترة قصيرة أن يدخل أعدادا كبيرة من أهل المدينة في الإسلام ، وفي السنة التالية ـ أي السنة الثالثة عشرة من البعثة ـ أرسلوا ثلاثة وسبعين رجلاً وامرأتين ۲ إلى مكّة في موسم الحجّ ، وبايعوا النبي صلى الله عليه و آله من جديد في «العقبة» أي نفس البقعة التي بايعوا النبيّ صلى الله عليه و آله فيها في السنة السابقة ، إلّا أنّ مضمون بيعتهم في هذه المرّة ، كان منطلق حركة سياسيّة وعسكريّة . ويروي جابر أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله طلب

1.راجع: ص ۳۷۹ ح ۱۱۳۶۸.

2.راجع: ص ۳۸۹ ح ۱۱۳۷۶.


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
362

سُمّيت «بيعة الإسلام» من قبل جبرئيل ، إلّا أنّ هذا الاصطلاح استُخدم فيما بعد لكلّ من بايع النبي صلى الله عليه و آله ممّن أسلم حديثا . ۱

2 . بيعة العشيرة

تعدّ بيعة العشيرة أوّل بيعة علنيّة ورسميّة في تاريخ الإسلام ، حيث حدثت في السنة الثالثة من البعثة بعد نزول الآية « وَ أَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ »۲ في اليوم الذي يُسمّى «يوم الدار» ۳ ، ففي هذا اليوم طالب النبي الأعظم صلى الله عليه و آله بأمر اللّه بني هاشم باعتناق الإسلام ومبايعته ، وتفيد روايات الفريقين (الشيعة وأهل السنّة) أنّ الإمام عليّاً عليه السلام الذي كان أصغر الحاضرين سنّاً ، كان الوحيد الذي بايع النبي صلى الله عليه و آله . ۴

3 . البيعة الاُولى في «العقبة» ۵

بعد الإعلان الرسمي عن الرسالة ، بدأ رسول اللّه صلى الله عليه و آله نشاطاته المكثّفة للدعوة إلى الإسلام ، وقد بلغ هذا النشاط ذروته في أيّام الحجّ ، حيث كان الناس يتوافدون إلى مكّة من المدن المختلفة ، وفي السنة الحادية عشرة من البعثة ، التقى النبيّ صلى الله عليه و آله ستّة أشخاص من قبيلة الخزرج التي تقطن المدينة ودعاهم إلى الإسلام ، فأجابوه لذلك ، فلما عادوا إلى المدينة عملوا على الدعوة إلى الدين الإسلامي . وقد أدّت دعوتهم المستمرّة والمتواصلة إلى أن تعتنق مجموعة من أهل المدينة الإسلام ، وفي السنة الثانية عشرة من البعثة قدم اثنا عشر شخصاً من أهل المدينة إلى مكّة والتقوا مع النبي صلى الله عليه و آله في «العقبة» فبايعوه ، وبذلك بدأ أوّل تحرّك سياسيّ لتشكيل

1.راجع : ص ۳۷۴ ح ۱۱۳۶۴.

2.الشعراء : ۲۱۴ .

3.بما أنّ هذه البيعة تمت في دار أبي طالب سُمّيت بيوم الدار .

4.راجع : ص ۳۷۵ ( بيعة العشيرة ) .

5.العقبة بالقرب من منى في مكّة إلى جانب جمرة العقبة، وهي اليوم عبارة عن مسجد مهجور .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج10
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 120186
الصفحه من 531
طباعه  ارسل الي